عادي

«أوبنهايمر» في اليابان.. بلد المدينتين المنكوبتين بالقنبلة الذرية

17:24 مساء
قراءة 3 دقائق
«أوبنهايمر» في اليابان.. بلد المدينتين المنكوبتين بالقنبلة الذرية
طوكيو - أ ف ب
بات في إمكان اليابانيين اعتباراً، من الجمعة مشاهدة فيلم «أوبنهايمر»، الحائز جوائز عدة، لكن عرضه على شاشاتهم يأتي بعد ثمانية أشهر من طرحه في العالم؛ إذ إنه يتناول موضوعاً يثير في الأرخبيل ذكريات أليمة، نظراً لتناوله سيرة مخترع القنبلة الذرية.
وعُرض فيلم كريستوفر نولان الروائي الطويل في العالم خلال صيف 2023، بالتزامن مع طرح فيلم آخر استقطب حضوراً جماهيرياً واسعاً هو «باربي» للمخرجة جريتا جيرويج.
وصدمت الميمات التي تداولها مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي، وتجمع صور الفيلمين الرأي العام في اليابان، الدولة الوحيدة التي تعرضت ألقيت قنبلتان ذريتان على اثنتين من مدنها في 1945 خلال الحرب العالمية الثانية.
ولم يُعطَ أي سبب رسمي لتأخير عرض «أوبنهايمر» في اليابان، ما عزّز الانطباع، بأن ما قد يثيره الفيلم من حساسيات تحول دون عرضه في الدولة الآسيوية. وأمام إحدى دور السينما الكبرى في طوكيو، لم يكن يوجد، الجمعة، سوى ملصق صغير يشير إلى وجود هذا الفيلم الذي بلغت موازنته مئة مليون دولار، وسبق أن حقق إيرادات تخطت 960 مليون دولار في أنحاء العالم.
وقال تاتسوهيسا يو (65 عاماً) في نهاية العرض: «لم يكن وارداً أن يُعرض في اليابان»، فيلم عن اختراع القنبلة الذرية.
وقُتل أكثر من 140 ألف شخص في هيروشيما و74 ألفاً في ناغازاكي جرّاء القنبلتين الذريتين الأمريكيتين اللتين ألقيتا فوق المدينتين. وبعد بضعة أيام، من الهجوم، وافقت اليابان على الاستسلام من دون شروط.
وأضاف يو: «أعتقد بأن الموزعين تجنبوا إطلاقه في الصيف لأن الجميع في اليابان يتذكرون إلقاء القنبلتين على هيروشيما وناجاساكي في ذلك الوقت»، ملاحظاً أن الفيلم «مشغول بقدر كبير من الصدق». وقال مشاهد آخر هو فويوكي آيك (48 عاماً) «حتى كياباني، وجدته أكثر موضوعية بكثير مما كنت أتوقع».

«غياب صور» الضحايا

ويتناول العمل الفائز بسبع جوائز، بينها تلك المخصصة لأفضل فيلم في ثلاث ساعات اللحظات الأساسية في حياة روبرت أوبنهايمر، عالِم الفيزياء الأمريكي الذي أدخل العالم العصر النووي، وعجّل بنهاية الحرب العالمية الثانية، قبل أن تنتابه مشاعر الندم والإحساس بالذنب، بعد تحوّل ابتكاره أداة تدميرية فتاكة.
وفي هيروشيما، قوبل احتمال عرض الفيلم بقلق. وقالت رئيسة المهرجان السينمائي الدولي في المدينة كيوكو هيا، بعد فوز «أوبنهايمر» بالأوسكار في وقت سابق من الشهر الجاري: «هل هذا حقاً فيلم يستطيع الناس هنا تحمل مشاهدته؟».
وإذ لاحظت أن الفيلم «يركّز كثيراً على الجانب الأمريكي»، اعترفت بأنها كانت «خائفة جداً» في البداية من فكرة عرضه في هيروشيما.
وأضافت: «أتمنى الآن أن يشاهد الكثير من الناس الفيلم؛ إذ يسعدني أن يؤدي الفيلم إلى جعل هيروشيما وناجاساكي والأسلحة الذرية مواضيع للنقاش».
خلال عرض خاص أقيم في هيروشيما في وقت سابق من مارس/آذار الجاري، رأى الرئيس السابق لبلدية المدينة تاكاشي هيراوكا (96 عاماً) الناجي من القنبلة أن الفيلم «كان يمكن أن يتضمن توصيفاً ومشاهد معبّرة أكثر بأكثر عما تسببه الأسلحة الذرية من فظائع».
كذلك عُرض «أوبنهايمر» في ناجاساكي، حيث قال ماساو توموناغا (80 عاماً)، وهو أحد الناجين من القنبلة، إن الفيلم أعجبه.
وقال توموناغا الذي كان يبلغ عامين وقت القصف: «اعتبرت أن غياب صور للناجين من القنبلة الذرية عن الفيلم كان نقطة ضعف».
لكنّه أضاف: «في الواقع، تُظهِر أقوال أوبنهايمر في عشرات المشاهد الصدمة التي شعر به ما أدى إليه فعلياً إلقاء القنبلتين الذريتين، وكان ذلك كافياً بالنسبة لي».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yx9fs76y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"