صانع الفرح

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

لو شعرتم، ذات مساء خاصة، بشيء من الضيق أو الضجر، وألحت عليكم الرغبة في الخروج من هذا المزاج قاتم اللون، والظفر بشيء من تلك التي نسميّها الطاقة الإيجابية، فأنصحكم بالتالي: افتحوا تطبيق «يوتيوب»، واكتبوا في خانة البحث: ألحان منوّعة لبليغ حمدي، أو أي عبارة تحمل المعنى نفسه، وستجدون هناك غايتكم؛ ستتالى على مسامعكم مقاطع مختارة من أغان لعدد من أشهر الفنانين والفنانات.
ستصادفكم مقاطع من أغاني أم كلثوم: «حب إيه»، «بعيد عنك»،«الحب كله»، «سيرة الحب»، وغيرها، ومقاطع من أغاني عبد الحليم حافظ: «خايف مرة أحب»،«أعز الناس»، «سواح»، «على حسب وداد قلبي»، «جانا الهوى»،«الهوى هوايا»، «موعود»، «زي الهوا»، «مدّاح القمر»،«حاول تفتكرني»، «أي دمعة حزن لا» وغيرها الكثير، ومقاطع من أغاني وردة الجزائرية: «العيون السود»، «يا نخلتين في العلالي»،«أحبك فوق ما تتصور»، «ليل يا ليالي»،«احضنوا الأيام»، «خليك هنا»،«دندنة»، «بودعك» وغيرها.
وقد تصادفكم أيضاً مقاطع من أغاني شادية:«والنبي وحشتنا»، «أسمر وطيب يا عنب»، «قولوا لعين الشمس»، «عطشان يا صبايا»، «خلاص مسافر»، و«الله يا زمن»، «يا حبيبتى يا مصر»، «آخر ليلة»، «مكسوفة»، «يا أسمرانى اللون» وغيرها، ولنجاة الصغيرة:«أنا بستناك»، «كل شيء راح»، «الطير المسافر»، «ليلة من الليالي»، «نسي»، «سكة العاشقين»، «وسط الطريق» وغيرها. وستصادفكم من أغاني ميّادة: «الحب اللي كان»، «أنا بعشقك»، ولعفاف راضي: «ردوا السلام»، «هوا يا هوا»، «عطاشى»، «كله في المواني»، ولصباح: «عاشقة وغلبانة»، «يا نا يا نا»، «زي العسل».
وعلى كثرة ما أوردنا من أمثلة فهي بالفعل مجرد «غيض من فيض» ألحان بليغ حمدي المبهجة، المفرحة، الشجيّة، فحتى في حال شجنها، فإن ألحان بليغ قادرة على أن تخلق في النفوس بهجة ما.
على عمره القصير نسبياً، فإن بليغ لحن أعداداً لا تحصى من الأغاني العاطفية والوطنية والدينية، حتى قيل عنه إنه بين أغنية وأغنية له توجد أغنية أخرى، ويمكن وصفه دون أدنى تردد بأنه عبقرية موسيقية نادرة، مدّت وما زالت تمدّ أجيالاً بالبهجة والفرح. ومن حسن حظنا وحظّ بليغ نفسه أنه عاش فترة تألقه في مرحلة زمنيّة خصبة فنياً وثقافياً في مصر خاصة والعالم العربي عامة، وينسب للسيدة أم كلثوم المعروفة بالصرامة في أحكامها قولها عن بليغ إنه «كالنهر المتدفق في حاجة إلى بعض السدود حتى يتوقف تدفقه الهائل»، وعن الموسيقار عبدالوهاب الذي لا يختلف عن أم كلثوم في الصفة ذاتها قوله عن بليغ «إنه مزيج بين أصالة النغم الشرقي والتجريب والتجديد في الموسيقى المصرية».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"