عادي
أشقاء الفقيدة لـ"الخليج": خسرنا معدناً نفيساً قل أن تجود به الدنيا

رحيل موزة الكعبي أول إماراتية تحصل على ماجستير جراحة العظام

05:04 صباحا
قراءة 4 دقائق
الفجيرة محمد الوسيلة:

شيع أهالي الفجيرة أمس سفيرة النوايا الحسنة الدكتورة موزة سلطان الكعبي إلى مثواها الأخير في موكب مهيب سيطرت عليه مشاعر الحزن على فقدها الجلل، بعد ان أدى جموع المشيعين الصلاة على جثمانها الطاهر بمسجد عمر بن عبدالعزيز بضاحية مضب بالفجيرة، فارقت الدكتورة موزة الحياة جراء حادث مروري أليم وقع حوالي الواحدة صباح أمس على طريق أبوظبي دبي قبالة منطقة جبل علي، متأثرة بجراحها البليغة.
الدكتورة موزة الكعبي أول جراحة عظام إماراتية، وسفيرة للنوايا الحسنة، والثانية في الترتيب بين 12 شقيقا، تركت فراغا عريضا برحيلها المفاجئ وسط أهلها وجيرانها وأصدقائها وزملائها وزميلاتها.
الخليج زارت عزاء الفقيدة، وتحدثت أولاً إلى شقيقها الأصغر منها في الترتيب راشد سلطان الكعبي موظف بالقوات المسلحة قائلاً: رحيلها فاجعة نسأل الله ان يثبتنا على فراقها المر، لأنها كانت بمثابة الأم والأخت والصديقة، كانت معدنا نفيسا قل أن تجود به الدنيا، تهتم بالصغار وترعى بحنان دافق الكبار، غيرية تهتم بشؤون الآخرين اكثر من اهتمامها بنفسها، كرست حياتها للعلم والدراسة والعطاء لوطنها وشعبها وأهلها وجيرانها.
وتابع قائلاً: تلقيت في الواحدة صباح أمس اتصالا من شرطة جبل علي أفادني المتحدث بوفاتها، نتيجة حادث مروري عندما كانت في طريقها من أبوظبي إلى الفجيرة، كانت حريصة على الحضور إلى الفجيرة كلما سنحت لها الفرصة، لأنها كانت بارة بوالديها، وتقدم رعايتها الطبية لوالدها المريض وترعى والدتها والوحيدة التي تنام مع الوالدة في حجرتها، كما انها على علاقة وطيدة بإخوانها ذكورا وإناثا، وأبناء اخوانها وأخواتها، وكانت تحرص دوماً على السؤال عنهم، وعند حضورها تخرج بمعيتهم إلى الحدائق والمراكز التجارية.
ويضيف: لأنها كرست حياتها للعلم والهم العام، كانت تترقب ترقية إلى رتبة الرائد في اكتوبر/‏تشرين الأول المقبل، ولم تشغلها فكرة الزواج مثل أي فتاة وحلم تكوين أسرة عن نهل العلم والحصول على مزيد من الشهادات العلمية الرفيعة، حيث كانت ترى جميع افراد المجتمع بمثابة أسرتها وتعامل الجميع بمحبة وانتماء صادق، كرست حياتها للبر بوالديها ورعايتهما ولخدمة أهلها وجيرانها ومرضاها، ورحيلها خسارة لنا وللوطن.
وأشار إلى انه تلقى آخر رسالة منها عبر الواتساب حوالي العاشرة مساء، وان الفقيدة كانت حاسة بوفاتها طبقا لتغريدة لها في تويتر، وان رحيلها لايعوض، نسأل الله لها المغفرة بقدر عطائها، وأن يلهمنا والجميع الصبر على فقدها.
يقول شقيقها سعيد سلطان الكعبي: كانت طيبة وحنونة ووفية وذات خلق عال وبارة بوالديها ومحبة لإخوانها وعاشقة لأهلها، وتهتم جدا بشؤون أسرتها، تتابع تفاصيل حياتنا بدقة، كما انها كانت تحب أهلها وجيرانها وترعى شؤونهم ايضاً، حرصت على خدمة وطنها وكانت تحثنا دوماً على الفعل الوطني وضرورة خدمة الدولة، برحيلها فقدنا قامة شامخة وينبوع عطاء لا ينضب.
بمآق تفيض دمعاً قالت شقيقتها الكبرى مريم الكعبي: فقد جلل، ورحيل موجع لأن موزة إنسانة عظيمة بمعنى الكلمة، كانت الطيبة تمشي على قدميها، وحناناً يتدفق على الجميع، تهتم بالجميع اسرتها أهلها جيرانها وزميلاتها وصديقاتها، حريصة على تفقد الجميع وتقديم رعايتها الطبية والإنسانية لكل معارفها ومرضاها.
تقول شقيقتها عائشة الكعبي بصوت مبحوح من شدة البكاء: دكتورة موزة هي السند والعضد، كانت الأم والأخت والصديقة والمعلمة والملهمة، راعية خير وكريمة، مهمومة بالجميع، مشغولة بقضايا الوطن، حريصة على العطاء على المستوى الإنساني والاجتماعي والمهني، اسهمت بدور كبير في علاج شقيقنا الصغير حتى شفي تماماً من مرض السرطان.
يقول صقر أحمد زوج شقيقتها: دكتورة موزة نموذج قل أن يجود به الزمان، متميزة على كافة المستويات، ويكفي انها سفيرة للنوايا الحسنة، كانت تمتلك قلبا كبيرا وعقلا راجحا.

التغريدة الأخيرة

«إن ضمّني قبري يا الله سخّر لي من يقف بين يديك»

الفجيرة أمنية صدقي:

ولدت الدكتورة موزة الكعبي في مدينة الفجيرة، وأنهت دراستها الثانوية في مقاطعة غلاسكو باسكوتلندا، ثم انتقلت إلى انجلترا، لتبدأ دراستها في مجال الطب وتعلم اللغة الانجليزية، ثم توجهت بعد ذلك إلى دولة الصين، لاستكمال دراستها الأكاديمية، وحصلت على بكالوريوس الطب العام والجراحة العامة، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، من مقاطعة شينغيانغ الصينية، فضلاً عن حصولها على الماجستير في تخصص طب العظام من محافظة تيانجين.

سافرت الكعبي التي تعدّ أول طبيبة إماراتية جراحة عظام وكسور، إلى عدد من دول العالم، سعياً لتحصيل العلم، والوقوف على كل ما هو جديد في مجالات أمراض العظام وجراحاتها الدقيقة، وفي عام 2013 اختارتها منظمة «سبمودا» للسلام الدولي، المنبثقة عن المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة، سفيرة للنوايا الحسنة، لتصبح بذلك أول طبيبة إماراتية تتقلد هذا المنصب الرفيع في مجال عملها.
يذكر أن آخر تغريدة دونتها الدكتورة الكعبي، عبر حسابها الرسمي على «تويتر»، قالت فيها «وإن ضمّني قبري يا الله؛ سخّر لي من يقف بين يديك ويرجوك رحمة ومغفرة لذنوبي»، وأثارت التغريدة التي تطرقت لموضوع الموت، مزيداً من التعاطف والحزن على الرحيل الطبيبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"