المبادرات التي تخدم المناخ في الإمارات كانت وما زالت شاهدة على حرص الدولة على دعم ملف التغير المناخي؛ ليكون العمل المناخي أولوية رئيسية لها، عبر خلق منظومة عمل لدعم النمو المستدام.
تتجسد تلك الحقائق في مؤتمر الأطراف «كوب 28»، الذي سيشكل علامة فارقة في العمل المناخي، فالإمارات دائماً تصنع المستحيل بلغة الإنجازات، وتُحدث الفارق بلغة الأفعال، وهذا ما سنشهده في الأيام القادمة.
المبادرات التي أطلقت منذ سنوات مضت تعكس حجم الإنجازات في الملف المناخي، منها إطلاق مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، والتي تضع خريطة طريق لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، وإطلاق الدولة استراتيجية الطاقة 2050، وإطلاق منصة تسريع عملية التحول للطاقة المتجددة، وإطلاق مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ»، ونجحت الدولة في خفض حجم الغاز الطبيعي المشتعل في قطاع الطاقة المحلي، وتمتلك أكبر محطات الطاقة الشمسية وأكثرها كفاءة من حيث التكلفة في العالم، وتعمل الإمارات على توظيف التقنيات الحديثة والحلول الابتكارية في الملف المناخي.
والعمل مستمر في الدولة من خلال «شبكة أبحاث تغير المناخ في دولة الإمارات»، والتي تعمل على تعزيز منظومة جمع البيانات وإعداد الأبحاث والدراسات المرتبطة بالتأثيرات المناخية، والبحث عن الحلول للتكيف مع تلك التداعيات.
لا تتوقف الدولة عن إيجاد حلول عملية، وتحقيق تقدم جوهري في العمل المناخي، وتعزيز التعاون والتنسيق الدولي، فضلاً عن العمل على تمكين جيل الشباب باعتبارهم القوة الناعمة للعمل المناخي، ولوسائل التواصل الاجتماعي دور واضح في تمكين الشباب وزيادة الوعي بالتغير المناخي، وإيصال الرسالة البيئية لجميع فئات المجتمع بلغة بسيطة وبتأثير عالٍ.
الاستدامة شعار تجسّد في الجهود المحلية والعالمية للدولة، وهذا يُسهم في مواجهة تحدي التغير المناخي، ومؤتمر الأطراف فرصة لأن تسلط الدولة الضوء على جهودها في ملف المناخ أمام العالم، وتقدم مشاريع الاستدامة المتنوعة والتي تكون قابلة للتطبيق، وتحدث تغييراً في الدول الأكثر تضرراً من التغير المناخي، خاصة أنها حققت نجاحات لافتة في عدد من الملفات المناخية، وأسست مشاريع مستدامة بشهادة عالمية.
وأخيراً، لا ننسى أن الدولة منذ التأسيس وهي حريصة على المناخ، وتجسد ذلك في منح منظمة الأمم المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، جائزة «بطل الأرض» في عام 2005.
