عادي
إبراهيم محمد إبراهيم يوقع «ما بعد فساد الملح»

نصوص تسيل عذوبة لـ 4 مبدعين في مهرجان الشعر

03:19 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: علاء الدين محمود
ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الخامسة عشرة، شهد قصر الثقافة في الشارقة أمس الأول ثانية أمسيات الشعر، بمشاركة 4 مبدعين هم: شيخة المطيري «الإمارات» ومحمد عبد المنعم الحناطي «مصر» وناجي محمد الإمام «موريتانيا» وعبدالله بيلا من بوركينا فاسو، وهو صوت من قلب القارة الإفريقية وشكل مفاجأة بعد أن صدح بلغة عربية فصيحة ليثبت مهرجان الشارقة للشعر العربي تمدده إلى أماكن جديدة في العالم، وشهدت الأمسية حضوراً كثيفاً تقدمه أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في الدائرة.
ناجي محمد الإمام كان أول الشعراء المشاركين حيث قرأ عددا من النصوص التي عكست براعة لغوية كبيرة عنده ومقدرة على استخدام المفردات والكلمات العربية القديمة، حيث نوه بأنه وله بمشروع الوحدة العربية وعمل من أجله الكثير ولقي الأذى والمضايقات في سبيله، وكتب العديد من النصوص التي تعبر عن أشواق هذه الوحدة وله من الدواوين «التيه»، «البحر»، والذاكرة، قرأ قصيدة بعنوان «بكائية على زمن الكبرياء» قال فيها:
«بكى صاحبي لما» فقلت له صهٍ -
                    لقد لاح من بين السديرين بارق
ألست ترى الفيحاء جلّقَ والندى -
                   تفوح به من قاسيون الشقائق
فكفكف منثور الجمان وجفنه -
                  بما كتمت منه المدامع ناطق
ومن شطآن الفيروز أنشد الإمام نصاً يسيل عذوبة ورقة في مقام الغزل إذ يقول:
يا شاطئ البوح رُحمى هدنا الوهن -
                     واغتال أيامنا التذكار والدمن
عشرون حولاً وعيناها تلازمني -
                     كزرقة الفجر لا تخبو لها فِتَنُ
أما الشاعر عبدالله بيلا فوجدت نصوصه صدى عند الجمهور فقرأ ما يمتع ويدهش منها «نص في مديح أنثى» و«ثلاثة هوامش» و«ماذا لو»، و«آخر الشعراء» و«شعراء العالم» و«وغرفتي بركة من دماء» و«يفعل الشاعر» ومنها:
مثلما يفعل اللاعب الماهر
يفعل الشاعر
مثلما يذهب الصبية الطيبون
خفافا إلى المدرسة
يفعل الشاعر
مثلما تتعرى صباحا لتسكب
في الروح فتنتها، الشمس
ثم تلملم أثمالها في المغيب
وتطفئ قنديل نشوتها
يفعل الشاعر.
ومثلما وجدت نصوص بيلا تجاوباً كبيراً من الحضور، كذلك كان وقع نصوص الشاعر المصري، محمد الحناطي، الذي قرأ نصوصا منها: «رمت شالها»، «سيرة لخارطة الحلم»، «طعم مثالي»، «محض خيال»، و«لعبة الدومينو».
ومن «رمت شالها» قال:
رمت شالها في البعيد
وقالت:
سيعرف كيف الطريق إليّ
وأصغت لها الريح
ثارت عليّ
فأصبح الريح ضدي والشال
والعطر بعثرني في الجهات
فلم يستدل عليّ
وكانت شيخة المطيري آخر المشاركات لترش على الحاضرين نصوصاً رقيقة منحت الأمسية بعداً جمالياً جديداً.. وألقت عدة نصوص: «السيدة» «ولادة»، ونص مؤثر لكل الأطفال الذين لم يحصلوا على جنازة تليق بهم عند رحيلهم وقالت:
كفنت أحلام الصغار
المتعبين من الطفولة والبراءة
والرغيف اللا يجيء
زمن يعيش بوقتهم يقتات أعينهم
ويكبر ألف عام.
ومن «ولادة» قدمت المطيري نصاً يحاكي أوجاع الوجود:
ويقلقني الموت/ لكن هذي الحياة/ تزيد القلق/ رغيفاً واحداً وُلدت على شفة الفقراء/ وعوداً بلا صاحب أو غناء/ أنا.. لحظة من شتاء قديم/ على باب صيف الأماني/ أحترق/ أنا سكر أزرق لا ينام/ أنا ملح أعينكم يا نيام/ أنا لا يهم أناكم أناي
وحيداً سَمَوْتُ.
وفي ختام الأمسية قام الشاعر الإماراتي إبراهيم محمد إبراهيم بالتوقيع على ديوانه الجديد «ما بعد فساد الملح»، ويحتوي الديوان على مختارات شعرية، من ضمنها قصائد طويلة مثل «خروج من الحب» و«دخل إلى الحب»، و«سكر الوقت»، وحمل الديوان تقديم الشاعر محمد البريكي الذي ذكر أن نص الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم مشحون بالكثير من الهموم التي سكنت البحر وذاقت ملحه.
وقال إبراهيم محمد إبراهيم لــ«الخليج»: «إن الديوان الجديد هو عبارة عن قصائد مختارة أتت بعد ديوان «فساد الملح»، وقد اختيرت من بين ثلاث عشرة مجموعة شعرية، ومعظم القصائد هي من المطولات»، وذكر إبراهيم أنه قصد من الديوان أن تكون القصائد متاحة للقارئ والناقد.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"