عادي

سنان أنطون: الرواية توثق ما سقط من التاريخ

03:24 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: «الخليج»

استضاف مقهى «الراوي» الثقافي في واجهة المجاز المائية بالشارقة، الروائي العراقي سنان أنطون في جلسة حوارية تناولت النسخة المترجمة للإنجليزية من روايته «فهرس».

تحدث الكاتب، خلال الجلسة التي أدارتها مينا العريبي، رئيس تحرير صحيفة «ذا ناشيونال»، عن تأثره العميق بالحرب في وطنه الأم العراق، حيث نقل من خلال روايته صوراً واقعيةً عن الحياة اليومية التي عاشها المدنيون في ذلك الوقت، والتي «غالباً ما كانت تمحى من ذاكرة التاريخ». وأكد الكاتب أن الرواية محاولة للتكيف مع الشعور بالفقد وإدراك حجم الخسارة، قائلاً: «الرواية تبدأ ما أن تولد الفكرة في مخيلتي، والكتابة ليست مجرد سرد لقصة ما؛ وبما أن كتابي هذا يحكي عن الدمار، كان لابد لي أن أعكس هذا في بنيته».

والرواية، التي تعتبر شهادة مؤثرة عن الصدمة التي عاشها الشعب العراقي بأكمله في خضم الصراعات، هي نسيج سردي يجمع بين وجهة نظر نمير، باحث عراقي شاب حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة هارفارد، ووجهة نظر ودود، بائع كتب غريب الأطوار قام بتصنيف كل ما دمرته الحرب.

وقال أنطون: «أكتب بالدرجة الأولى للقراء العراقيين والعرب، وكتابي هذا يقدم صورةً عن أشياء ذات أهمية تراثية ويتناول العديد من التقاليد الاجتماعية المتأصلة في تفاصيل حياة المجتمع العراقي، وذلك من خلال بثّ الحياة في الجماد مثل سجادة الكاشان، التي كانت تزين أرضيات المنازل السعيدة، والأشجار التي أكتب على لسانها لأجسد المعاناة والألم الذي تشعر به عند قطعها».

وأضاف: «الشعر الجاهلي غني بالقصائد التي جسدت الأشياء كما لو كانت كائنات حية؛ وفي روايتي هذه استفدت من اطّلاعي على الشعر كثيراً، حيث مزجت بين الشعر والنثر والخبر لأقدم رواية لا تقلد أنماط الرواية الغربية السائدة، بل ابتعدت عنها لأقدم عملاً جديداً ومبتكراً».

وتحدث المؤلف أيضاً خلال الجلسة عن رحلته لوطنه الأم العراق سنة 2003، بعد أن تركه سنة 1991، والتي تحاكي حياة نمير في الرواية، حيث قال: «قرأت الكثير عن العراق لأعرف كل ما كان يحدث، واعتقدت أنني مستعد تماماً للعودة، لكن صدمة رؤية ذلك الكم الهائل من الألم والدمار كان أمراً محزناً للغاية، حيث وجدت المدن مدمرة والناس يعانون الويلات تحت وطأة الحرب».

ونظم المقهى على هامش الجلسة، حفل توقيع خاص للروائي على مجموعة من مؤلفاته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"