عادي

التهابات المثانة.. خطر علاجه الكشف المبكر

23:22 مساء
قراءة 5 دقائق
التهابات المثانة.. خطر علاجه الكشف المبكر

تحقيق: راندا جرجس

تُشبه المثانة كيساً غشائياً عضلياً، وتتخذ شكلاً مجوفاً بيضاوياً، وتتكون من أنسجة عضلية ملساء لاإرادية، وتتموضع في أسفل البطن، في منطقة الحوض خلف عظم العانة، وتوجد عند منطقة اتصال المثانة بالمجرى البولي الخارجي وتتمثل وظيفتها الأساسية في تخزين البول القادم من الكليتين وينتقل إليها عن طريق الحالب، ويخرج عبر المجرى البولي، وتعتبر آفات المثانة من المشكلات الشائعة التي تستهدف عدد كبير من الأشخاص خلال المراحل العمرية المختلفة، ويُعد أبرزها الناجمة عن دخول البكتيريا من خلال الإحليل لتصيب المسالك البولية بالالتهاب، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذا الموضوع.

تقول د.سها عبد الباقي، استشارية طب الأورام، إن سرطان المثانة يتطور عندما تبدأ الخلايا التي تتكون منها المثانة البولية في النمو بطريقة خارجة عن السيطرة، وتمتد في الحالات المتقدمة إلى عضلة المثانة وتنتشر في النهاية إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتستهدف الأورام الرجال أكثر من النساء بمعدل واحد من كل 28 تقريباً، ويتم تشخيص هذا المرض في أي عمر، ولكن يزداد الخطر مع التقدم في السن، حيث إن 9 تقريباً من كل 10 أشخاص مصابين بهذا السرطان، ممن تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، ويبلغ متوسط العمر عند تشخيص هذا المرض 73 عاماً، ويعد تعاطي التبغ، وخاصة تدخين السجائر، من العوامل التي تمثل خطراً كبير للإصابة.

د.سها عبد الباقي

تشير د.سها عبد الباقي إلى أن أول علامة تدل على الإصابة بسرطان المثانة هي وجود دم في البول، وغالباً ما يُعرف باسم (بيلة دموية)، وفي بعض الأحيان، يكون الدم مرئياً، ما يدفع المريض إلى زيارة الطبيب، وتشمل العلامات الأخرى عسر البول، أو الألم أثناء التبول، وهو شعور حارق أو لاذع، يشعر به المرء إما قبل أو بعد التبول، أو عدم القدرة على التبول بقوة كالمعتاد، وهناك أوجه تشابه بين أعراض سرطان المثانة والتهابات المسالك الأخرى، ولذلك يجب إجراء الفحوص اللازمة، إن لم يختفِ التهاب المثانة بعد تناول المضادات الحيوية.

وتضيف: يعزز الكشف عن سرطان المثانة بشكل مبكر من فرص تلقي العلاج الفعال له، ويمكن أن يتم ذلك عندما يكون انتشاره محدوداً ولم يتطور بعد إلى الأعضاء الأخرى المحيطة، ويعتبر فحص تحليل البول أو الخلايا من الفحوص غير الجراحية، حيث يتم جمع عينة من البول من المريض وفحصها بحثاً عن خلايا سرطانية أو بيلة دموية مجهرية، ولتحديد الورم وتأكيده، يجري الطبيب تنظير للمثانة، يتضمن تمرير كاميرا صغيرة في مجرى البول لإجراء الفحص في الداخل، وإذا اكتشف نموا غير عادي للخلايا، فيمكنه أخذ خزعة أو عينة خلية، وإرسالها بعد ذلك إلى المختبر للفحص.

توضح د.سها عبد الباقي إن التعرض لمواد خطرة، سواء في المنزل أو في العمل، أو أثناء الخضوع لعلاجات سابقة لسرطان أو لالتهاب مثانة مزمن، يمكن أن يلعب دوراً في الإصابة بسرطان المثانة، وتزيد فرص الإصابة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض، ويتطور عندما يطرأ تحور أو تغير للحمض النووي في خلايا المثانة، ما يعطل الأنشطة التي تدفع نمو الخلايا، وفي كثير من الحالات، تموت هذه الخلايا المتحورة أو يهاجمها الجهاز المناعي، وفي بعض الحالات تتهرب بعض الخلايا الطافرة من الجهاز المناعي وتتطور بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وتشكل الورم.

  • عدوى الالتهاب

يذكر د.فايبهاف جورد، أخصائي المسالك البولية، أن التهاب في المثانة يحدث نتيجة عدوى بكتيرية (عدوى المسالك البولية)، وهي من المشكلات المؤلمة والمزعجة، التي تصبح خطيرة إذا انتشرت إلى الكليتين، وربما تحدث الإصابة كرد فعل لبعض الأدوية أو العلاج الإشعاعي أو المهيجات المحتملة، مثل رذاذ النظافة الأنثوية أو الهلام القاتل للحيوانات المنوية أو استخدام القسطرة على المدى الطويل، أو كمضاعفات لمرض آخر.

د.فايبهاف جورد

ويضيف: يصاحب التهاب المثانة ظهور علامات مرضية مثل: إلحاح قوي ومستمر على التبول، الشعور بالحرقان خروج كميات صغيرة ومتكررة وربما وجود دم أثناء التبول، وفي بعض الأحيان يكون معكر أو كريه الرائحة، وألم الحوض، والإحساس بالضغط في أسفل البطن، والحمى، ويتم التشخيص عن طريق تنظير المثانة وفحص مكونات المسالك البولية الأخرى، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، ويساعد تحليل زراعة البول في تحديد البكتيريا المسؤولة.

  • أسباب وعلاج

يلفت د.وليد أمان، استشاري المسالك البولية، إلى أن التهاب المثانة من المشكلات المرضية الشائعة وخاصة بين النساء، وعلى الرغم من أنه يكون على الأغلب مصدر إزعاج أكثر من كونه تهديداً صحياً خطيراً، إلا أن النوبات المتكررة تتطلب علاجاً منتظماً أو طويل الأمد، حيث تعزى غالبية الحالات إلى غزو البكتيريا، التي عادة ما تكون غير ضارة في الأمعاء أو الجلد، وتدخل المثانة عبر مجرى البول.

د.وليد أمان

ويضيف: تشمل أعراض التهاب المثانة تغير لون البول الطبيعي إلى الغامق أو الدموي، ويكون ذا رائحة قوية أو كريهة، وحمى منخفضة الدرجة، وألم أو إحساس بالحرقان أثناء التبول، وتشنجات أو ضغط في أسفل البطن أو الظهر، وحاجة ملحة للتبول، ويُعد إفراغ المثانة غير الكامل من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، كما تعاني النساء بعد انقطاع الطمث ترقق بطانة مجرى البول بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، ما يجعلهن الأكثر عرضة للمرض، ويستهدف أيضاً الأفراد المصابون بداء السكري الذي يتميز بارتفاع مستويات السكر في البول، وبالتالي يكون بيئة مواتية لنمو البكتيريا.

يشير د.أمان إلى أن علاج التهاب المثانة يتضمن في المقام الأول استخدام المضادات الحيوية للقضاء على الالتهابات البكتيرية ويتم تناول الأدوية بناءً على الحالة الصحية الفردية والبكتيريا المحددة المكتشفة في البول، وعلى الأغلب تتحسن الأعراض خلال مدة تتراوح من ثلاثة أيام إلى أسبوع في حالات العدوى لأول مرة، أما الالتهابات المتكررة فتتطلب دورات أطول من المضادات الحيوية.

6 إجراءات لتجنب العدوى

تتسبب بعض السلوكيات الخاطئة في زيادة فرص الإصابة بالتهاب المثانة، وأبرزها عدم النظافة الدورية، نقص معدل شرب المياه والسوائل، السمنة وزيادة الوزن المفرطة، حيث تضغط الدهون على عضلات قاع الحوض وتضعفها مع مرور الوقت، وكذلك الإحجام عن الذهاب إلى المرحاض عند الشعور بالحاجة إلى التبول، وبالتالي لا يمكن القضاء على الجراثيم، ويصبح الالتهاب متكرراً ويزعج المصاب من وقت لآخر، ويكون العلاج بالمضادات الحيوية ضرورياً لعدة أسابيع وربما لشهور، ولذلك ينصح الأطباء بالممارسات الصحية الآتية لتجنب العدوى وتخفيف الأعراض:-

1- شرب الكثير من الماء خلال النهار لتخفيف البكتيريا، والتخلص منها عن طريق التبول.

2- عدم ارتداء الملابس الضيقة، واختيار الأنواع القطنية.

3- عدم الانتظار دون التبول لفترات طويلة للتخلص من الجراثيم المحتملة، والتأكد من إفراغ المثانة جيداً من البول، حيث إن وجود البقايا تعزز العدوى.

4- تنظف المنطقة الحساسة جيداً من الإمام والخلف في حالة التهاب المثانة عند النساء، لتجنب انتشار الجراثيم من فتحة الشرج إلى الجهاز البولي القيام بتمارين قاع الحوض من أهم الإجراءات التي تعمل على الوقاية من التهاب المثانة.

5- الحد من تناول المشروبات الكحولية التي تحتوي على الكافيين، لأنها مهيجات للمثانة.

6- تناول الزبادي منزوع الدسم والحمضيات للحد من تكاثر البكتيريا الضارة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/87ptmew7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"