عادي

اللوبي اليهودي يدخل الانتخابات البريطانية بقوة

01:23 صباحا
قراءة 5 دقائق

بثت القناة الرابعة في شبكة بي بي سي الإخبارية، حلقة من سلسلة برامجها الوثائقية دسباتشيز، بعنوان داخل اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا . وكما هو متوقع، أثارت هذه الحلقة ردود فعل واسعة، أُشهِر خلالها سيف تهمة معاداة السامية .

وفي موقعها على شبكة الانترنت، (16/11/2009)، كتبت القناة الرابعة، نبذة عن هذه الحلقة جاء فيها أنها: تبحث في شؤون أقوى جماعات الضغط السياسي وأوسعها نفوذاً في بريطانيا، وهي اللوبي المسخّر لدعم مصالح دولة إسرائيل .

وعلى الرغم من تمتع هذا اللوبي بنفوذ هائل داخل أعلى الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية، فإنه لا يُعرَف إلاّ القليل عن الأفراد والجماعات التي تنتمي إليه .

وفي هذا البرنامج الوثائقي ينطلق المعلق السياسي، بيتر اوبورن، ليكشف مَن هم هؤلاء، وكيف يموّلون، وكيف يعملون، وما هو النفوذ الذي يملكونه، بدءاً من الجماعات الرئيسية إلى الأفراد الأثرياء الذين يساعدون في توفير الموارد المالية لعملية الضغط وحشد التأييد .

وهو يحقق في مدى شفافية اللوبي وقابليته للمحاسبة والتدقيق، وخاصة في ما يتعلق بتمويله لأعضاء البرلمان، وما يقدمه لهم من دعم مالي . ويتفحص اوبورن الكيفية التي يعمل بها اللوبي داخل البرلمان، والتكتيكات التي يلجأ إلى استخدامها وراء الكواليس، عندما يتعامل مع الإعلام المطبوع أو المذاع .

تعرض صحيفة الغارديان (16/11/2009) ما جاء في ذلك البرنامج، ومنه أنّ المنظمات الموالية لإسرائيل في بريطانيا تتطلع بشوق إلى ازدياد نفوذها اذا فاز المحافظون في الانتخابات القادمة .

وتنقل عنه أيضاً أن نصف وزراء الظل على الأقل، أعضاء في منظمة أصدقاء إسرائيل المحافظون (سي إف آيْ) . ويصف واضعو البرنامج هذه المنظمة بأنها من دون ريب، ذات الصلات الأوسع والأوثق، والتمويل الأفضل، بين جميع جماعات الضغط على الحكومة والبرلمان البريطانيين، ويثبت الفيلم ان التبرعات لحزب المحافظين التي يقدمها جميع أعضاء منظمة سي إف آي، والشركات التابعة لها، تجاوزت 10 ملايين جنيه استرليني على مدى السنوات الثماني الماضية .

ويصف البرنامج، كيف تلقّى ديفيد كاميرون (زعيم حزب المحافظين، وزعيم المعارضة في بريطانيا)، منحة قدرها 15 ألف جنيه من البليونير الفنلندي، بوج زابلودوفيتش، الذي يرأس مجلس ادارة المركز البريطاني الإسرائيلي للاتصالات والأبحاث (بيكوم) . ويكشف البرنامج، أن زابلودوفيتش، يملك مصالح وأعمالاً في إحدى المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة . كما أنه منح المكتب المركزي لحزب المحافظين مبلغ 50 ألف جنيه .

وتلقّى وليام هيغ، بعد تعيينه وزيراً للخارجية في حكومة الظل، هبات شخصية من منظمة سي إف آي، تبلغ عشرات الألوف من الجنيهات . كما ذهب أكثر من 30 الف جنيه من المنظمة المذكورة، إلى تمويل حملة أعضاء فريق كاميرون، الذي انتخب أول مرة سنة ،2005 كما يدعي البرنامج استناداً إلى معلومات متوفرة علناً .

ويقول معدّو البرنامج، إن كل ذلك قانوني، إلا أنه غير معروف جيداً . وفي البرنامج، يقول مايكل ميتس، عضو البرلمان المحافظ، وعضو المجلس الاستشاري الخاص، إن اللوبي الموالي ل إسرائيل، هو أقوى لوبي سياسي في بريطانيا .

وقد أغضب هيغ منظمة سي إف آي، عندما وصف هجوم إسرائيل على لبنان سنة ،2006 بأنه غير متناسب، وقيل إنه واجه تهديدات بسحب التمويل الذي يوفره اللورد كالمز، وهو مانح كبير للمحافظين، وعضو في منظمة سي اف آي .

وقد تعهد كاميرون فيما بعد، بأن لا يستخدم تلك العبارة ثانية، كما يقول البرنامج .

وفي حفل عشاء نظمته المنظمة المذكورة في شهر يونيو/ حزيران، لم يتطرق زعيم الحزب إلى ذكر قتلى عدوان إسرائيل على غزة، وعددهم 1370 فلسطينياً و13 إسرائيلياً . وبدلاً

من ذلك، أثنى على إسرائيل، لأنها استبسلت في حماية حياة الأبرياء .

ومما جاء في البرنامج التلفزيوني، أيضاً، قول ريتشارد دالتون، الدبلوماسي البريطاني السابق، الذي عمل قنصلاً عامّاً في القدس، وسفيراً لدى ليبيا وإيران: لا أصدّق، ولا أظن أحداً آخر يصدّق، أن تلك التبرعات تُمنح لوجه الله .

ومن الجماعات الأخرى الموالية لإسرائيل في بريطانيا، جماعة أصدقاء إسرائيل العماليون، التي يصفها البرنامج بأنها أقل من جماعة سي إف آي، تسليماً في دعمها للحكومة الإسرائيلية . ولكنها أخذت من أعضاء البرلمان البريطاني في رحلات مجانية إلى إسرائيل، أكثر ممن أخذتهم أي جماعة أخرى أكثر من 60 عضواً منذ سنة 2001 .

وقد أخذت جماعة سي إف آي، في السنوات الثلاث الماضية، إلى إسرائيل في رحلات مجانية، أكثر من 30 من المرشحين المحافظين لعضوية البرلمان .

وتزّود بيكوم، شأنها شأن الجماعات الأخرى المرتبطة بالأحزاب البريطانية، الصحافيين ومن بينهم صحافيو الغارديان ببيانات موجزة، وتنظم لهم رحلات إلى إسرائيل . وقد حاولت صرف الأنظار عن أهمية مصلحة زابلودوفيتش في مركز تجاري في مستوطنة معاليه ادوميم المقامة في الضفة الغربية المحتلة منذ سنة ،1967 والتي تأمل إسرائيل في الاحتفاظ بها .

وكانت صحيفة أوبزرفر البريطانية، (4/1/2009)، قد نشرت مقالة أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، أوضحت فيها كيف يفيد اللوبي الموالي لإسرائيل في بريطانيا، من أموال البليونير بوجو زابلودوفيتش، الذي تحدث عنه برنامج البي بي سي الوثائقي .

وجاء في تلك المقالة أن أنشط منظمات حشد التأييد الموالية ل إسرائيل في بريطانيا التي تأخذ الصحافيين إلى إسرائيل في رحلات لاستكشاف الحقائق، وتوفر لهم مقابلة كبار الشخصيات الحكومية قد تلقت ما يقرب من 4 .1 مليون جنيه استرليني خلال سنتين، من المتبرع البليونير، الذي كوّن والده ثروته من صناعة الأسلحة في إسرائيل .

وكان مركز الاتصالات والأبحاث البريطاني الإسرائيلي، المعروف اختصاراً باسم بيكوم، إحدى أنشط المنظمات التي تمارس نشاطها في الخفاء في بريطانيا، أثناء العدوان على غزة، حيث تنظم البياناتِ الصحافية وفرصَ مقابلة كبار الناطقين باسم الحكومة الإسرائيلية .

وأكبر ممول لهذا المركز، هو بوجو زابلودوفيتش، البليونير المقيم في لندن، الذي يتولى الإشراف على حملات حشد التأييد لإسرائيل .

وقد وُلد زابلودوفيتش، البالغ من العمر 55 عاماً في هلسنكي، فنلندا، وهو يعيش الآن في شمال لندن . ويأتي في المرتبة الحادية والثلاثين في قائمة أغنى الرجال في بريطانيا، حيث تبلغ ثروته 2 مليار جنيه، كما ورد في قائمة الصنداي تايمز للأثرياء .

وكان والده، شلومو، أحد الناجين من اوشفتز، وقد أنشأ شركة أسلحة إسرائيلية في خمسينات القرن الماضي، بعد العمل عن كثب مع شمعون بيريز، الذي كان المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية . وبعد وفاة شلومو سنة ،1904 حلّ ابنه محله في إدارة الأعمال .

ورغم الأدلة الدامغة التي يأتي بها فيلم البي بي سي الوثائقي، على نشاط اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا، هب المدافعون عن إسرائيل لدحضه، والتصدي لما سمّوه الحملة الإعلامية ضدّ الدولة اليهودية .

من ذلك ما كتبه في صحيفة وول ستريت جورنال (18/11/2009)، مدير الشؤون الدولية في جمعية هنري جاكسون، روبين شيبرد، الذي اعتبر أن هنالك سلسلة من الأعمال المنظمة التي جرت في بريطانيا، واستهدفت إسرائيل، يقول: فيما يلي جزء صغير من الأحداث التي وقعت في بريطانيا منذ انتهاء عملية الرصاص المسكوب الإسرائيلية في وقت سابق من هذا العام .

فرضت الحكومة حظراً جزئياً على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وامتنعت عن التصويت ضد تقرير غولدستون في الأمم المتحدة . وقد أيد كل من منظمة الحرب الخيرية على الحاجة والعوز، ومنظمة العفو الدولية فرع بريطانيا، كتاباً مناوئاً ل إسرائيل كتبه بن وايت، عنوانه الفصل العنصري الإسرائيلي: دليل للمبتدئين، كما دعا مؤتمر اتحاد التجارة في اجتماعه السنوي إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، بالإضافة إلى حظر تام لتصدير الأسلحة اليها .

ويتابع الكاتب قائلاً: وفي وسائل الإعلام، شنت صحيفة الغارديان حملتها المفرطة ضد الدولة اليهودية، وتستمر البي بي سي في استخدام نفوذها الهائل على الرأي العام البريطاني، لتبرئة المعارين للسامية والكافرين بالهولوكوست في الشرق الأوسط .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"