عادي

«لعنة بيولوجية».. الكشف عن سبب وفاة فاتحي مقبرة توت عنخ آمون

16:15 مساء
قراءة 3 دقائق
«لعنة بيولوجية».. الكشف عن سبب وفاة فاتحي مقبرة توت عنخ آمون
زعمت دراسة استقصائية لعلماء مصريات ميدانيين في العصر الحديث، أنها تمكّنت من حل اللغز الذي يُعرف بـ«لعنة توت»، التي أودت بحياة أكثر من 20 شخصاً من الذين فتحوا مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.
ويهدد نص مصري قديم «بالموت بمرض لا يستطيع أي طبيب تشخيصه» لأي شخص يزعج بقايا المومياء الملكية المحنطة، لكن مؤلف الدراسة المنشورة في مجلة الاستكشاف العلمي (JSE)، العالم روس فيلوز، أشار إلى وجود سبب بيولوجي وراء الوفيات.
وحددت الدراسة أن السبب التسمم الإشعاعي من العناصر الطبيعية التي تحتوي على اليورانيوم والنفايات السامة، التي تم وضعها عمداً داخل القبو المغلق، هو سبب الوفيات المأساوية لفاتحي مقبرة الملك الشاب، وفقاً لصحيفة دايلي ميل البريطانية.
وتثبت الدراسة بشكل فعال أن القبر كان بالفعل «ملعوناً»، ولكن بطريقة بيولوجية متعمدة، وليس بطريقة خارقة للطبيعة كما يظن بعض علماء المصريات، فقد كان الفراعنة يتركون إرثاً من الفضلات الخطرة (النفايات المشعة) التي يتم دفنها في مقبرة تحت الأرض، وبالتالي تصيب كل من يفتح المقبرة بأمراض مميتة.
ومن الممكن أن يؤدي التعرض لهذه المواد إلى الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل تلك التي أودت بحياة عالم الآثار هوارد كارتر، أول شخص مشى داخل مقبرة توت عنخ آمون منذ أكثر من 100 عام.
وتوفي كارتر في عام 1939 بسبب نوبة قلبية بعد معركة طويلة مع سرطان الغدد الليمفاوية، الذي يؤثر في الجهاز المناعي لمكافحة الجراثيم في الجسم، وقد تم ربط التسمم الإشعاعي كسبب للسرطان.
أيضاً توفي اللورد كارنارفون، أحد الرجال الذين ساروا عبر الغرف المليئة بالكنوز في مقبرة توت عنخ آمون، بسبب تسمم الدم بعد خمسة أشهر من الاكتشاف.
وتوفي أشخاص آخرون شاركوا في أعمال التنقيب لهده المقبرة، بسبب الاختناق والسكتة الدماغية والسكري وفشل القلب والالتهاب الرئوي والتسمم والملاريا والتعرض للأشعة السينية، وجميعهم توفوا في الخمسينات من عمرهم.
وحضر عالم المصريات البريطاني آرثر ويجال افتتاح مقبرة توت عنخ آمون، واتُهم حينها بالتحريض على «أسطورة اللعنة»، لكنه توفي بسبب السرطان عن عمر يناهز 54 عاماً.
وتشير النقوش الموجودة داخل مدافن أخرى في جميع أنحاء مصر، إلى أن المصريين القدماء كانوا على دراية واسعة بعلم السموم.
وأوضحت الدراسة أنه تم أيضاً توثيق مستويات عالية من الإشعاع في أطلال مقابر أخرى بالمملكة المصرية القديمة، وفي موقعين في الجيزة، وفي العديد من المقابر تحت الأرض في سقارة. كما تم العثور على نفس النتيجة في جميع أنحاء مقبرة أوزوريس في الجيزة.
وأشار فيلوز إلى أن «النشاط الإشعاعي المكثف ارتبط بخزائن حجرية، خاصة من الداخل»، فيما أشار البروفيسور روبرت تمبل إلى أن الخزائن كانت مصنوعة من البازلت، وحدد أنها «كانت مصدرًا ثابتًا للإشعاع، على عكس المستويات الطبيعية العامة (للرادون) من الصخور الجيرية المحيطة».
وقد قامت دراسات أخرى بقياس غاز الرادون بشكل مباشر في مواقع مختلفة في مقابر سقارة.
وكانت آلاف الأواني التي تم التنقيب عنها تحت الهرم المدرّج في الستينات تحتوي على ما يصل إلى 200 طن من المواد المجهولة التي لم يتم التعرف عليها بعد، ما يشير إلى أن السموم كانت مدفونة مع بقايا محنطة.
وكان الملك الصبي توت عنخ آمون فرعوناً مصرياً من الأسرة الثامنة عشرة، وحكم في الفترة ما بين 1332 قبل الميلاد و1323 قبل الميلاد.
وتعتبر مقبرة توت عنخ آمون من أفخم المقابر التي تم اكتشافها في التاريخ، والتي تضمنت 5000 قطعة أثرية، بما في ذلك الأحذية الجنائزية المصنوعة من الذهب الخالص والتماثيل والألعاب والحيوانات الغريبة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msmex53u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"