الملكية الفكرية لتنمية بشرية مستدامة

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

تعدّ الملكية الفكرية المحرك الرئيسي لنمو الصناعات الثقافية والإبداعات البشرية التي تسهم في حفظ الهوية الوطنية ونشر الإرث الثقافي والإنساني والتعريف به بين الشعوب، ومؤخراً، شهدت هذه الصناعات نمواً وازدهاراً على صعيد المبدعين والموهوبين والمخرجات الثقافية والاستثمارات والبنى التحتية الحاضنة للعقول المبتكرة وإبداعاتهم، باعتبارها قطاعاً منتجاً وفاعلاً في الاقتصاد الوطني.

والمتتبع لتاريخ ونهضة دولة الإمارات يدرك تماماً حرصها على الاهتمام بالصناعات الإبداعية منذ التأسيس، وذلك من خلال المشاريع والمبادرات والقوانين والتشريعات وغيرها الكثير، منها إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية التي جاءت لتؤكد حرص القيادة الرشيدة على مواصلة دعم مستقبل الاقتصاد الإبداعي للخمسين عاماً المقبلة، وتعزيز حضورها، وتأكيد مكانتها الرائدة وجهةً عالمية منفتحة جاذبة للخبرات والمواهب الإبداعية من كل بقاع الأرض، وبيئة مناسبة لتأسيس وتطوير مشاريعهم، ما يزيد نسبة مساهمته لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2031، كونه واحداً من أهم 10 صناعات اقتصادية في الدولة، وإطلاق مرسوم بقانون اتحادي 38 لسنة 2021 بشأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وقانون اتحادي رقم (11) لسنة 2021 في شأن تنظيم وحماية حقوق الملكية الصناعية، ومرسوم بقانون اتحادي 36 لسنة 2021 بشأن العلامات التجارية، بهدف حماية المبدعين والتشجيع على الابتكار والبحث العلمي ومواصلة الاستثمار في طاقات ومواهب الشباب، وتسليحهم بعناصر الاقتصاد القائم على المعرفة.

وتسهم هذه القوانين والتشريعات المتعلقة بالملكية الفكرية في حفظ حقوق المبدعين والمواهب الإنسانية، والحفاظ على المكتسبات الثقافية والتراث المادي وغير المادي، ودعم الأنشطة الثقافية والفنية، والنهوض بالصناعات الثقافية والإبداعية والاستثمار في طاقات ومواهب الشباب، وتمكينهم في مجال الآداب والفنون، وزيادة التنافسية والاستباقية والابتكار بين المبدعين والمخترعين، وتعزيز حضور الإمارات في المحافل الفنية والثقافية عالمياً.

ومن المهم أن يطلع أفراد المجتمع على هذه القوانين التي سنّتها دولة الإمارات، بهدف تحقيق التنمية البشرية المستدامة، ودعم المبدعين والمفكرين، وحفظ حقوقهم وحمايتها من الاستخدامات التي قد تعرّض المستخدم إلى مساءلات قانونية، وتحديداً تلك المتعلقة بالمصنفات الفكرية، والعلامات التجارية، والملكية الصناعية، وحقوق التأليف والنشر.

في ظل هذه المنظومة الوطنية التي تحمي الملكية الفكرية يجدر بأبناء الإمارات الانطلاق نحو الإبداع والابتكار بكل مرونة، والمساهمة في تعزيز حضور الإمارات الثقافي عالمياً، وبما يليق بالمكانة المرموقة التي تحظى بها الإمارات، كونها مركزاً اقتصادياً جاذباً ومؤثراً.

@alya_alyassi

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yr9wz8b3

عن الكاتب

إعلامية إماراتية وكاتبة، وباحثة وخبيرة في الاتصال الاستراتيجي. حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة زايد، شغلت منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي في عدد من الجهات الحكومية منها المجلس الوطني للإعلام، وزارة الطاقة، ووزارة العدل. عملت أستاذة جامعية في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد. أصدرت كتابها الأول "هويتنا الإعلامية .. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية" في العام 2011.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"