اهتمام كبير توليه دولة الإمارات للثقافة باعتبارها جزءاً أساسياً من هويتها الوطنية ورؤيتها المستقبلية، وكونها تتمتع بموروث ثقافي زاخر منذ القدم، وهو انعكس وينعكس على قيم وأصالة شعبها، لذا دعمت هذا الجانب مع قيام دولة الإمارات ورسخته ، ودعمت القيادة الرشيدة مبدعي الوطن لتعزيزإنتاجهم الثقافي في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، لذا باتوا يقودون مؤسسات ثقافية وينظمون أنشطة في المجال تنافس دولاً كبرى.
في هذه الأيام عشنا ونعيش حدثين كبيرين، أحدهما يختتم اليوم بنجاح، والمتمثل في الدورة ال33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار: «هُنا.. تُسرد قصص العالم»، والثاني الدورة ال 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار «كن بطل قصتك»، ويستمر حتى ال 12 من مايو الجاري، في مركز إكسبو الشارقة، وكلاهما حدث ثقافي في الطراز الأول يعزز ثقافة المجتمع بكباره وصغاره.
تمتلك الدولة أرضية ثقافية غنية تمتاز بالثراء والتنوع والإبداع، وبالإضافة لما لديها، عملت على إنشاء مؤسسات عالمية تدعم هذا التوجّه الحضاري، كمتحف اللوفر الذي تحتضنه العاصمة أبوظبي، هذا بالإضافة إلى المعارض الفنية وورش العمل والمحاضرات والعروض الفنية والمسرحية وعشرات المؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة والمتاحف.
كما تحقق الشارقة عاماً بعد عام نجاحات في هذا المجال، وآخرها أن تحل الإمارة بمشروعها الثقافي الكبير، كأول ضيف شرف عربي على معرض سالونيك الدولي للكتاب في اليونان، الذي يقام في الفترة من 16-19 مايو الجاري، وهي الاستضافة التي جاءت تقديراً لجهد الإمارة الثقافي الذي يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ عدة عقود.
تسعى الإمارات بدعم القيادة الرشيدة إلى تحقيق التوازن بين التطور المعاصر والمحافظة على التراث التقليدي في هذا المجال، لما تمتلكه الثقافة من أهمية بالغة في بناء الإنسان الذي يستطيع أن يخدم بلده بالشكل المطلوب، الأمر الذي جعل الدولة نموذجاً فريداً في المنطقة من حيث الاهتمام بالثقافة وبجميع القطاعات المتعلقة بها.
يودعنا هذا اليوم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، على أمل اللقاء القريب مع معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي ينظم خلال الفترة من 6 إلى 17 نوفمبر 2024، ويُعد من أكبر المعارض على مستوى المنطقة والعالم لما يمثله من أهمية في سوق صناعة النشر.
