نصيحة «شو زي تشو»

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

شو زي تشو، لم نكن جميعنا نعلم اسم المدير التنفيذي ل «تيك توك» لولا أجريت معه هذه المقابلة وانتشرت عبر السوشيال ميديا، وتحديداً المقطع الذي يعترف فيه بأنه يمنع ولديه (٦ و٨ أعوام) من متابعة تيك توك، بينما نرى من حولنا أطفالاً بالكاد يستوعبون معنى ومضمون الهواتف المحمولة، يدمنون مشاهدة الفيديوهات على تيك توك ومنهم من ينشئ له أهله صفحة ويستمتعون بتصويره ويصور هو نفسه وينشر أي شيء علّه يصبح «ترند» ومشهوراً. 
تشو نصح الآباء بمراقبة أبنائهم عبر الدخول إلى ميزة «ربط الحسابات للعائلة»، التي تمكنهم من متابعة والتحكم بما يشاهده أبناؤهم؛ ولعل أكثر ما دفعنا لنتذكر هذه النصيحة، خبر وفاة الناشطة الروسية المعروفة بالمدونة الإلكترونية النباتية زانا سامسونوفا، التي لم تتجاوز ٣٩ عاماً بسبب الجوع الحاد، وهي التي لطالما روجت للأطعمة النيئة واقتصار الوجبات على الفاكهة الاستوائية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتابعها ملايين المشاهدين على منصات تيك توك وفيسبوك وإنستغرام.
كم من هؤلاء الملايين صدّق زانا وتابعها واتبع نظامها الغذائي؟ كم من هؤلاء وصل إلى حافة الانهيار أو انهار فعلياً وتدهورت صحته وعانى سوء التغذية بسبب ما شاهده من فيديوهات ونصائح سواء من زانا أو غيرها؟ 
زانا قررت الاعتماد على نظام صحي «مختلف»، وكل ما قدمته للناس إثباتات على أنها تدرك جيداً ما تفعله وأنها تعيش بشكل صحي وسليم، هي اختارت أن تدخل في تجربة وصورت نفسها وهي تأكل بشكل شهي ثم امتنعت عن شرب المياه واكتفت بشرب العصائر رافضة الاستماع لنصائح أي أحد من أهلها وأصدقائها، ولم تطلب المساعدة إلا بعد فوات الأوان.
مؤسف ومحزن ما حصل لهذه الفتاة، ومؤسف ومحزن ما يحصل لشبان وفتيات وأطفال ومراهقين يصدقون ما يشاهدونه على تيك توك وإنستغرام وفيسبوك ويسيرون خلف أي صرعة أو فكرة أو تحدٍ يطلقه أشخاص عاديون وليس بالضرورة أن يكونوا من المشاهير فقط، وتنتشر أسرع من العدوى عبر المواقع والصفحات!. 
زانا روجت كثيراً للنظام الغذائي من الفاكهة الاستوائية، وهي بلا شك لم تكن تعلم أنها ستلقى هذا المصير، ومن يجازفون بحياتهم من أجل التقاط صورة سيلفي في أماكن خطيرة ويلقون حتفهم، ومن يتحدون الموت ويطلبون من أصدقائهم تصويرهم.. يتمادون فيصلون إلى درجة الهوس ويصبح التواصل الاجتماعي هو محور حياتهم وسبب موتهم، والأخطر أنهم يجرفون معهم آلاف وملايين الناس، فيدفع الثمن الأطفال أولاً والمراهقون ثانياً، ويعيش الأهل في حسرة مدى العمر.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ym5zwb7r

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"