طحنون بن محمد

00:17 صباحا
قراءة دقيقتين

حزن الإمارات واحد، ومصابها يمس الجميع في مجتمع مترابط تسوده قيم الوفاء والعطاء والتعاضد والتماسك، وينظر بالتقدير والعرفان لكل من بذل جهداً في سبيل هذا الوطن، فما بالك بشخصية كالشيخ طحنون بن محمد فجعت الإمارات بخبر وفاته وتألمت للفقد الكبير لرجل من رجالات القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، المؤسس رافقه وشاركه أحلامه وطموحاته بكل تفاصيلها وكان العون والسند له.

شعب الإمارات الوفي ينظر بكل التقدير لهذا الرجل المخلص لذلك كانت كلمات نعيهم تركز على حياته الزاخرة بالعطاء والعمل المخلص والتي كرسها لخدمة وطنه وشعبه بعد أن شهد مراحل تأسيس الدولة ونهضتها وأسهم في بنائها وكان مثالاً للإخلاص والتفاني من أجل خدمة الوطن والمجتمع وكان بحق قامة وطنية ورمزاً وطنياً مؤثراً.

المتتبع لسيرة الراحل يجد فيها رجلاً عصامياً وطنياً متفانياً في خدمة وطنه ومجتمعه ومثالاً للقائد الميداني الذي يركز دوماً على تفقد الأحوال وتلمس احتياجات المواطنين والسهر على راحتهم وتنفيذ تعليمات المؤسس التي كانت تركز على الإنجاز الجيد والسريع والشامل الذي حول الإمارات عامة والعين خاصة إلى مدينة حديثة بعد أن كانت واحة صحراوية فأصبحت اليوم مثالاً في الخدمات والمساكن والبنى التحتية والمرافق السياحية.

الشيخ طحنون بن محمد كان رجلاً استثنائياً وهب وقته وجهده لترسيخ المبادئ السامية لدولة الإمارات؛ فكان رمزاً للعطاء والخير وصاحب مبادرات إنسانية مشرفة وصاحب قرار ومرجع ينظر إليه بالتقدير والاحترام، وهو الرجل الذي كان يصل إلى الناس ويشاركهم في أفراحهم وأحزانهم ويزور كبيرهم ومريضهم مهما كانت مسؤولياته وانشغالاته.

الشيخ طحنون بن محمد رجل التواضع والبساطة الوالد والمحب والأخ والصديق وممثل الحاكم ورمز الوطن الذي ينظر إليه أهل العين بمزيد من التقدير ويعتبرونه الأب الحريص على راحة أبنائه الساهر على متابعة كل مشاريع العين وتفاصيلها وتطورها المحب للزراعة والنخيل والواحات التي تحولت اليوم إلى رمز من رموز التراث العالمي وقبلة سياحية تدار وفق أعلى المستويات والذي حول العين من واحة إلى مدينة حديثة بكل ما تعني الكلمة.

الشيخ طحنون بن محمد المحب للهوية الوطنية والمدافع عنها والساعي لترسيخها، الداعم للتعليم والتميز والنجاح المباهي بأبناء العين والدافع بهم لتولي المسؤوليات صاحب المجلس المفتوح وصفاء النفس والداعم للمرأة في كل مراحل تطورها، رحل تاركاً سجلاً ثريّاً يستحق أن يُنظر إليه بعناية ليكون قدوة في العطاء والإلهام والإصرار والتميز.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5248tcx5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"