عبّر عن رأيك بمسؤولية

نبض
00:35 صباحا
قراءة دقيقتين

إيمان عبدالله آل علي
الكلمة لها قوة عظيمة في التأثير، وإدراك المجتمع لتلك القوة الناعمة وتحديداً في مواقع التواصل، يشكل قيمة كبيرة في تعزيز الوعي والوحدة والتسامح والتعايش بأجمل صوره. أما الحروب الإلكترونية فلا جدوى منها، وتزرع الفتن والشقاق بين الأشقاء، خاصة أنها تدار بمنهجية.

مثيرو الفتن في مواقع التواصل، موجودون دائماً، ومتخفون تحت أسماء صريحة وأخرى وهمية، وأهدافهم واضحة ومخطط لها، وخطواتهم مدروسة بحرفية، واستهدافهم لشخصيات معينة في تلك المواقع، هي لأغراض محددة، لاستدراج المؤثرين في تلك المنصات والأشخاص العاديين إلى تلك المعارك الوهمية التي صنعوها بأنفسهم، واتباع المجتمع لتلك الفتن والتفاعل معها بكل إصرار، له تأثير سلبي في المجتمع.

الذباب الإلكتروني لا يتوقف عن التعرض لفظاً للأشخاص والأوطان، واختيار التوقيت المناسب لخططهم، بنشر فيديو قديم لإثارة الرأي العام، أو بتلفيق كذبة والترويج لها على أنها حقيقة، وكل ذلك من أجل إغراق المجتمعات في تلك الحروب الإلكترونية.

والجيوش الإلكترونية تسعى جاهدة إلى الحفاظ على الوطن والمنجزات، عبر الرد على تلك الحسابات، لكن الحقيقة أن الطريقة تلك لا تحافظ على الإنجازات، بل تثير الفتن، وتستدرج المجتمع إلى معارك إلكترونية لا فائدة منها.

عدم اتباع مثيري الفتن في مواقع التواصل، ضرورة، مع الحرص على التعبير بحرية عن آرائنا، لكن من دون إعطاء تلك الحروب الإلكترونية أهمية، ومن دون أن نجعل منهم مشاهير بتفاعلنا الكبير بالرد عليهم والتبرير والدفاع، فمثل تلك الشخصيات تجاهلها أفضل من التفاعل معها.

اليوم أصبحت منصات التواصل، بيئة خصبة تؤثر في تشكيل الرأي العام، وتغير الآراء، فضلاً عن زرع الفتن بهدف الانقسام، وإدراك تلك الحقيقة وتجاهل زارعيها، وعدم الوقوع في أفخاخهم سيكون أقوى سلاح للتصدي لمثل تلك الجماعات، عبر التحلي بالحكمة والحذر عند التفاعل مع تلك المنشورات، والتمييز بين من يقصد زرع الفتن ومن يعرض المعلومات الخطأ دون قصد أو جهل، والفئة الثانية يجب الرد عليها، وتصحيح معلوماتها تفادياً للشائعات.

التفكير بمسؤولية قبل نشر أي محتوى رقمي، أو التفاعل بالرد على المنشورات يعكس وعي المجتمع، ويعكس قيمه في تعزيز الاحترام، وإدراكه لقوة الكلمة وأهمية المعلومة في منصات التواصل، خاصة أنها وسيلة فعالة لتعزيز الوعي الوطني وحماية الوطن، والمجتمع يتحمل مسؤولية كبيرة في التصدي لناشري الفتن، بنشر المعلومات الموثوقة، والتركيز على منجزات الوطن، وتشجيع النقاش المسؤول والبنّاء على تلك المنصات، مع التركيز على الحوار المبني على الاحترام المتبادل.

قوة الكلمة في مواقع التواصل، تعكس القوة الكبيرة للتواصل والتفاعل الاجتماعي، فلنكن مسؤولين بحكمة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mu38nbxx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"