تعمل الدولة جاهدة على إيجاد حلول لملف توظيف الباحثين عن عمل، وقدمت الكثير من المبادرات، لكن مازال الباحثون عن عمل عاطلين، ولم تفتح لهم تلك الأبواب، ولم يحظوا بفرصة للعمل، رغم الشواغر التي يُعلن عنها بين الحين والآخر.
كثيرة هي الشواغر التي تطرحها الجهات الحكومية والخاصة في المنصات الرسمية التي تعلن عن وظائف شاغرة، ولكن تلك الأعداد لا تغطي حجم الطلب الكبير على العمل، فأعداد الباحثين في ازدياد، وأصواتهم الحزينة وكلماتهم التي تعكس حجم احتياجهم لوظيفة نشهدها جميعاً، فكثيراً ما نصادف حولنا باحثاً عن عمل يئس من طول الانتظار، ومرت سنوات عمره ومازال في قائمة الانتظار.
هذا الأمر لا ينطبق على حديثي التخرج الذين لم يكملوا عاماً على تخرجهم، بل حديثنا عن الذين ينتظرون لسنوات تزيد على 3 و5، أملاً بالعمل في جهة حكومية أو حتى خاصة.. فكل يوم يمر عليهم دون عمل، ضياع لما تعلموه في الجامعة، وحزن يسيطر عليهم وعلى أسرهم، فلا توجد إجابة مقنعة لشحّ الوظائف لأبناء الوطن.
الوظيفة نعمة وحق لجميع المواطنين، والبقاء من دون عمل معضلة لا بدّ من إيجاد حلول فورية لها، وتوفير وظائف لهم في الحكومي والخاص، فتوظيفهم أولوية قصوى.
والواقع أن هناك مواطنين راغبون في التقاعد ومؤهلون فعلياً للتقاعد، لكن خوفهم من الخصومات من الراتب الأساسي، وحرمانهم من بعض الحوافز يجعلهم يؤجلون قرار التقاعد، لارتباطهم بالالتزامات المالية والبنكية، وكذلك العمر الذي يحول دون حصولهم على التقاعد، وإعادة النظر في تلك الشروط، قد تحل إشكالية البطالة، فتقاعد هؤلاء المواطنين بناء على رغبتهم، دون أن يؤثر في راتبهم بعد سنوات الخدمة الطويلة، سيفتح المجال لتوظيف آلاف المواطنين سنوياً، وإدخال دماء جديدة في المؤسسة، لديها شغف العمل.
حجم المؤسسات لدينا كبير، وتوظيف الباحثين عن العمل ضرورة، وإغلاق الملف يكون عبر توظيفهم عبر الإحلال، وتسهيل تقاعد المواطنين الراغبين فيه، وإفساح المجال للعاطلين عن عمل ببدء حياتهم من جديد، فسنوات الانتظار ثقيلة، والبقاء من دون عمل مشكلة.
الإمارات ستبقى كما عهدناها جاذبة للعمل، ولديها الفرص الوظيفية للجميع، في ظل التطور الكبير الذي نشهده يومياً، وأبناء الوطن سيجدون تلك الفرص التي تمنحهم المجال لردّ جميل الوطن، وتطبيق ما تعلموه في المدارس والجامعات، لتصل الدولة إلى العالمية بسواعد أبنائها.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
