«كوب 28».. بصمة إماراتية

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

أتقنت الإمارات بجدارة فن الدبلوماسية في تعاملاتها مع دول العالم، وهو فن لا يتقنه إلا القادرون الواثقون أصحاب المبادئ الذين يؤمنون بأن خير الأمور الوسط، وهو مبدأ سارت عليه البلاد منذ التأسيس، استناداً إلى قناعة كاملة بأن الخير يجب أن يعم جميع سكان هذا الكوكب.

لهذا عزمت الإمارات منذ سنوات على العمل في المحافل الدولية بهدف استضافة قمة المناخ، بحيث تكون أرضها جامعة لكل الآراء والمواقف وحاضنة لمبادرات من شأنها أن تنقذ هذا الكوكب الذي يتعرض لممارسات مناخية سلبية تؤثر في مستقبله، ممارسات مصدرها دول وحكومات ومؤسسات وشركات وأفراد.

ولأن الإمارات تقبل التحدي كما أظهرت تجربتها التنموية ونموذجها الإنساني، فإن مجرد جمع كل الأضداد في العالم على أرضها لمناقشة مستقبل البشرية والأخطار التي تحيط بها هو تحدٍ بحد ذاته، تمهيداً لاختراقات في ملفات عدة، حيث ستتجلى مهارتها في تحقيق توافق الدول والقطاعات ذات المصالح المتباينة، بما في ذلك الشمال والجنوب، والأغنياء والفقراء، فالإمارات شريك مقبول عند الجميع.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، رأى في كلمة وجهها إلى قمة العشرين قبل أيام، أن تحدي تغير المناخ هو أحد أخطر التحديات التي تواجه العالم خلال هذه المرحلة، وهو تحدٍ ستسعى دولة الإمارات عبر استضافتها «كوب 28» إلى أداء دور إيجابي فعال لإيجاد الأرضية التوافقية بين مختلف الأطراف للخروج بنتائج نوعية وفاعلة ومتوازنة لمواجهة خطر التغير المناخي، خاصة أن المؤتمر سيشهد أول تقييم لمدى التقدم في تنفيذ التزامات «اتفاق باريس».

يوم الخميس ولمدة 12 يوماً في «مدينة إكسبو» تستضيف الإمارات أهم ملتقى عالمي يركز على التصدي لتداعيات تغيُّر المناخ، ملتقى سيكون مصدر فخر واعتزاز لكل المواطنين والمقيمين، ومحطة تاريخية، ترسخ دور الإمارات في بناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض كما يصفه سلطان الجابر رئيس مؤتمر الأطراف «COP28».

الوعد أن يكون «COP28» محطة، تسجل دور الإمارات في بناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض عندما يلتقي ممثلون عن 198 دولة وأكثر من 85 ألف مشارك، بمن فيهم 160 رئيساً، إضافة إلى وزراء، وممثلين عن المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.

قضايا المناخ ليست بعيدة عن واقعنا وواقع كل فرد في هذه البشرية، وهي لا تخص المستقبل الذي يحتمل الحدوث من عدمه، الخطر هو واقع نعيشه اليوم وعشناه أمس، عندما ارتفعت درجات الحرارة هذا العام إلى أعلى مستوياتها، وعندما لحقت بكوكبنا 23 كارثة طبيعية في عام 2023 وحده.

نعم.. الإمارات قبلت التحدي باستضافة «كوب 28»، وهو ملتقى سيحمل بصمة إماراتية واضحة، وستنجح فرقنا الوطنية في تحقيق اختراقات يسجلها التاريخ لحدث هدفه خير البشرية والكوكب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s4efdvn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"