حرب «قوس قزح»

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

كنا نحسب أن أشرس الحروب التي عرفتها وستعرفها البشرية هي حروب المدافع والسلاح والقصف بالصواريخ والطائرات التي شهدها العالم في الحربين العالميتين وما بعدهما وحتى يومنا هذا.. أسلحة تحصد عشرات ومئات الأبرياء بل قل الآلاف، لكن ما نشهده حالياً هي الحرب الأشرس والتي يستهدفون بها قتل الملايين دفعة واحدة بل قل القضاء على الأجيال الجديدة والمقبلة حول العالم. 
لم نشهد شراسة في الرغبة في فرض لون ورأي وتوجه وفكر أو حتى انحراف على البشرية جمعاء كما نشهد اليوم، حيث خلع «المنحرفون» البرقع وخرجوا إلى الشوارع وعلى الشاشات يطرقون الأبواب ويقتحمون المدارس فارضين على الجميع تقبل «شذوذهم»، والأخطر هو فرضهم على أولياء الأمور دفع صغارهم باتجاه «حرية اختيار جنسهم»، وعدم التعامل مع الفتاة باعتبارها أنثى، وعدم التسليم بأن الصبي هو ذكر مؤكد!!. 
ما هذا الخروج الوقح على كلمة الله التي أرادها لفلان فرزقه بطفلة، وأرادها لآخر بأنيرزقه طفلاً، كذلك خلق الطبيعة بكل ما ومن عليها والتكاثر بتكامل طرفيها الذكر والأنثى، فما الهدف اليوم من هذا الانقلاب على الطبيعة والحياة بكل سكينتها واستقرارها، والانقلاب على المستقبل وكأنها حرب الهدف منها إيجاد حل لتزايد أعداد سكان الأرض من خلال الانحراف والدعوة إلى المثلية وتشريعها لتكون «طبيعية»!. 
يقولون لك هذه حرية رأي وحرية قرار، بينما ما يفعلونه من غسل أدمغة للأطفال في الرسوم المتحركة وأفلام الكرتون وعبر التسلل إلى المدارس وتعليمهم رسم «علم المثلية» بألوانه المتعددة، وفتح أعينهم مبكراً جداً على أمور لا نحدثهم بها وعنها عادة وفي تربيتنا «الطبيعية» والسليمة لهم، يحدثونهم عن العلاقات والمشاعر والذكر يكون أنثى والأنثى ذكراً..!. صدمات تتوالى وتسرع بخطاها ليكبر الخطر كل يوم أكثر، ولا تقل إننا نعيش في دول عربية آمنة ومتسلحة بموروثها ومجتمعها والتعاليم الدينية وثقافتها.. فالحرب طرقت كل الأبواب وتخطت كل الحدود ووصلت إلى الجميع، وعلينا التسلح بالوعي وبواقعية شديدة كي نعرف كيف نتصدى ونحارب فنحمي صغارنا ومستقبلهم. 
يسعدنا أن نرى مقاطع فيديو آتية من مدارس في دول غربية ومن الشوارع والأماكن العامة لأولياء أمور ولأشخاص يرفضون ما يفرضه عليهم (وعلينا) دعاة المثلية وما يسمونها «ميم» وبالإكراه، وبأساليب لا تحترم قيماً سماوية ولا حرية رأي ولا حقوق الآخرين ولا حقوق الأهل في تربية أبنائهم، والمؤسف أن تكون بعض الدول الغربية الكبرى، هي من تقود العالم إلى هذا الهلاك وهي التي تفرض وباسم القانون على الأسوياء أن يتركوا أطفالهم ليصبحوا مشوهين وغير أسوياء؛ فليكن حذرنا أكبر ولا ننخدع بشعارات «حرية الرأي» و«التربية الحديثة» حتى نحمي صغارنا والأجيال الجديدة من حرب «قوس قزح».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3km6ajju

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"