أحد أهم متطلبات المستقبل

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

كان هنالك العديد من التأثيرات السلبية التي لا يمكن إحصاؤها بعد حدوث جائحة «كوفيد-19»، فقد أضرت بالنواحي الصحية للبشرية والنواحي الاقتصادية لجميع دول العالم، لكن تلك الجائحة جعلتنا أيضاً نتعلم العديد من الجوانب المهمة، ولعل من أهم ما تم تعلمه، العمل والدراسة عن بعد.

وإن كان هذا المفهوم لم يكن غائباً عن صنّاع القرار، لكن التوجه نحوه كان بطيئاً ولا يتواكب مع التطورات التقنية وثورة الاتصالات الحديثة، فجاءت أزمة «كورونا» ودفعت بالعالم نحو هذا المضمار، هناك دول قليلة نجحت وكانت لديها بنية تحتية قوية تمكنت من الصمود، وتطوير تقنياتها وتحويل الأعمال والدراسة عن بعد، والكثير من دول العالم حتى البعض منها دول متطورة وراقية، فشلت وأخفقت في هذا المجال، وانعكس هذا حتى على الرعاية الصحية التي تقدمها.

 الإمارات ولله الحمد، واحدة من أهم دول العالم تفوقت في هذا المجال، وتجاوزت هذه الأزمة بكل مهنية وبقدرات فنية متطورة. دون شك أن التطور التقني الهائل جعل هذه القفزة ممكنة، حيث تواجدت عدة منصات وتطبيقات، يمكن للجميع استخدامها بشكل مجاني ساهمت في هذا التوجه ثم في نجاحه، وكما نعلم هناك دول أنشأت منصات خاصة بها، من أجل تمكين الدراسة أو العمل عن بعد. والذي اتضح للجميع أن هناك بعض الأعمال – وليس جميعها- خلال الجائحة، أثبتت أن إنجازها عن بعد أكثر كفاءة، وحققت مكاسب عديدة، نفسية، مالية، وإدارية، واتضح أن بعض الوظائف ممكن إنجازها من المنزل دون الحاجة إلى تواجد الموظف في مقر العمل، وفضلاً عن كسب الوقت والمحافظة على الجهد، فإن فيه توفيراً للموارد الخاصة، مثل أهمية تخصيص مكتب للموظف وجهاز حاسب آلي وكرسي ومستلزمات مكتبية و... إلخ.

 ما زال العالم يخطو نحو التعافي التام والكامل من هذه الجائحة، لكن موضوع العمل والدراسة عن بعد، سيبقى معنا، بل كأننا دخلنا حقبة جديدة مختلفة تماماً عما سبقها، ومن المؤكد أن الاستثمار والتجارة والأعمال بصفة عامة ستتأثر إيجابياً وستتوجه نحو العمل عن بعد، خاصة أن التقنيات الحديثة تتزايد وتتطور يومياً، وتخدمنا في هذا المجال. لذا من الأهمية زيادة الاستثمار في هذا المجال، وجعله واحداً من أهم مساقات المستقبل والتوجه نحوه؛ لأن طريقة العمل والإنتاج في المستقبل ستكون مختلفة تماماً عما هو مألوف الآن.

[email protected]

 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"