الاستثمار بمفهوم آخر

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

أكاد لا أبالغ عند القول بأن نسبة قليلة ومتواضعة من الناس، هي التي تهتم بتطوير النفس والقدرات الذاتية، ولديها هاجس ورغبة في اكتساب المعارف وكل جديد بشكل دائم ومتجدد. ولعلي لا أبالغ عند القول بأن هناك نسبة أقل تتعامل بنضج واهتمام مع ذاتها وتدرب وتطور عقلها لتحقق الصفاء والسكينة في الحياة، وتكون هذه الممارسة جزءاً من سلوكها ونهجها، وهنا يغيب عن قطاع واسع من الناس أهم استثمار في الحياة، وعند استحضار كلمة استثمار، ينصرف العقل نحو الاستثمار المالي، لتحقيق عوائد مالية جديدة، وهذا بديهي، لكنني أشير إلى استثمار من نوع مختلف تماماً، هو استثمار القدرات العقلية والمواهب، وهو استثمار منخفض المخاطر جداً. 
عندما تتوجه للاستثمار في الأسهم أو الأوراق المالية على سبيل المثال، فإن الخسارة واردة باحتمالات كبيرة، لأن تذبذب الأسواق وصعودها وانخفاضها سريعة ومتوالية، ويجب أن تكون لديك المهارة والخبرة والمعرفة اللازمة لمواكبة مثل هذه التغيرات السريعة فضلاً عن حاسة التنبؤ والتوقع، أما الاستثمار في فتح متجر أو نحوه فإن العوائد بطيئة والتنافس جسيم ومتعدد وكبير، ويخيم عليك شبح الخسارة، وإن جاءت ببطء وهدوء. 
لكن الاستثمار الذي أشير له مختلف تماماً عن جوانب الربح والخسارة، لأنه لا يحمل إلا الربح والفوز والنجاح، فضلاً عن هذا هو يقوي حضورك ويدفع بك نحو التميز والتقدم، وتبعاً لنجاحاتك وتميزك، تحصل على العوائد المالية، أو كما يقال تزداد قيمتك في سوق العمل. هذا الاستثمار، هو استغلال إمكانياتك ومواهبك، ووقتك، وقدراتك، وتوظيفها نحو مجال ما، والتدرب عليه والقراءة عنه، والدخول في دورات متخصصة، والتركيز عليه. 
عندما تطور نفسك، وتزيد من قدرات عقلك، بالمعارف والعلوم والمهارات، سينعكس ذلك على عملك، وعلى تفكيرك، وعلى المخرجات التي تقدمها. يقول الكاتب والمؤلف الأمريكي ستيفن ر. كوفي: «إن الاستثمار الأقوى الذي يمكننا تحقيقه هو الاستثمار في أنفسنا، فهي الأداة الوحيدة التي نملكها، والتي من خلالها نتعامل ونساهم في الحياة». لذا من الأهمية عدم الغفلة، أو عدم تجاهل مثل هذا الاستثمار، استغل الأوقات في زيادة مهاراتك بالتدريب المعرفي والعلمي، فالدورات والورش مبثوثة ومتنوعة على مواقع الإنترنت، منها المجاني وهناك ما عليها رسوم رمزية. ركز على هذا الاستثمار، وستجني فوائده وأرباحه مطولاً وكثيراً.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"