أصدرت مجموعة أكسفورد للأعمال - المتخصصة في الأبحاث والاستشارات- أحدث تقرير لها الذي يسلط الضوء على البيئة الداعمة للابتكار التكنولوجي والتركيز على تحقيق النمو المستدام في الشارقة.
يستعرض تقرير «الشارقة 2023» العوامل الرئيسية التي تسهم في دفع النمو في القطاعات غير النفطية في الإمارة، بما في ذلك التركيز الاستراتيجي على مشاريع البنية التحتية التي تساعد على ترسيخ دورها كمركز تجاري رئيسي ووجهة سياحية.
يسلط التقرير الضوء على التزام الشارقة بالابتكار والاستدامة، ويتجلى ذلك في إنجاز المرحلة الأولى من مدينة الشارقة المستدامة وتطوير حلول التكنولوجيا النظيفة.
كما يحلل التقرير التقدم الذي أحرزته الشارقة في تعزيز النظام البيئي لريادة الأعمال.
يركز «الشارقة 2023» على التدابير الاستباقية التي تم اتخاذها لتوفير مناخ ملائم للأعمال يتماشى مع المعايير الاقتصادية العالمية، ما يعكس تفاني الإمارة في جذب الاستثمارات الدولية.
قالت جانا تريك، العضو المنتدب لمجموعة أكسفورد للأعمال في الشرق الأوسط: «يوثق هذا التقرير الجهود الاستراتيجية التي قامت بها الشارقة في الفترة التي تلت الجائحة لضمان النمو المتنوع والمستدام».
وقال أوليفر كورنوك، رئيس تحرير مجموعة أكسفورد للأعمال: إن تقرير الشارقة 2023 يوضح دور الابتكار والاستدامة في تعزيز الانتعاش الاقتصادي في الشارقة.
قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، إن إمارة الشارقة قطعت خطوات كبيرة في تعزيز نظامها لريادة الأعمال، وتجاوز معدل النمو الاقتصادي في الإمارة المتوسط العالمي في أعقاب جائحة «كوفيد-19».
وأوضحت الشيخة بدور القاسمي، في مقابلة مع مؤسسة أكسفورد للأعمال، أن الشارقة انتقلت من رعاية الأفكار الوليدة، إلى تعزيز محفظة قوية تضم أكثر من 150 شركة ناشئة في رحلة التوسع الخاصة بها، والتي تشمل حاضنات الأعمال والحصول على التمويل والإرشاد.
وأضافت: «تتمتع الشارقة بواحد من أكثر أنظمة الشركات الناشئة ديناميكية في منطقة الخليج، ما يمنح رواد الأعمال الموارد اللازمة لإحداث تأثير. ويشير النمو الاقتصادي غير النفطي المتوقع لدولة الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 4% في عام 2023 إلى أرض خصبة للصناعات غير النفطية، بدعم من مبادرات (شروق) ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار».
وردأ على سؤال حول الفرص المتاحة لتعزيز اقتصاد المعرفة المحلي، قالت الشيخة بدور القاسمي إن رؤية الشارقة تتوافق مع الهدف الأوسع المتمثل في جعل الشرق الأوسط مركزاً للابتكار، مضيفةً أنه على الرغم من أن المنطقة لم تستغل بشكل كامل البحث والتطوير تاريخياً، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى حقبة يمكن فيها للشارقة أن تقود الطريق في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات التحويلية.
وأضافت: «يعد استثمارنا الاستراتيجي في إنشاء مراكز التميز أمراً بالغ الأهمية لتطوير الحلول المحلية والعالمية، فيما تساهم إنجازات الشركات المحلية في تعزيز تنافسية الشارقة، وتمهيد الطريق للابتكار المستقبلي، بما يتماشى مع رؤية الإمارات طويلة المدى لإعداد الجيل القادم للمستقبل».
وقالت الشيخة بدور القاسمي إن المستثمرين يلعبون دوراً حاسماً في تنمية الشارقة، وهو ما يؤكده نجاح الإمارة على المستوى الوطني. كما يعكس نمو الإمارات في الاستثمار الأجنبي المباشر هذا الأمر، إذ لعبت الشارقة دوراً أساسياً في هذه الزيادة. ومن خلال شراكاتها الأكاديمية والبحثية، تجسد المدينة الجامعية في الشارقة الدمج الناجح للخبرة الدولية في الاقتصاد المحلي.
كما تقدم الشارقة للمستثمرين حوافز قوية، وتظهر مبادرات مثل «NextGen FDI» رغبتنا في جذب الشركات الرقمية، ومساعدتها على إنشاء وتوسيع شركاتها محلياً.
- مقابلات متعمقة
يتضمن التقرير مقابلات متعمقة تقدم أفكاراً متنوعة حول المسار الاقتصادي لإمارة الشارقة. ومن بين الشخصيات البارزة التي تم إجراء مقابلات معها: محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) وخالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة ومحمد خديري، الرئيس التنفيذي لبنك الشارقة وحاتم الموسى، الرئيس التنفيذي لمؤسسة نفط الشارقة الوطنية وعلي سالم المدفع، رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي.
