أفخاخ جديدة

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين

من يقرأ البيانات والتعليمات ينجو من «الأفخاخ الإلكترونية» التي لا يكل المحتالون من نصبها للناس جميعاً، فمن منا لم يتلق على الأقل رسالة واحدة من «البنك» (دون ذكر اسمه تحديداً)، يطالبه فيها بسرعة التواصل عبر رابط معين من أجل تجديد أو استكمال بياناته الشخصية؟ ومن منا لم يتلق رسالة تخبره بوجود طرد بريدي باسمه وعليه تسديد مبلغ معين من أجل استلامه؟ طبعاً من سبق له أن اطّلع على التحذيرات الأمنية، حرضته الذاكرة على تجاهل تلك الرسائل لأنها مجهولة المصدر ومرسلها «هاكر» ينتظر منه رداً كي يستولي على كل المعلومات والصور والأرقام والبيانات الموجودة على هاتفه، ومن صمّ أذنيه وأغمض عينيه وجد نفسه فريسة سهلة لهؤلاء النصابين.

دائماً يطور المحتالون الإلكترونيون أساليبهم من أجل الإيقاع بالضحايا، ولم يعد يقتصر الأمر على الاستيلاء على البيانات، بل تطور الأمر إلى الاستغلال النفسي والعاطفي الذي يؤدي بطبيعة الأمر إلى استغلال مادي؛ والأسلوب الذي يتبعه هؤلاء النصابون، يطلق عليه رجال مكافحة الجرائم الإلكترونية اسم «سلخ الفرائس»، ويقتضي التلاعب بعواطف ومشاعر الضحايا وإيقاعهم في أوهام العلاقات العاطفية، فيحصلون منهم على الهدايا والأموال رويداً رويداً، ويبقى التواصل «من بعيد لبعيد» طبعاً والعواطف افتراضية ويغدقون على الفريسة بأوهام ووعود وأحلام تتبخر ما إن يحصل المحتال (أو المحتالة) على مراده ويستنزف الضحية قدر المستطاع. مع تطوير أدوات النصب الإلكتروني وصلنا إلى مرحلة «الهندسة الاجتماعية للضحية»، حيث يتابع المحتالون الضحية من خلال نشاطه الافتراضي، فيعرفون نقاط ضعفه، واهتماماته «خصوصاً الاجتماعية أو العاطفية»، لذلك تعرف بالهندسة الاجتماعية، ويتصيدون خصوصاً من يلاحظون أنه يعاني فراغاً عاطفياً، والمحتالون يكونون من النساء أو الرجال.

شرطة دبي كشفت أن هناك هواتف تتعرض للاختراق بتطبيقات تسجل مكالمات ورسائل صاحب الهاتف، محذرة من عدم الثقة بالعلاقات التي تبنى عبر منصات التواصل حيث يتلاعب المحتالون بالضحايا عاطفياً.

كثر يحسبون أنهم أكبر من الوقوع في فخ محتال إلكتروني، أو أنهم أذكى من الاستسلام لعلاقة وهمية افتراضية، ولا يدركون أن النصّاب لا يمل من البحث عن أساليب ملتوية وتطوير أدواته من أجل اختراق كل الحسابات والبيانات التي يجدونها عبر مواقع أو تطبيقات يستخدمها كثير من الناس، فيسهل عليهم اصطياد الفرائس بعد دراسة بياناتها ومتطلباتها وما تسعى إليه أو تحلم به، وما أسهل الإيقاع بالباحثين عن علاقات اجتماعية أو عاطفية أو الباحثين عن الزواج عبر منصات وتطبيقات افتراضية!.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5n8udy5f

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"