يو هونغ يوان *
ركز المستشار الألماني أولاف شولتس حين زيارته تشونغتشينغ في رحلته الأخيرة للصين، بشكل خاص على التعاون في مجال الطاقة الجديدة وسلسلة التوريد الخضراء. مسلطاً الضوء على أهمية المدينة بوصفها مركزاً صناعياً مهماً، وخاصة في قطاع السيارات، ما يعزز العلاقات الاقتصادية البناءة لثاني أكبر اقتصاد عالمي مع ألمانيا.
ولأنها رائدة في مجال الاقتصاد الأخضر، نصّبت ألمانيا نفسها على رأس المؤسسات الدولية في هذا المجال، وعملت على توجيه البلدان الأخرى بشكل غير مباشر لتشكيل النظم والقواعد والمعايير الدولية ذات الصلة. وقادت إنشاء شبكة سياسات الطاقة المتجددة في القرن الحادي والعشرين لتعزيز نموذج تشاركي متعدد الأقطاب من أصحاب المصلحة. وأسست الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ونادي الطاقة المتجددة لتشجيع التعافي الأخضر، كما أطلقت المؤتمر الدولي للطاقة النظيفة، والمؤتمر العالمي لتحول الطاقة.
وعلى الرغم من التقلبات الأخيرة في الاقتصاد الدولي والأسواق المالية، والتي تفاقمت بسبب آثار الأزمة الروسية الأوكرانية ووباء كوفيد-19، شجعت ألمانيا باستمرار تطوير آليات الطاقة النظيفة، وبشكل رئيسي عبر النظام الأوروبي لتداول الانبعاثات.
ولأجل ذلك، أدخلت ألمانيا، في ظل إدارة شولتس، سياسات طموحة لتحفيز الاقتصاد الأخضر وانتقال الطاقة، ما أدى إلى تسريع تنمية الطاقة المتجددة المحلية وتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي والمتعدد الأطراف على الساحة العالمية. ويشمل ذلك إطلاق نوادي المناخ وتعزيز شراكة التحول العادل للطاقة.
وسرعت ألمانيا عجلة الابتكار فيما يخص تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر، وعززت أمن الطاقة من خلال دبلوماسية الهيدروجين العالمية، كما أبرمت اتفاقيات مع كندا واليابان ودول أخرى بشأن واردات الهيدروجين وبناء سلاسل توريد مستقرة. واليوم، تشارك ألمانيا في تعاون استراتيجي في مجال الطاقة الهيدروجينية مع دول آسيا الوسطى مثل كازاخستان.
ويهدف الاقتصاد الأخضر المدفوع بقانون الطاقة المتجددة الألماني والقانون الفيدرالي لتغير المناخ، لتحقيق إمدادات الطاقة المتجددة بنسبة 80% بحلول عام 2030، والسعي إلى الوصول إلى 100% بحلول عام 2035.
وفي مجال أنظمة ومعدات الطاقة المتجددة، تنتج ألمانيا مجموعة من المنتجات بما في ذلك الخلايا الكهروضوئية، وأنظمة طاقة الرياح، والبطاريات، ومكونات الشبكات، والمحللات الكهربائية، والمضخات الحرارية الكبيرة، ومرافق استخدام وتخزين والتقاط الكربون، بما يتماشى مع قانون صافي الصفر المقترح من قبل المفوضية الأوروبية. وفي عام 2021، طورت الحكومة الألمانية استراتيجية الاقتصاد الدائري، وميزتها عن التفسيرات الأخرى لتوائم مبادئ الاقتصاد الدائري الأوسع.
في السياق ذاته، واعترافاً بالمصير المشترك لتحول الطاقة، أسبغت الصين والاتحاد الأوروبي الطابع الرسمي على تعاونهما من خلال بيانات ثنائية بشأن أمن الطاقة، وتغير المناخ، والطاقة النظيفة. وتحقق ذلك من خلال قمة قادة الصين والاتحاد الأوروبي والآليات المماثلة.
بدورها، طرحت وزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي الألمانية آلية الحوار والتعاون الصينية الألمانية بشأن تغير المناخ والتحول الأخضر خلال الجولة السابعة من المشاورات الحكومية بين البلدين، والتي ترأسها رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ والمستشار شولتس.
* أستاذ ومدير معهد السياسة العامة والابتكار في معهد شنغهاي للدراسات الدولية (تشاينا ديلي)
