تمر الشخصيات الثلاث التي يجسدها الممثل الأردني أحمد العمري ضمن بلقيس وعطر النار والعنود بمراحل درامية مختلفة عن بعضها، يجمع بينها الانسياق لظروف قاهرة تقيد حريتها ويعقب العمري عليها قائلا إنها تشترك في جعل الظلم يلاحقني في رمضان.
العمري الذي برز منذ بضع سنوات في الدراما التلفزيونية بصورة لافتة لاسيما خلال أبو جعفر المنصور والقدس أولى القبلتين وسلطانة بعدما انحاز ولايزال للمسرح، لم تسانده متطلبات انتاجية سابقة في دفعه للبطولة المطلقة على غرار أبناء جيله ياسر المصري ومنذر رياحنة واياد نصار، غير أنه يستعد لتجربة أولى من هذا النوع بقيادة معاوية بن أبي سفيان العام المقبل، حيث حضرت الخليج جانبا من المناقشات التمهيدية بينه وبين معالج النص ياسر قبيلات.
وحول إطلالته الرمضانية هذا العام قال العمري لالخليج: أؤدي في بلقيس دور رماح المنساق لجبروت وتسلط عمرو بن شرحبيل بحكم عمله تحت ولايته في قصر الحمراء واضطراره للموافقة على بعض أفعاله الجانحة شكلا رغم رفضها ضمنيا، خصوصاً أن الأول من عامة الشعب أساسا ويتسم فعليا بالطيبة والرقة والتواضع ويكن بغضا داخليا تجاه تصرفات ولي نعمته، في مقدمتها لهفته صوب النساء ومحاولة نيله من ابنة عمه للظفر بملكية سبأ بعد وفاة والدها.
واسترسل العمري: يشعر رماح بظلم شديد بعدما يعلم أن عمرو بن شرحبيل أسر زوجته وعذبها ليراودها عن نفسها ويتعهد أمام الأخيرة بأخذ حقها والثأر ويصل الى اعلى درجات الاحتقان عندما تنتحر شريكة حياته جراء اغتصابها، فيثور على صمته وتحين اللحظة الحاسمة باقتحامه وزملائه المظلومين سدة الحصن شاهرا سيفه، لكن إحساس النقص يلازمه حيال اكتشافه مقتل عدوه بيد آخر سبقه اليه ولايرتاح أبدا حتى بعد استلامه زمام إمارة القصر.
واعترف العمري بأنه ليس الأمثل لتجسيد الشخصية شكلا ولجوئه لحلق شعر رأسه تماما وتركيب عدسات لاصقة تخفي لون عينيه المائل للاخضر رغم تحسسهما من العدسات اضافة الى استخدامه الماكياج، مشيراً الى اجرائه اختباراً مزدوجاً للدور أحدهما بشارب وشعر والثاني من غيرهما، وحاز موافقة مخرج العمل باسل الخطيب.
وعقب العمري: لا أتدخل عادة في الشكل الظاهري وأترك الأمر للمتخصصين لاسيما أننا محكومون بوقت وظروف عمل عربية محركها الاستعجال وافتقاد التفنيد المنطقي في اختيار الكاستينج وآلية توزيع الأدوار، وحتى البحث الذاتي الوافي عن مراجع الشخصيات غير متاح ولذلك نعتمد على تدقيق كاتب الدراما ونحاول الاجتهاد قدر المستطاع.
ووصف العمري شخصية رماح بأنها مركبة ومحورية وقال: انقب دائما عن مدخل رئيسي للتقمص وربما أجده في مشهد يتقاطع مع صفة تحملها شخصيتي الحقيقية، وفي هذا الدور ثمة تناقضات تعد جزءاً مني لكنني اعتمدت على جوانب نفسية في إيصال المقصود سواء تضاد الكره والحب في آن أو النظرات الهاربة والمتجنبة إقرار المغالطات وجها لوجه عدا حمل تعابير استسلام غير مباشرة تضمر هجوما على أهبة الاستعداد ينتظر ساعته.
وعن الاختلاف في تعامله مع المخرج شوقي الماجري ضمن أبو جعفر المنصور وباسل الخطيب هذه المرة قال العمري: كل منها متميز وله أسلوبه الخاص، لكن الماجري ورغم تفرد نتائجه فانه يهتم غالبا بالشخصيات الرئيسية في العمل وربما ينصاع أحيانا لفرضيات أصحابها وأجده تخلص من ذلك لاحقا في أسمهان، أما الخطيب فبطله المشهد مهما كانت عناصره ويعتني بالتفاصيل ويعطي الجميع أولويات متساوية وفق رؤية شاملة وسبق أن اجتمعنا في ذي قار قبل عدة سنوات وكنت وقتها على أول الطريق الدرامي التلفزيوني وحين ذكرته أبدى حماسة لتجدد التعاون.
واشار العمري الى انسحاب وقوع الظلم عليه حسب شخصية صقر ضمن المسلسل البدوي العنود حيث يتهم بهتانا بجريمة قتل لم يقترفها ويغادر قبيلته بحثا عن البراءة تاركا زوجته بعدما تربص بهما ابن عمها، وكذلك يعيش سيد مأساة ظالمة باعتقاله وشقيقه وفق أحداث عطر النار إزاء رفض والدهما تسليم أحد المناضلين حتى يواجها الحرق أمام أنظار الجميع.
وحول تحضيره لأول بطولة مطلقة بتجسيده شخصية معاوية بن أبي سفيان ارتأى العمري التكتم على التفاصيل حاليا لكنه أشار الى قراءته النص كاملا بعدما وصله من المركر العربي جهة الإنتاج، وأوضح بأن العمل مدرج ضمن خطة العرض في شهر رمضان المقبل.
ولفت العمري الى بدء تحركه من الآن للوصول الى الشكل المطلوب للشخصية المعروفة وانتقاء الملابس والاكسسوارات كاشفا عن إعجابه بداية بأداء 17 مشهداً خلاصة دور مسيلمة الكذاب لاشتماله على متغيرات وجدها العمري محفزة دراميا، فيما أكد تجنب اعتماد المشتبهات أو الاساءة الدينية والتاريخية وأوضح مراجعته أهل الاختصاص قبل التنفيذ واعتبر حديث غيره عن عرض الدور عليهم سابقا ورفضهم تقديمه أمراً لايعنيه.
