فاز «الأبيض».. ولكن

02:19 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** «الحمد لله» على الفوز الذي تحقق على حساب المنتخب الهندي، فهذا ما كنا نريده ونتمناه حتى يتصدر المنتخب مجموعته وتتعزز حظوظه في التأهل للدور الثاني، ولكن للأسف فرحتنا بالفوز فيها غصة وقلق وريبة، لأن الأداء ظل على حاله العقيم، بلا شخصية كروية واضحة، وبلا حضور ميداني مقنع، وهذا ليس مجرد رأي بقدر ما هو حكم عام اتفقت عليه الجماهير مع النقاد والمحللين والمراقبين، ما يعني أن القناعة واحدة عند الجميع، وهذا الاتفاق ربما يحدث لأول مرة في تاريخ المنتخب، حيث كانت الآراء تتباين وتختلف بشكل كبير عند كل وقفة من هذا النوع في ماضينا، والخلاصة التي نخرج بها من هذا الإجماع أن «العلة فنية صرفة»، أي أنها تخص المدرب واللاعبين.
** أسئلة كثيرة تتداعى ولا تجد إجابات شافية بخصوص شكل ومضمون المنتخب، والسبب أن صورته الحالية لا تبعث الطمأنينة كما يجب ولا تولد الثقة المطلوبة فيه كفريق يطمح إلى النهائيات وتحقيق اللقب، ولا يبرر هذا الطموح شيء سوى الضيافة التي تؤمن لصاحبها أفضلية الأرض والجمهور، أما الأداء الذي يحقق القناعة والرضا وينتزع الإعجاب، فللأسف نحن بعيدون عنه بمسافة كبيرة، والذي يسبب الحيرة في الحالة الراهنة أمران: الأول أن كل العيوب التي كشفتها التجارب الماضية للمنتخب في مبارياته الرسمية والودية الماضية لم يتم علاجها، مما يؤكد أن هناك حلقة مفقودة بين المدرب واللاعبين، والثاني أن خيار تغيير الجهاز الفني الآن فيه مخاطرة كبيرة، «وقد» لا يكون قراراً حكيماً!.
** استعادة تفاصيل المباراة مع الهند، وما سبقها من وعود وتطمينات عبر تصريحات المدرب واللاعبين، تصدمك بواقعها المضاد والمناقض لكل ما تعرفه عن كرة المنتخبين وتاريخهما، والفروق الهائلة التي تفصل بينهما على المستويين الفردي والجماعي، ففي الملعب كان كل شيء معكوساً تماماً، فالتفوق كان للمنتخب الهندي وهو الذي كان أكثر تنظيماً وهجوماً وفرصاً، ولا أبالغ إذا قلت: إن الحظ كان مع «الأبيض» في تلك المباراة التي سجلنا فيها هدفين من 3 فرص، بينما أدار ظهره للهند التي صدت لها العارضة والقائم هدفين عوضاً عن انفرادات خطيرة تصدى لها ببراعة خالد عيسى، وقد كانت آراء المشجعين التلقائية عقب المباراة واقعية جداً وهم يقولون: «ربنا سترها معانا»، لأن تلك العبارة لخصت كل شيء.
** لقد فاز المنتخب وسعدنا جداً بذلك، لكن ليس من المتصور أبداً أن يواصل مشوار طموحه الآسيوي المفروض والمشروع بهذه الحالة الواهنة، فهل الوضع يقتضي المخاطرة أم التسليم بالأمر الواقع.. حقاً لست أدري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"