عادي
عزف خلف كبار المطربين العراقيين

فالح حسن: أخشى اندثار آلة الكمان

01:48 صباحا
قراءة 3 دقائق

يعد عازف الكمان العراقي فالح حسن من أقدم وأشهر وأهم عازفي آلة الكمان في بلاد ما بين النهرين، حيث عزف خلف كبار مطربي الأغنية الريفية العراقية على مدى خمسة عقود متواصلة . إذ إن خيرة المطربين العراقيين كانوا يحرصون على أن يصاحبهم في حفلاتهم وكذلك عند تسجيل أغانيهم، ألا أن حسن الذي تقدم به العمر وأخذ منه المرض بصره، بدأ يشعر بالإهمال وعدم الاهتمام من قبل المؤسسات الفنية والثقافية، رغم أنه كان حريصاً جداً في المحافظة على الأطوار الغنائية الريفية .

يقول فالح حسن في لقاء أجرته معه الخليج: إن الأغنية الريفية انحدرت كثيراً بسبب الموجة الهابطة التي ضربت عموم الأغنية العراقية . مبدياً مخاوفه من احتمالات اندثار آلة الكمان خلال السنوات المقبلة . تالياً تفاصيل اللقاء:

هل وجدت اهتماماً من قبل مؤسسات الدولة المختلفة بعد هذا العمر الطويل؟

- كلا، لم أحصل على أي اهتمام يذكر ولم أجد أي دعم رغم أن مناشداتي في هذا المجال كثيرة جداً، لكن لا يوجد صدى لكلامنا، لأنني لست الوحيد الذي يعاني من عدم الاهتمام والإهمال إنما كل أبناء جيلي من العازفين والمطربين والملحنين . فالمؤسسات الثقافية والحكومات العراقية المتعاقبة لم تلتفت لي رغم أني حافظت على الأطوار الغنائية الريفية الأصيلة حتى فقدت نظري وأجريت عملية جراحية لعينيّ، لكن المؤسف جداً هو عدم التفات أية مؤسسة فنية أو ثقافية لي، لذلك اضطررت لأن أبيع منزلي وكل ما أملك لكي أسدد ثمن العملية المكلف جداً، ومع ذلك لم أستطع أن أستعيد نظري وأنا الآن كفيف كما ترى ولا أحد يتذكرني .

هل لديك تواصل مع مطربي جيلك؟

- نعم لدي تواصل مع بعض المطربين الريفيين أمثال مكصد الحلي، ورعد الناصري، ويونس العبودي، وحسن كاظم، وعودة فاضل، لأن هؤلاء يتصلون معي هاتفياً ويتابعون وضعي باستمرار، لكنني لم أعد أعمل معهم أو مع غيرهم بسبب وضعي الصحي من جانب وعدم وجود حفلات مستمرة من جانب آخر، لأن أكثر المطربين الريفيين في الوقت الراهن يعملون في الحفلات التي تقيمها بعض المؤسسات على العكس مما كان يحدث سابقاً، حيث كان العراقيون يتسابقون في حجز المطربين الريفيين في حفلاتهم الخاصة .

ما سبب انحدار الأغنية الريفية؟

- هنالك أسباب كثيرة أسهمت بانحدار الأغنية الريفية لعل من أبرزها إدخال آلات موسيقية غريبة على الأغنية الريفية وخصوصاً الآلة الغربية الأورغ لأن هذه الآلة أدت إلى عزل الإيقاعات التي تعزف يدوياً مثل العود والقانون والكمان، كذلك الموجة التي ضربت الأغنية العراقية خلال العقدين الأخيرين أسهمت بتراجع الأغنية الريفية . حيث فقد الغناء العراقي برمته أصالته، لأن المطربين الكبار لم يتم الاهتمام بهم من قبل المؤسسات الفنية، وهم حريصون على تاريخهم وعلى فنهم وعلى جمهورهم، لذلك فإن هذا الحرص جعلهم لا يسايرون الموجة الهابطة التي ضربت الأغنية العراقية .

هل هناك مطرب تمنيت أن تعزف خلفه؟

- عزفت خلف معظم رموز الأغنية الريفية العراقية ولم يبق هناك مطرب أتمنى العزف خلفه، حيث كنت عازف الكمان المفضل عند كل مطربي الأغنية العراقية .

من هو المطرب الذي كان يعجبك صوته؟

- كل المطربين السابقين أصواتهم جميلة جداً وتجعلني أطرب وأتفاعل معهم، لكن يبقى المطرب الريفي الراحل مدلل عامر هو الوحيد الذي يجعلني أبكي كثيراً عندما أعزف خلفه، لأنه يمتلك صوتاً حنوناً وكلماته تداعب شغاف القلوب، أما من مطربي اليوم فيعجبني عودة فاضل، ويونس العبودي، ورعد الناصري، وحسن كاظم، وسعد سبعاوي .

بماذا تتميز آلة الكمان عن الآلات الموسيقية الأخرى؟

- آلة الكمان من الآلات الموسيقية الرئيسية في عزف أية مقطوعة موسيقية، وهي آلة حنون وصوتها يؤثر في أذهان الناس، فضلاً عن ذلك أنها تستطيع ترجمة كلام الأغنية بشكل قريب جداً من الكلام الذي يقوله المطرب .

هل تخشى على آلة الكمان من الاندثار؟

- في ظل الموجة الهابطة التي ضربت الموسيقا والغناء، بدأت آلة الكمان تتعرض للاستغناء عنها من قبل مطربي اليوم الذين أصبحوا يستعينون بآلة الأورغ، لأنها تغنيهم عن خمسة عازفين، وهذه الآلة ربما تؤدي في السنوات المقبلة إلى حذف آلة الكمان من الفرق الموسيقية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"