عادي
نبض المواقع

«ملك الهند».. سرد بوليسي بلغة شاعرية

02:47 صباحا
قراءة 3 دقائق

الشارقة: عثمان حسن

«ملك الهند» رواية للكاتب اللبناني جبور الدويهي. صدرت طبعتها الأولى في عام 2019 عن دار الساقي في لندن. ودخلت في القائمة النهائية القصيرة، لجائزة «بوكر العربية».

ملخص الرواية يتحدث عن ظروف غامضة، لبطل الرواية زكريا مبارك الذي يُعثر عليه مقتولاً عند حدود قريته، بعد أيام على عودته من غربة طويلة بين أوروبا وأمريكا وإفريقيا، تدور الشبهات حول أبناء العمومة الذين ربّما قتلوه طمعاً في كنز عائلي زعم أن الجدّة أخفته تحت المنزل الذي شيّدته لدى عودتها من أمريكا.

وصف القراء الرواية بالعمل المشوق، إلى حد أن كثيراً منهم استوقفه أسلوبها، فضلاً عن بساطة لغتها وقدرة كاتبها على تقديم عمل تتداخل فيه الأزمنة والتواريخ، فضلاً عما قدمته الرواية من رمزية عالية، ومع ذلك فقد وجه بعض القراء نقداً للرواية من ناحية الإطناب والتكرار وضعف البنية الحكائية في بعض المواقع.

أحد القراء يصف جبور الدويهي بالروائيين الكبار، الذي يقدم عملاً اختلطت فيه قصّة مقتل زكريا بخرافات الذهب وحروب الأشقاء، ووعد الثروة الزائف، والنزعات الطائفية المقيتة، وكل ذلك بأسلوب شائق وممتع. ويشكر قارئ آخر مؤلفها على بساطة لغته وقدرته على التحكم في الزمن، غير أنه يستهجن عدم الإثارة في الحكايات التي قدمها مؤلف الرواية، ويقول: «حكايات بسيطة جداً، وحبكتها سيئة، بدءاً من الانتحار المزعوم إلى إخفاء الدليل، وصولاً إلى التحقيق ونهاية بالرشوة التي ختمت التحقيق لتنتهي القصة نهاية ساذجة».

وعلى ذات المنوال يقدم قارئ آخر تعليقه على الرواية، فيقول: «لا شك أن الدويهي روائي كبير، وصاحب نتاج أدبي معتبر، إلا أن هذا لا يعني أن كل ما يكتب على سوية واحدة»، وهو يتوقف عند عتبة العنوان، الذي من وجهة نظره لا يوجد ما يبرره في سياق الأحداث، وهو ما جعله مجرد لعبة عبثية تقود إلى فوضى العناوين وعدم دلالتها.

قدمت الرواية بحسب قارئ آخر متعة سردية على غرار الروايات البوليسية الشائقة التي تدور حول جريمة قتل، وتبحث عن القاتل، يتوقف هذا القارئ عند إشارات الشعر في الرواية بقوله: «حنين الدويهي إلى الشعر عميق ودفين»، ووجد في الرواية، فنها وعالمها، ورصدها للرسم والسينما وابتكارات الحداثة كافةً، وحبكتها الصارمة على تعدّد موضوعاتها.

«كيف يقرر التاريخ مصائر البشر؟» هو تساؤل قدمه أحد القراء حول الرواية التي وصفها بالرائعة، والتي تستحق بلوغ منصات التكريم في البوكر، فيقول: «إنها رواية حافلة بالتشويق، عامرة بالتساؤلات، متقنة البناء، تسرد حكايتها من خلال أحداث تبدأ منذ منتصف القرن التاسع عشر، وصولاً إلى اللحظة الراهنة، مروراً بالعديد من المتغيرات والأحداث التي جرت في لبنان خلال تلك الفترة الزمنية من بين الاجتياح (الإسرائيلي) والحرب الأهلية والصراع الطائفي».

وفي ذات الإطار تعجب قارئة بهذا العمل فتصفه بالقول: «تجربة جديدة لأول مرة مع جبور الدويهي، الذي يبدو من سيرته الذاتية أنه كاتب مخضرم وذو باع في فن الرواية».

«(ملك الهند) سردية مكثّفة في كتابة إبداعية» هكذا تبدأ قارئة أخرى تفاعلها مع هذا العمل بما حمله من انسيابية وطواعية في السفر عبر الزمان والمكان.

وتضيف: «لعل هذه الرواية، برأيي المتواضع، تنتمي إلى مدرسة الواقعية السحرية، والتي اشتهر بها كتاب أمريكا اللاتينية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"