عادي
تحت رعاية رئيس الدولة

هزاع بن زايد يفتتح مؤتمر الدفاع الخليجي

07:23 صباحا
قراءة 8 دقائق

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، افتتح سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بحضور الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة صباح أمس، مؤتمر الدفاع الخليجي بمشاركة وفود رسمية رفيعة تمثل 33 دولة إضافة إلى كبار قادة القوات المسلحة الإماراتية وعدد كبير من السفراء والدبلوماسيين ومديري شركات الدفاع والخبراء .

وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي جرى في نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي تقدم اللواء الركن طيار (م) خالد عبدالله البوعينين رئيس مؤسسة إينغما المنظمة للمؤتمر بالشكر للحضور على مشاركتهم، متناولاً التغيرات الديناميكية في المنطقة والعلاقات الدفاعية والأمنية في المنطقة، مؤكداً أهمية معرض أيدكس الذي تعرض من خلاله الدول إمكاناتها التكنولوجية في مجال الدفاع .

واستهل الجلسة الافتتاحية جان ايف لو دريان وزير الدفاع الفرنسي بإلقاء كلمته الرئيسة التي أبرز فيها وجهة النظر الفرنسية في ما يتعلق بأهمية التعاون الأمني والدفاعي الإقليمي، مشيراً إلى عدد من التهديدات بما فيها التهديدات النووية والإرهاب .

وأشاد بالدور المهم الذي ظل يلعبه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في التطور الكبير الذي ظلت تشهده العلاقات بين الدولتين في كافة المجالات .

وقال إن فرنسا ارتبطت منذ قديم الأزل بعلاقات وثيقة مع العالم العربي وخلال فترة 40 عاماً أضحت واحدة من أبرز شركاء دول مجلس التعاون الخليجي خاصة في مجالات الدفاع وهو ما تشهد عليه الاتفاقات العديدة الموقعة في المجالات الدفاعية، مشيراً إلى أن إنشاء قاعدة مشتركة في أبوظبي يدلل بوضوح على مدى التزام فرنسا كقوة عالمية بالتعاون مع شركائها المتميزين في مجالات تعتبر ذات أهمية قصوى للعالم بأجمعه .

كما أشاد بمدى التقدم الذي وصلت إليه علاقات بلاده مع دولة الإمارات، موضحاً أن العلاقات مع الإمارات لا تقتصر فقط على التعاون الدفاعي بل تتعداه لمجالات أخرى من ضمنها التكنولوجيا الحديثة .

وقال إن هناك ثلاث أزمات رئيسة تدل على حجم التهديدات التي نواجهها والتي تتطلب منا تكييف استراتيجياتنا الدفاعية والأمنية وهي الانتشار النووي والإرهاب العالمي والتهديدات الكيماوية بما تحمله من مخاطر تهدد استقرار المنطقة، مشيراً تحديداً إلى إيران وسوريا ومالي .

وأشار إلى أن هناك العديد من التحديات أبرزها وضع حد للانتهاكات الإيرانية لالتزاماتها الدولية والحصول على ضمانات بأن برنامجها هو برنامج سلمي بحت ومنعها من الحصول على أداة يمكن أن تبتز بها جيرانها في المستقبل وأخيراً الحد من الانتشار النووي والذي بات يهدد أمن وسلامة المنطقة والعالم .

وقال ان مسؤوليتنا تتمثل في تثبيط الجهود وضمان الجدوى من اتفاقية منع الانتشار النووي تحقيقاً لسلامة وأمن الجميع وهذه المسؤولية تلخص التزام فرنسا بالجمع بين الصرامة وعدم التهاون وكذلك الانفتاح على الحوارات الجادة والبناءة، مشيراً إلى أن العقوبات المفروضة على إيران هي السبيل الوحيد لإجبارها للعودة إلى طاولة المفاوضات فإيران تعرف جيداً أنها سوف تستعيد ثقة المجتمع الدولي فقط إذا ما سلكت درب المفاوضات بنية خالصة ومن دون شروط مسبقة .

وحول الوضع في سوريا قال نحن ودول الخليج من أوائل المعترفين بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري وكنا أيضاً مع دول الخليج من أوائل الدول التي سارعت لتقديم المساعدات الإنسانية .

وأشاد وزير الدفاع الفرنسي بالجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، مؤكداً أن فرنسا ستواصل التنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي للمساهمة في وضع حد لهذه الأزمة .

وحول الوضع في مالي أوضح أن القوات المسلحة الفرنسية دخلت مالي منذ 11 يناير/ كانون الثاني استجابة لنداء أطلقه رئيس مالي للحد من هجمات العناصر الإرهابية هناك حيث بات خطر قيام ملاذ آمن للإرهاب مصدراً للمخاوف في إفريقيا وأوروبا وهو ما يبرر التعبئة الفرنسية والقرار رقم 2085 الناجم عنها .

وأشار إلى أن التزام فرنسا تجاه الشرق الأوسط هو التزام ثابت ودائم وهو لا يهدف فقط لإقامة علاقات تجارية بل شراكات استراتيجية تعمل على تحليل مشترك لكافة المهددات وعلى الخروج بأفضل السبل لمجابهتنا . شراكات تستند إلى التطوير والإنتاج المشترك لتعزيز العلاقات الدفاعية وبرامج التسليح المشترك .

وفي هذه الأجواء العالمية التي يكتنفها الغموض والتعقيد والمهددات فإن الشراكات الاستراتيجية القائمة على الصداقة والتعاون والثقة المتبادلة سوف تعيينا على تجاوز كافة تحديات الغد .

أمن الخليج

بعد ذلك، ألقى اللواء الركن طيار رشاد محمد سالم عبيد السعدي قائد كلية الدفاع الوطني في الإمارات كلمة القوات المسلحة الإماراتية قال فيها يشكل أمن الخليج العربي أهمية إقليمية ودولية على حد سواء وبالتالي فان مسؤولية حفظه وتأمين سلامة ممراته البحرية ليست محلية فحسب بل عالمية .

وقال تعمل قيادة دولة الإمارات على مضاعفة جهوزيتها العسكرية والأمنية وتعزيز التعاون مع دول الجوار والمجتمع الدولي لتعزيز السلام في المنطقة والعالم .

وأضاف أن القيادة الاستراتيجية تعتمد التوازن في بناء قدرات قواتها البرية والبحرية والجوية والقوات الخاصة، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية والقتالية لقواتنا المسلحة، كما أن القوات المسلحة أسهمت وتسهم بدعم قوات حفظ السلام في أماكن عدة من العالم وهي مستعدة دائماً للمساعدة على أعمال الإغاثة في المناطق التي تشهد كوارث طبيعية حول العالم .

واختتم الجلسة الافتتاحية فيليب دون وزير دولة لمعدات الدفاع والدعم والتكنولوجيا في المملكة المتحدة، مشيراً إلى أهمية الحوار الاستراتيجي البريطاني الإماراتي في مجال الأمن وتأثيره في ازدهار منطقة الخليج، مشدداً على دور الثقة في المصالح المشتركة .

الجلسة الأولى

وقدم اللواء الركن علي محمد صبيح الكعبي المستشار العسكري لسمو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، ورقة عمل خلال الجلسة الأولى لمؤتمر الدفاع الخليجي، تناول فيها دور القوات العسكرية في عمليات الإغاثة الإنسانية وحفظ السلام وتجربة دولة الإمارات الغنية في مجال المساعدات الإنسانية للدول المنكوبة .

وقال إن نسبة المساعدات الإنسانية من قبل دولة الإمارات للعالم شهدت زيادة بنسبة 2 .54% منذ عام 2010 إلى الآن، لافتاً إلى أن تنامي الحاجة للمساعدات الإنسانية في العالم بسبب ازدياد حالات التوتر والنزاعات والكوارث الطبيعية .

وأكد اللواء الكعبي أن الإمارات تقدم المساعدات للدول المنكوبة التي تتعرض للكوارث وتمر في الأزمات من دون أي أهداف سياسية او عقائدية أو فكرية، بل إنها تنطلق في نجدتها للأخرين من هدف إنساني بحت منزه عن الغايات ويستند إلى الإرث الأخلاقي والعادات والقيم الأصيلة لدولة وشعب الإمارات .

وقال إن برنامج الإمارات للمساعدات الإنسانية يسعى إلى القضاء على الفقر والجوع، وتوفير التعليم الأساسي، المساواة بين الرجل والمرأة، حماية الأطفال من الاستغلال، مكافحة الأمراض المعدية والسارية، تحقيق الاستدامة البيئية، إضافة إلى تعزيز الأمن والاستقرار العالمي .

وأشار إلى الجهات الإماراتية المانحة والمشاركة في المساعدات الإنسانية للدولة ومنها وزارة الخارجية، وزارة شؤون الرئاسة، القوات المسلحة، وزارة الداخلية، القيادة العامة لشرطة أبوظبي، القيادة العامة لشرطة دبي، مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للاعمال الإنسانية، مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية، مؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية .

وأوضح أن نطاق الدعم الإنساني الذي تقدمه القوات المسلحة الإماراتية للدول المنكوبة والتي تمر بكوارث وازمات يشمل عمليات البحث والإنقاذ وتأمين المسكن والمأوى، والإمدادات الغذائية، كما يشمل مشاريع البنى التحتية مثل بناء السدود والآبار ومحطات تحلية المياه، والمساعدات المالية من منح وقروض حيث تعتبر دولة الإمارات من الدول الأكثر سخاء على مستوى العالم في إغاثة الشعوب المنكوبة مادياً، إضافة إلى الدعم الأمني الذي يتضمن مهاماً مختلفة مثل نزع الألغام وحفظ الأمن والاستقرار في مناطق الأزمات .

وعرض اللواء الكعبي لنماذج عن المهام الإنسانية التي نفذتها القوات المسلحة الإماراتية في كل من باكستان وأفغانستان وسوريا وليبيا واليمن ولبنان، مشيراً إلى الدروس المستفادة من هذه المهام والتي تتلخص في إعطاء الألوية للاحتياجات الإنسانية في المناطق المنكوبة وأهمية التنسيق بين جميع الجهات المشاركة على الأرض تلافياً للازدواجية في العمل وتعارض المهام .

وبدوره، قدم اللواء نيكولاوس زكارياديس رئيس الأركان، فيلق الانتشار السريع التابع لمنظمة حلف شمال الأطلسي ( الناتو)، اليونان، ورقة عمل عن نقل القوات العسكرية كحاجة استراتيجية ملحة، وتحقيق المقاربات في مجال التطور التكنولوجي والعقائدي .

وقال إن نقل القوات المسلحة برياً يعتمد على معطيات لوجستية دقيقة تتطلب تنسيقاً عالياً بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة، بما يضمن سلامة هذه القوات وتادية مهامها بنجاح، مشيراً إلى أهمية التركيز على المنظومات الدفاعية خلال نقل القوات والتي تسمح باستشعار المخاطر واعتراض كل التهديدات لاسيما الصاروخية منها .

ومن جانبه تحدث فيليب دون وزير دولة لمعدات الدفاع والدعم والتكنولوجيا بالمملكة المتحدة، خلال ورقة العمل التي قدمها في الجلسة الأولى للمؤتمر، عن أهمية الأمن الخليجي ودولة الإمارات بالنسبة إلى المملكة المتحدة، موضحاً الالتزام بأمن الخليج والذي تضعه بريطانيا ضمن أولوياتها .

وقال إن هناك العديد من الشراكات والعلاقات التي تربط بريطانيا بدول الخليج وتعود إلى مئات السنين وهي علاقات متأصلة قائمة على الثقة المتبادلة، مشيراً إلى أن بريطانيا تدعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية سواء من خلال حلف الناتو والأمم المتحدة، وتعمل دائماً مع حلفائها لضمان أمن الخليج الذي يعد أولوية مطلقة لها .

وأعرب عن اهتمام بريطانيا بعقد شراكات عدة والاشتراك في المهمات الدفاعية سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، وقد تم إطلاق شراكات في الشهر الماضي، وهناك نحو 1500 من القوات البريطانية منتشرة من أجل تنفيذ مهام دفاعية، و300 ألف منتشرون في منطقة الخليج يأتون بحسب المهمات الموكلة إليهم وتقديم خدمات متعددة .

ولفت إلى أن الدول الخليجية لعبت دوراً مهماً في ليبيا من أجل حماية الشعب الليبي، وكان نموذجاً للتعاون بين المجتمع الدولي والدول الخليجية التي تؤيد تغيير الوضع في سوريا .

وكشف عن إطلاق مبادرة في العامين المقبلين تمتد إلى عام 2020 ستستند إلى مبادئ معينة تقوم على زيادة أشكال التعاون والمشاريع المشتركة، وخاصة أن دول الخليج لديها موقع جغرافي استراتيجي ومقدرات كبيرة على مستوى القوات والمعدات اللوجستية، مرحباً بأي تعاون من أجل ضمان الأمن البحري . مشيراً إلى أنه تم تدريب 6 آلاف خليجي ليكونوا من أمهر الفنيين .

وأعرب عن دعم بريطانيا الكامل لتحقيق أمن الخليج، والعمل على مواكبة المستجدات لضمان الأمن .

ومن جهته، قال الفريق فنسنت بروكس، قائد الجيش الثالث في القيادة الوسطى بالجيش الأمريكي، ان طبيعة الحرب تتغير في العمليات البرية ويجب الأخذ بعين الاعتبار التطورات التي تطرأ على العمليات في المستقبل، لافتاً إلى أن هناك توجهاً متزايداً إلى تحالفات من اجل تقديم نموذج للاشتراك أو الالتزام بحماية امن المجتمعات بخلاف القرن الماضي وما شهده من حروب وتهديدات .

وتناول هجمات القرصنة الإلكترونية التي تتعرض لها المواقع الحكومية وتشكل تهديداً على منظومة المعلومات، مؤكداً ضرورة تطوير القدرات لمواجهة تلك التحديات التي تستخدم ضد العمليات العسكرية .

الجلسة الثانية

وجاءت جلسة العمل الثانية بعنوان التحولات في القوات الجوية المستقبلية، ترأسها العقيد فابيان أوشنير، رئيس الدفاع الجوي الأرضي بمركز العمليات الجوية السويسرية، قدم خلالها الفريق اندريه بلاتمان، القائد العام للقوات المسلحة السويسرية ورقة عمل حول المهام الجديدة للدفاع الجوي الأرضي .

وقدم اللواء هوانغ جونغ سو، نائب رئيس أركان الجيش لقوة التخطيط بكوريا الجنوبية ورقة عمل بعنوان إدارة برامج شراء الطائرات دون طيار الحالية تلبية للمتطلبات المستقبلية . . مأزق جهوزية القوات، فيما تناول اللواء ليسزيك سفويدزنسكي، مدير قسم سياسة التسليح بوزارة الدفاع بولندا، تنقل الدفاع الجوي ودعم القوات البرية في المعركة الحديثة .

وجاءت جلسة العمل الثالثة تحت عنوان نشر القوات البحرية والعمليات البحرية المستقبلية ترأسها الدكتور ثيودور كاراسيك، مدير البحوث والاستشارات بمؤسسة إينغما، قدم خلالها الفريق ركن بحري مارين غيليه، قائد المنطقة البحرية في المحيط الهندي - فرنسا، ورقة عمل بعنوان بيئة العمليات البحرية المستقبلية ونتائجها .

وقدم الفريق الأول جيبوزيبي دي جيورجي رئيس أركان القوات البحرية الإيطالية، ورقة عمل بعنوان الخفاء والقوة النارية في الحرب البحرية الجيل القادم من السفن الحربية، فيما تناول الفريق البحري محمد شفيق رئيس هيئة الأركان البحرية الباكستانية، قدرات النظم المتعددة المهام للقوات البحرية في القرن الحادي والعشرين ومواجهة التحولات في بيئة العمليات .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"