عادي
المنشآت الصحية خالية من المرضى

الإمــارات تتعـافــى وتغلق المستشفيات الميدانية لـ «كورونا»

04:53 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي

أخبار سعيدة نتناقلها بشكل يومي، بعد الإعلان عن إغلاق المستشفيات الميدانية، وتنظيم حفل لتوديع آخر مجموعة من المرضى، في لحظات انتصار وفخر على هذا الفيروس، وأخبار أخرى عنوانها خلو المستشفيات الحكومية والخاصة من فيروس كورونا، لتتعافى الإمارات تدريجياً من هذا الفيروس، بعد إدارة ملف كوفيد19 بكل كفاءة وإتقان.
تمكنت الدولة من إغلاق ما يزيد على 4 مستشفيات ميدانية، والإعلان عن خلو ما يزيد على 35 مستشفى حكومياً وخاصاً من مرضى كوفيد19، لتنتصر على الفيروس، ويعود النشاط الصحي في المستشفيات بشكل تدريجي وتفتح العيادات الخارجية وغرف العمليات، ورغم ذلك، إلا أن الإجراءات الاحترازية واجبة في المرحلة الحالية، والالتزام باتباع نصائح الجهات الصحية.
أكد د.سهيل الركن، استشاري طب الأعصاب، رئيس جمعية الإمارات الطبية لطب الأعصاب، أننا نعيش مرحلة تعافي الإمارات من فيروس كورونا، عبر إغلاق عدد من المستشفيات الميدانية في ظل انحسار أعداد الإصابات، والإعلان عن خلو عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة من مرضى كورونا، وعودة النشاط الصحي بشكل تدريجي في كافة المستشفيات في الدولة، نتيجة عدة أسباب، تتمثل في اتخاذ الحكومة في مرحلة مبكرة من انتشار الوباء الاحتياطات والإجراءات للتباعد الجسدي وعزل بعض المناطق المكتظة بالعمالة، وهذا ما لاحظناه في دبي وأبوظبي، وتم عمل فحوص لجميع السكان، والحد من انتشار الوباء، ومبادرة الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية بوضع التشريعات بإغلاق المقاهي ومراكز التسوق والمساجد، ما ساهم بالسيطرة على الفيروس، وأيضاً، تعتبر مراكز العزل مقوم رئيسي في الحد من انتشار الفيروس، والدور الإعلامي المميز في تثقيف المجتمع بأهمية التباعد واتباع الإجراءات الاحترازية، واستطاعت الدولة طمأنة المواطنين والمقيمين باستقرار الحالة الصحية، وأن الوباء منذ البداية تحت السيطرة بنقل الحقائق بشكل واضح.
وقال: استقبال الحالات الطبية الحرجة كان متواصلاً، وعودة المستشفيات حالياً كسابق عهدها واتباع الإجراءات الاحترازية منحت الطمأنينة للمرضى، وننصح المجتمع بالاستمرار باتباع الإجراءات الاحترازية، بلبس الكمامات والابتعاد عن التجمعات والتباعد الجسدي، وإذا شعر الشخص بأعراض كوفيد19 يجب التوجه إلى مراكز الفحص وتجنب مخالطة الآخرين حتى ظهور النتائج.


مستشفيات ميدانية


وأكد المدير التنفيذي التشغيلي لمستشفى الإمارات الميداني الدكتور مبارك الدرمكي أن المستشفى الميداني في «دبي باركس أند ريزورتس» قد تم إنشاؤه في غضون ثلاثة أسابيع ضمن ثلاثة مستشفيات ميدانية عملت «صحة» على تأسيسها في شهر أبريل الماضي، كإجراء احترازي، واستعداداً لتزايد أعداد المرضى، ومنذ استقباله لأولى حالات كوفيد-19 يوم 24 أبريل، قدم المستشفى الميداني بقدرته الاستيعابية التي بلغت 1200 سرير خدماته لأكثر من 2300 من مصابي كوفيد-19، وفق الإجراءات العلاجية التي حددتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئة الصحة بدبي.


الإمارات تتعافى


وأكد د.أشرف الحوفي، استشاري العناية المركزة ورئيس مكتب مكافحة انتشار العدوى، أن المؤشرات الأخيرة تثبت أن الإمارات تتعافى من فيروس كوفيد19، وأن إغلاق المستشفيات الميدانية والعودة التدريجية للنشاط الصحي في المستشفيات الحكومية والخاصة تعد دليلاً على انحسار الأعداد، وهذا بفضل الجهود التي بذلت وما زالت تبذل، حيث نشهد توسعة كبيرة في عدد الفحوص على مستوى الدولة، ما يتم كشف الحالات الإيجابية وعزلها، والحد من انتشار الفيروس، والتزام عامة المجتمع بالإجراءات الاحترازية للتصدي للوباء، سواء بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، وقرار الدولة بإغلاق عدد من الخدمات لفترة مؤقتة لمنع انتشار الفيروس، والأهم من ذلك تخصيص أماكن لعزل المرضى الذين ليس لديهم أعراض وحالتهم مستقرة، فمع زيادة أعداد الإصابات في الفترة الماضية لن تكفي أسرة المستشفيات لجميع المرضى، فمباني العزل استوعبت الحالات المستقرة، فضلاً عن ذلك حرصت كافة المستشفيات على زيادة عدد الأسرة في العناية المركزة، وتوسعة في عدد من الأقسام، ما ساهم في تقديم أفضل رعاية للمرضى.
وقال: رغم التعافي، إلا أن الاستمرار بالإجراءات الاحترازية واجب على الجميع، لكسر سلسلة العدوى، وللتأكد من الصورة النهائية للفيروس، وللقضاء عليه بشكل كلي، وفعلياً بدأت المستشفيات الحكومية باستقبال المرضى في العيادات الخارجية وفي الأقسام ضمن ضوابط وآلية محددة لتنظيم العمل.


الخطة المدروسة بعناية


وأكد حيدر حسين معتوق استشاري قسم العناية المركزة في المستشفى الكندي التخصصي أن من الأسباب التي جعلت الإمارات تتعافى من فيروس كورونا، تتمثل في الخطة المدروسة بعناية التي وضعتها الجهات الصحية المعنية في الدولة منذ بدء تفشي الوباء، بالإضافة إلى التعامل مع المرضى المصابين بالفيروس بطريقة علمية أدت إلى تحقيق أعلى نسب التعافي من المرض على مستوى العالم، وكذلك حرص الجهات المعنية بدعم المستشفات والمنشآت الخاصة بمخزون كبيرة من معدات وأدوات الحماية الشخصية التي ساهمت في حماية الكادر الطبي، ما انعكس إيجاباً على صحة المرضى والمراجعين.
وقال إن إعادة النشاط الصحي إلى وضعه الطبيعي له انعكاسات إيجابية جداً، لأن ذلك يؤدي للتركيز على المرضى الآخرين غير المصابين بكوفيد 19، والذين يعانون أمراضاً خطيرة ومزمنة أخرى، ولكنهم اضطروا للبقاء في منازلهم وعدم زيارة المستشفى خشية التعرض للإصابة بالفيروس، علماً بأن هؤلاء المرضى يحتاجون أيضاً للعلاج والاهتمام والحصول على خدمات أفضل من السابق، لافتاً إلى ضرورة المحافظة على النظافة الشخصية، والتعقيم المستمر، وارتداء الكمامة، وتجنب التجمعات غير الضرورية، والتباعد الجسدي والمكاني، وتجنب الاختلاط لاستمرار التعافي ومنع عودة تفشي الفيروس في المجتمع مرة أخرى.


مبدأ المسؤولية


وأكدت الدكتورة «مانيشا غوبتا»، ممارسة عامة، في مركز «رايت هيلث» أن السبب الأكثر أهمية في إدارة هذه الأزمة من قبل دولة الإمارات هو مبدأ المسؤولية. حيث عملت دولة الإمارات على ترسيخ مبدأ المسؤولية ورفع درجة الوعي بين السكان من خلال توفير المعلومات الصحيحة بشكل واضح وباستمرار حول الإجراءات الواجب اتباعها ومدى أهميتها. وهذا أدى إلى خلق استجابة فعالة على مختلف الصعد للوباء. وكنتيجة لذلك، تكيّفت منشآت الرعاية الصحية الأصغر حجماً وكذلك الأفراد مع الضغوط التي تعرضت لها منظومة الرعاية الصحية بأكملها، وذلك بفضل تلقيهم للمعلومات المناسبة والتوجه والإرشادات الصحية، فضلاً عن التنسيق الذي أبدته هيئات وجهات الرعاية الصحية الحكومية بين بعضها بعضاً.
وننصح الجميع بأن يكونوا مواطنين مسؤولين، ويمارسوا التباعد الاجتماعي والجسدي، والتعقيم بشكل مستمر.


شكراً الإمارات


وقدم المتعافون في عدد من المستشفيات الميدانية، شكرهم للإمارات على ما قدمته من رعاية متكاملة لهم، ووصفوا الخدمات التي قدمت لهم بخمسة نجوم، وقال المصري نور الدين إمام، وهو آخر المتعافين في مستشفى الإمارات الميداني: أصبت بكورونا من زميلي، وبفضل الله لم أنقل العدوى لابني وزوجتي، وقضيت 14 يوماً في أيد أمينة، في المستشفى الميداني الذي قدم لي كافة الرعاية، فالإمارات قدمت خدماتها مجاناً للمواطنين والمقيمين، شكراً الإمارات.


إغلاق مستشفيات ميدانية


شهدت الدولة خلال الفترة الأخيرة، الإعلان عن إغلاق عدد من المستشفيات الميدانية، التي احتضنت المصابين بكوفيد19، وقدمت أفضل رعاية طبية. ومؤخراً، أغلق مستشفى الإمارات الميداني بدبي باركس أند ريزورتس أبوابه، بعد مغادرة آخر مجموعة من مرضى كوفيد19، والذي وصل عددهم إلى 17 مريضاً، وغادرت كافة الكوادر الطبية والتمريضية والذي وصل عددهم 130 طبيباً وممرضاً واستقبل المستشفى 2300 مريض.
ويعد «دبي باركس أند ريزورتس» ثاني مستشفى ميداني من أصل ثلاثة مستشفيات ميدانية أنشأتها «صحة» تغادرها آخر مجموعة من المرضى المتعافين من كوفيد-19. وكان المستشفى الميداني في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» والذي أقيم على مساحة 31 ألف متر مربع قد نجح في علاج أكثر من 1500 مصاب وغادره آخر المتعافين في شهر يونيو 2020.
ومن المستشفيات الميدانية التي أغلقت، المستشفى الميداني في إكسبو الشارقة، بعد أن ودع آخر مصاب، وعالج ما يقارب ٦٠٠٠ مصاب بكوفيد19 استقبلهم المركز منذ تفشي الوباء في الدولة، وأدار مستشفى الشارقة الميداني ما يقارب 63 طبيباً و170 ممرضاً وممرضة، وعملت الكوادر الإدارية كخلية نحل ليلاً ونهاراً من أجل إدارة المستشفى، وساهمت كافة الفرق الطبية والتمريضية في المستشفى الميداني بالعمل المتواصل لتوفير مجموعة من الخدمات الصحية والوقائية المتنوعة.
وشكلت الطاقة الاستيعابية للمستشفى الميداني 2000 سرير، ويضم عدة مرافق، متمثلة بالمختبرات والصيدلية وقسم للأشعة المقطعية، ومخازن طبية وقسم تقنية المعلومات وخدمة العملاء، ويعمل الفريق على مدار الساعة، إضافة إلى ذلك هناك صالة كاملة للترفيه، فيها عدة جوانب ترفيهية للمرضى.
واحتفى المستشفى الميداني بمركز دبي التجاري العالمي للمؤتمرات والمعارض، بتعافي آخر مريض ب«كورونا» وهو ياباني الجنسية، حيث تم إغلاق المستشفى.


المستشفيات الحكومية والخاصة


أعلنت شركة صحة تباعاً وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية عن خلو العديد من المنشآت الصحية التابعة لها من حالات كوفيد-19 ومن بينها؛ مدينة الشيخ شخبوط الطبية، ومستشفى توام وعدد من المستشفيات في منطقة الظفرة.
وفي المقابل أعلنت دائرة الصحة، في أبوظبي، خلو 27 مستشفى بالإمارة (حكومي، وميداني، وخاص) من مرضى «كوفيد-19»، وخصصت الدائرة مستشفيين للتعامل مع حالات «كوفيد-19»، هما: مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية، ومستشفى العين.
وأعلن مستشفى الشيخ خليفة العام في أم القيوين، أن أعداد الإصابة بفيروس كورونا المستجد وصلت إلى الصفر، وأنه أصبح خالياً من أي إصابة، وجاهز لاستقبال المرضى للاستفادة من الخدمات الصحية التقليدية.
وأعلنت هيئة الصحة بدبي، خلو مستشفى لطيفة من مرضى كورونا، في المقابل أعلنت بعض المستشفيات الخاصة بدبي خلوها أيضا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"