تعد مبادرة «الحزام والطريق» منصة للتعاون الدولي، ترتكز بشكل أساسي على التنمية الاقتصادية المدفوعة بالجوانب الاجتماعية والثقافية وغيرهما من المجالات، ففي عام 2013 طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته إلى كل من كازاخستان وأندونيسيا فكرة بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير في القرن الحادي والعشرين، أي ما يعرف بمبادرة «الحزام والطريق» وتقوم المبادرة على فكرة إعادة إحياء طريق الحرير القديم الذي ربط الصين بالعالم في القرن التاسع عشر، هذا الطريق التاريخي الذي كان له دور كبير في ازدهار العديد من الحضارات القديمة، وساعد على التقاء الثقافات والتبادل الفكري والثقافي.
تهدف المبادرة إلى توسيع التجارة العالمية من خلال إنشاء شبكات البنية التحتية من الطرق والموانئ والتعليم ومواد البناء والسكك الحديدية والطرق السريعة والسيارات والعقارات وشبكات الطاقة والمرافق الأخرى عبر بلدان عديدة في آسيا وإفريقيا وأوروبا، لتصبح أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية، وتستهدف الصين من تلك المبادرة زيادة ربطها بدول العالم؛ وذلك عن طريق ضخ استثمارات بالمليارات في البنية التحتية لكل دولة من الدول الواقعة على امتداد المبادرة والبالغ عددها 65 دولة.
تنقسم مبادرة «الحزام والطريق» إلى طريقين الطريق البحري ويبدأ من فوتشو في الصين ويمر عبر فيتنام وأندونيسيا وبنجلاديش والهند وسيريلانكا وجزر المالديف وشرق إفريقيا على طول الساحل الإفريقي، متجهاً إلى البحر الأحمر، مروراً بقناة السويس إلى البحر المتوسط نحو أوروبا، والطريق البري الذي يضم 6 ممرات اقتصادية برية هي الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، والممر الاقتصادي بين بنجلاديش والصين والهند ميانمار والممر الاقتصادي بين الصين وشبه جزيرة الهند الصينية، والممر الاقتصادي بين الصين وآسيا الوسطى وغرب آسيا، والجسر القاري الأوراسي الجديد.
ويعد كتاب «اقتصاديات دول ومناطق الحزام والطريق» الذي ترجمه إلى العربية يحيى مختار، وصدر عن بيت الحكمة، بمنزلة تحليل كلي وشامل للتنمية الاقتصادية لمختلف الدول والمناطق الواقعة على طول امتداد «الحزام والطريق» وهو كتاب له أهمية كبرى في إطار توسيع سبل ومجالات التعاون بين الصين والدول الواقعة ضمن نطاق هذه المبادرة، وهو أيضاً ثمرة مهمة للبحوث التي أجرتها جامعة بكين وبنك التنمية الصيني حول «الحزام والطريق».
ويتعرض الكتاب بشكل تفصيلي بالشرح والتحليل لمناطق جنوب شرق آسيا، وجنوب آسيا، وآسيا الوسطى، وغرب آسيا وشمال إفريقيا، وأوروبا الوسطى والشرقية، وجنوب أوروبا، وهو ما يعد بمنزلة خريطة اقتصادية عملية وفاعلة للتعاون بين الصين والدول الواقعة على طول امتداد المبادرة
