عادي
روح الأمة ووجدان الشعب

ترجمة الأدب الإماراتي سبيل إلى تعريف الآخر بثقافة المجتمع

05:18 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة: محمد ولد محمد سالم
يأتي "مهرجان الأدب العربي والماليلامي الدولي" الذي نظمته كلية كيرالا للآداب في مدينة تريسور في ولاية كيرالا الهندية يومي الجمعة والسبت، بمشاركة إماراتية مكثفة إلى جانب أدباء عرب آخرين، وكرّم فيه المترجم الإماراتي الدكتور شهاب غانم، ليسلط الضوء على حركة الترجمة الأدبية من وإلى العربية، وبشكل خاص ترجمة الأدب الإماراتي الذي يحتفي به المهرجان احتفاء خاصاً، حيث يشارك في المهرجان من الإمارات كل من الشعراء: حبيب الصايغ، وشهاب غانم، وأسماء الزرعوني، وصالحة غباش، وإبراهيم مبارك، وهو ما يشكل إضافة للأدب الإماراتي، وخطوة أخرى للتعريف به لدى الأمم الأخرى، خصوصا في الثقافات الآسيوية التي تتقاطع مع الوطن العربي، وترتبط به بروابط عدة، ويهمها أن تتعرف إلى ملامح الأدب العربي في دول الخليج التي تشكل منطقة جذب لهذه الشعوب، فيحتاج أبناؤها إلى الاطلاع على الثقافة التي يفدون إليها، وفهمها في عمقها الوجداني وأسسها الإنسانية، وبعد أن كانت الترجمة مرتكزة على اللغات الغربية وبشكل خاص الإنجليزية والفرنسية .
الأدب روح الأمة ووجدان الشعب الناطق بأحاسيس وأنماط تفكيره ورؤيته للعالم، وترجمته للآخر، يعد أنجع وسيلة للتعريف بالشخصية القومية لأية أمة أو شعب، وقد وعت أطراف كثيرة في الإمارات هذه الحقيقة، وسعت إلى ترجمة الأدب الإماراتي إلى لغات العالم، وكان من ذلك الترجمات المبكرة تلك التي قام بها الدكتور شهاب غانم بالتنسيق مع مؤسسات وطنية مثل "أصداف ولآلئ، قصائد لشعراء من الإمارات مترجمة إلى الإنجليزية" مطبعة ديرة، دبي ،1996 و"لآلئ وتمرات"، قصائد من الإمارات مترجمة إلى الإنجليزية والسلوفاكية"، وهو من إصدار المجمع الثقافي في أبوظبي ،2003 و"مع الحبارى والبجعات" الذي تضمن قصائد لشاعرات إماراتيات مترجمة إلى الإنجليزية، وأصدره اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ،2005 و"قصائد من الإمارات"، وهي ترجمة إنجليزية أصدرتها وزارة الإعلام والثقافة في عام ،2006 و"قهوة وتمر، نصوص لكتابات إماراتيات مترجمة إلى الإنجليزية" وصدر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات .2007
وكان من الجهود اللافتة في مجال ترجمة الأدب الإماراتي "كتاب أنطولوجيا الشعر الإماراتي" باللغة الفرنسية، وهو سجل انتقائي لنماذج لاثنين وثلاثين شاعراً معاصراً صدر 2008 بالتعاون بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وأنجز الترجمة رجاء ملاح وشاكر نوري بتكليف من الاتحاد، وأصدرته دار لا مارتينه في باريس، وهم: صالحة غباش، ناصر جبران، جعفر الجمري، كريم معتوق، إبراهيم محمد إبراهيم، إبراهيم الهاشمي، منى مطر، جمعة فيروز، حارب الظاهري، ظبية خميس، ثاني السويدي، سعد جمعة، أسماء المزروعي، خلود الملا، شهاب غانم، الهنوف محمد، عبد العزيز جاسم، ميسون صقر، حبيب الصايغ، خالد الراشد، عادل خزام، عبد الله محمد السبب، هاشم المعلم، خالد البدور، إبراهيم الملا، محمد المزروعي، أحمد محمد عبيد، نجوم الغانم، علي العندل، أحمد راشد ثاني، عارف الخاجة، وظاعن شاهين .
وقد أعطى هذا الكتاب للقارئ الفرنسي رؤية شاملة عن واقع الأدب في الإمارات، وأنماط الرؤى والأفكار السائدة في المجتمع، وهي خطوة مهمة بالنسبة للقارئ الفرنسي الذي يكاد يجهل واقع الحياة في الخليج عامة .
ئوفي السياق نفسه أيضاً يأتي إصدار وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عام 2008 كتابين هما: "مختارات قصصية لكاتبات إماراتيات" باللغة الفرنسية، و"مختارات شعرية لشاعرات إماراتيات" باللغة الفرنسية" أشرفت عليهما ريم العيساوي .
وهناك عمل آخر تقوم به المؤسسات وإدارات الجوائز يعد بالغ الأهمية، وهو تقديم جوائز الترجمة للكتب تتناول جوانب حياة المجتمع الإماراتي، وخاصة الكتب الأدبية، فعلى سبيل المثال يقدم كل من معرض الشارقة للكتاب، ومعرض أبوظبي للكتاب جوائز سنوية لأحسن كتّاب عن الإمارات، كما يضاف إلى تلك الأعمال الترجمات التي يقوم بها بعض الكتّاب لأعمالهم بالتعاون مع مؤسسات خاصة، وتشمل ترجمات إلى الإسبانية والألمانية والإيطالية وغيرها من اللغات العالمية .
إن كل هذه الجهود وغيرها مما لم يذكر هنا هي جهود قيمة ومعتبرة في سياق توصيل رسالة المجتمع إلى الآخر، وجعله أكثر قدرة على فهم المجتمع الإماراتي والعربي بشكل عام، وأكثر تقبلاً للرسالة الإنسانية والسلمية التي تنبني عليها أسس وثقافة هذا المجتمع ورؤيته للحياة والآخر والكون، لكن المهمة كبيرة ولا تستطيع مؤسسة واحدة النهوض بها، وتحتاج إلى تنسيق وعمل مشترك من كافة الأطراف، يتم من خلاله تحديد غايات هذه الترجمة، والأسس التي عليها تختار النصوص، واللغات الأولى بالترجمة إليها، والمجال الزمني الذي ينبغي أن تأخذه عملية الترجمة، كما يتم إنشاء مؤسسة خاصة لتنظيم وتنفيذ هذه الترجمة، وربطها بالمؤسسات المعنية بالأدب وبالأدباء، وتزويدها بالدعم المادي والمعنوي لتنفيذ مهامها، ومن المهم أيضاً دراسة السبل التي بها يمكن توصيل الأدب الإماراتي إلى القارئ الأجنبي المقيم على أرض الدولة، والذي ليس له أي نوع من الاطلاع على هذا الأدب، كما يمكن التفكير في آلية لتخصيص كل فترة زمنية من سنة إلى سنتين لإحدى اللغات العالمية، ويتم خلالها ترجمة منتخبات من الأدب الوطني إلى تلك اللغة، وتنتهي بمؤتمر في أهم دولة ناطقة بتلك اللغة، يدعى إليه كتابها المهمون، ويسلط المؤتمر الضوء على تلك الترجمات، مما يعرف بالأدب الإماراتي، ويروج له داخل تلك اللغة، ويجعل القراء متعطشين للاطلاع عليه .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"