عادي

السمنة تصيب مليار إنسان

15:21 مساء
قراءة 3 دقائق
السمنة تصيب مليار إنسان ذ
السمنة تصيب مليار إنسان
باتت السمنة تطال مليار شخص في كل أنحاء العالم، من بينهم أطفال ومراهقون، وفقاً لتقديرات نُشِرت قبل أيام قليلة من اليوم العالمي للسمنة في 4 مارس/ آذار تُظهر تسارع هذه الآفة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وأظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة «لانسيت» العلمية البريطانية وساهمت فيها منظمة الصحة العالمية أن معدلات السمنة بين البالغين زادت في كل أنحاء العالم أكثر من الضعف ما بين عامي 1990 و2022، و4 مرات لدى الأطفال والمراهقين بين 5 و19 سنة.
ولاحظ البروفيسور فرانشيسكو برانكا، مدير إدارة التغذية وسلامة الأغذية بمنظمة الصحة العالمية أن هذا «الوباء» ينتشر «بسرعة أكبر مما كان متوقعاً». وكانت التوقعات تشير إلى أن تجاوز عتبة مليار شخص يعاني السمنة سيحصل بحلول سنة 2030 تقريباً، بحسب البروفيسور ماجد عزتي من «إمبريال كوليدج» في لندن، أحد المعدّين الرئيسيين للدراسة.
وبيّنت الدراسة التي استندت إلى بيانات نحو 220 مليون شخص في أكثر من 190 دولة، أن عدد الأشخاص الذي يعانون السمنة ارتفع من 195 مليون بالغ عام 1990 إلى نحو 880 مليوناً، من بينهم 504 ملايين امرأة و374 مليون رجل.
وزاد معدل السمنة بين الرجال ثلاث مرات تقريباً، إذ ارتفع من 4.8% عام 1990 إلى 14% في2022، وأكثر من الضعف لدى النساء، إذ كان 8.8% وأصبح 18.5%، مع فوارق بين البلدان.
والمقلق أكثر أن عدد الأطفال والمراهقين المصابين بهذا المرض ارتفع في 30 عاماً من 31 مليوناً عام 1990 إلى نحو 160 مليوناً في 2022، من بينهم 94 مليون فتى و65 مليون فتاة.
وترتبط السمنة التي تُعدّ مرضاً مزمناً متشابكاً ومتعدد العوامل، بزيادة في معدل الوفيات بسبب أمراض أخرى، كأمراض القلب والشرايين والسكّري وبعض أنواع السرطان. وكانت جائحة كوفيد-19، مثالاً على ذلك، إذ شكّل الوزن الزائد خلالها أحد عوامل الخطر.
ولاحظت الدراسة أن معدلات السمنة في بعض البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل، ولاسيما في بولينيزيا وميكرونيزيا ومنطقة البحر الكاريبي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أعلى من تلك المسجّلة في الكثير من البلدان الصناعية، وخصوصاً في أوروبا.
وعلّق برانكا على ذلك بالقول «في الماضي، كنا نميل إلى اعتبار السمنة مشكلة للدول الغنية، أما الآن فقد أصبحت مشكلة عالمية». ورأى أن السبب يكمن خصوصاً في «تحول سريع، وليس نحو الأفضل، في النظم الغذائية في البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل».
في المقابل، دلّت مجموعة مؤشرات في الدراسة إلى «تراجع السمنة وخصوصاً لدى النساء، في بعض دول جنوب أوروبا، وأبرزها إسبانيا وفرنسا»، بحسب ماجد عزتي.
وأشارت الدراسة إلى أن «عدد مَن يعانون السمنة أكبر في معظم البلدان من عدد مَن يعانون نقص الوزن» والذي انخفض منذ عام 1990.
ومع ذلك، لا يزال نقص الوزن يمثل مشكلة كبيرة في عدد من مناطق العالم، كجنوب آسيا أو إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويرتبط بزيادة معدل الوفيات بين النساء والأطفال الصغار قبل الولادة وبعدها، أو ارتفاع خطر الوفاة بسبب الأمراض المعدية.
وتشهد علاجات السمنة حقبة جديدة منذ أشهر عدة، إذ إن أدوية مخصصة لداء السكرّي أثبتت فاعليتها في إنقاص الوزن، ما أوجد أملاً لدى ملايين المرضى، ودفع شركات الأدوية إلى التنافس في هذا المجال.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3r944kas

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"