حداثة التعليم

00:17 صباحا
قراءة دقيقتين

من آن لآخر تطفو على الساحة التعليمية، مصطلحات جديدة، تحمل معها أدوات مطورة حديثة، تتحكم في بوصلة تعليم الأبناء، وتفرز أنماطاً جديدة في أنظمة التعليم، فهذا تعليم عميق، وذاك تعليم بالآلة، وثالث تعليم بالمهارات، ورابع تعليم بالميتافيرس، وغيرها من المسميات والأنماط.

وإذا نظرنا إلى هذه المصطلحات بدقة، نجد أنها تحولات تشكل مراحل تطويرية مهمة، تأخذنا من نمط تعليمي لآخر أكثر تطوراً، ما يستنهض طاقات وقدرات مجتمع التعليم، ويلزم الجميع برفع درجة الاستعداد لاستيعاب المستجدات، لاسيما أن المتغيرات تؤثر مباشرة في جودة التعليم ونوعية المخرجات.

التحولات المتلاحقة في قطاع التعليم، تشكل عصر الحداثة المستدامة في مسيرة بناء الأجيال حالياً ومستقبلاً، ما يتطلب وعياً كافياً لإدراك محتوى المستجدات ومؤثراتها في «المعلمين والمتعلمين»، وهذا ما يجعل الجهات القائمة على التعليم في حالة استنفار قصوى لمواكبة هذه التطورات.

وهنا دعونا نسأل عن الاستعداد للحداثة المستدامة في أنظمة التعليم؟ وهل لدينا من التخطيط ما يكفي لتمكين الطلبة من علم المهارات الذي حملته معها المستجدات؟ وإلى أي مدى تواكب قدرات المعلمين المتغيرات والتحولات المتوالية؟ وما أبرز نتائج المعالجات والمشاهدات في التجارب السابقة؟

التركيز على المهارات أهم مبادئ الحداثة في التعليم، للمعلمين قبل المتعلمين، فعلى الرغم من الجهود المشهودة، إلا أن هناك شريحة كبيرة من المعلمين، تعيش في منطقة «رمادية»، تتمسك بتقليدية تفتقر للإبداع، وتتعامل مع الحداثة بسطحية مطلقة، ما جعل فجوة المهارات لدى الطلبة قائمة، وهنا نحتاج لرفع كفاءات المعلم لنرتقي بمهارات الطالب.

التحديث الشامل والدائم للمناهج الدراسية لطلبة المراحل كافة ضرورة ملحة، لضمان مواكبتها لاحتياجات سوق العمل، ومحاكاة عصر الحداثة المستدامة، وما يحمله من مستجدات علمية، ونحتاج إلى الانخراط بعمق في إشراك المجتمع في عملية التطوير، بما في ذلك الآباء وأصحاب العمل.

يحسب لقطاع التعليم الوطني نجاحه في غرس مفاهيم التعلم الذاتي لدى الطلبة في مختلف الحلقات، وتألقت منظومة التقييم المستمر في ضبط إيقاع تقدم المستويات لدى معظم المتعلمين، فباتت وسيلة قياسية فاعلة ومكملة لما تتطلع إليه الامتحانات النهائية لتقييم الأداء على مدار فترة التعلم.

لا جدال في أن منظومة التعليم الوطني مطورة وقدراتها مؤثرة، ولديها كل الممكنات لتكون الأفضل عالمياً، وهناك كوادر قيادية تعي مفاهيم التغير، وتجيد محاكاة المستجدات، وتتقن منهجيات التطوير، أينما ظهرت ووقتما وجدت، ولكن ما نحتاجه هو إدراك عناصر العملية التعليمية، والمضي قدما نحو التقدم من دون العودة إلى الوراء مجدداً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3es5zfca

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"