عادي

نفايات الأجهزة الكهربائية.. مشكلة

03:16 صباحا
قراءة 3 دقائق
ثاليف دين *

تتميَّز الابتكارات الواسعة الانتشار في التكنولوجيا الرقمية الحديثة، بجانب سلبي مدمّر: هو تراكُم أكثر من 50 مليون طن من نفايات الإلكترونيات في العالم سنوياً.

يزيد وزن النفايات الإلكترونية، عن وزن جميع الطائرات التجارية التي صُنعت في العالم على الإطلاق، كما يُحذّر تقرير جديد صدَرَ في المنتدى الاقتصادي العالمي، في دافوس في 24 يناير/ كانون الثاني.

وإذا لم يتغيّر شيء، فإن النفايات الإلكترونية- كما تتوقع جامعة الأمم المتحدة، المشاركة في وضع التقرير- يمكن أن تتضاعف ثلاث مرات، لتصل إلى ما يقرب من 120 مليون طن بحلول عام 2050.

وتقول الدراسة، إن من الصعب قياس كمية السلع الإلكترونية التي يتم إنتاجها سنوياً، ولكنْ إذا أخذنا في الاعتبار عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت، لعرفنا أنها تَعُدُّ الآن أكثر من البشر، الذين يزيد عددهم الإجمالي في العالم الآن عن 7.7 مليار نسمة.

ويشير التقرير الذي يحمل عنوان «تصوُّر دائري جديد للإلكترونيات- حان الوقت لإعادة الترتيب في العالم من جديد»، والذي تدعمه سبعُ وكالات تابعة للأمم المتحدة، إلى أن الابتكار السريع، وخفض التكاليف، أدَّيا إلى زيادة كبيرة في الوصول إلى المنتجات الإلكترونية والتكنولوجيا الرقمية، بفوائدها العديدة.

وأدّى ذلك إلى زيادة في استعمال الأجهزة والمعدات الإلكترونية. وكانت النتيجة غير المقصودة لذلك، هي الزيادة الهائلة في النفايات الإلكترونية والكهربائية.

تقول الدراسة، إن النفايات الإلكترونية، تشكل الآن أسرع تيارات النفايات نموّاً في العالم. ونما بعض أشكالها، بدرجة هائلة.

ورَدّاً عن سؤال حول مدى الجدوى في أن يكون لدى الدول تشريع إلزامي حول إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، قال «د. روديجر كوير»، المشاركُ في تأليف التقرير ومديرُه، إن تشريعات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية موجودة، ومن الأمثلة على ذلك، في الاتحاد الأوروبي.

وهي توجب إعادة تدوير 85% من جميع النفايات الإلكترونية التي تم توليدها في الاتحاد الأوروبي في عام 2019. ومع ذلك، لن يتم تحقيق هذا الهدف مطلقاً.

ولذلك، فإن تشريعات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية يجب أن تترافق مع أنظمة جمع مبتكرة ومجزية؛ توعية المستهلك، (مثلاً، بعدم تخزين المعدات القديمة في المنزل، بل إعادتها في وقت مبكر)، مع وضع أنظمة جديدة لاستهلاك الإلكترونيات، مثل إخراجها من النطاق المادي- أي شراء الخدمة بدلاً من شراء المُنتَج.

وأضاف «د. كوير»، أن ذلك سيُيَسِّر عملية التجميع، لأن ملكية المنتَج ستبقى في يدِ الجهة المُنتِجة.

ومن حيث القيمة المادية، كما تقول الدراسة، تمثل النفايات الإلكترونية فرصة تعادل أكثر من 62.5 مليار دولار سنوياً، أي أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لكلّ من معظم الدول، وثلاثة أضعاف إنتاج مناجم الفضة في العالم.

ويوجد من الذهب في الطنّ الواحد من النفايات الإلكترونية، أكثر ب100 مرة مما يوجد في طنّ من خام الذهب، وفقاً للتقرير.

وعندما سئل «د. كوير» عمّا إذا كان ينبغي أن تكون قضية النفايات الإلكترونية على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل حفز التزامات ثابتة من قِبل الدول الأعضاء البالغ عددها 193، قال: إن بعض أصحاب المصلحة في السياسة وفي الصناعة، يعتقدون أن قضية النفايات الإلكترونية تُحلُّ بشكل مستدام، على الرغم من أن جميع الأعداد تتحدث لغة مختلفة، وأنها مثيرة للقلق.

وتتعاون منظمة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة، (يونيدو)، مع عدد كبير من المنظمات بشأن مشاريع النفايات الإلكترونية، بالإضافة إلى شركاء آخرين مختلفين.

وفي أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، يسعى مشروع لمنظمة «يونيدو» بشأن النفايات الإلكترونية، إلى دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام في 13 دولة.

* رئيس مكتب وكالة "انتر برس سيرفس" في الأمم المتحدة. موقع: انتر برس سيرفس

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"