دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إيران إلى لعب دور بناء في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وقال إن اليابان عازمة على بذل أقصى ما في وسعها للمساعدة، فيما قال الرئيس الإيراني إنه ناقش مع آبي ملف إزالة التوتر في المنطقة، مشيراً إلى أن رئيس وزراء اليابان كان متفائلاً بشكل ملحوظ بالنسبة للمستقبل، وأكد أنه يرى تطورات إيجابية في المنطقة، وسط تلميح إيراني للاستعداد للتفاوض مع واشنطن. وقبل ذلك قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الأزمة مع إيران باتت تحت السيطرة، مشيراً إلى أنه لا يريد أن يسمع الهتاف الإيراني «الموت لأمريكا».
وقال آبي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع روحاني في طهران «في ظل التوترات المتفاقمة، لا بد أن تلعب إيران دوراً بناء في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط حتى لا تزيد الاضطرابات أو تقع اشتباكات عارضة»، داعياً إلى ضرورة وقف الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط مهما كان الثمن.
وتوقع روحاني «تغييراً إيجابياً جداً» في الشرق الأوسط والعالم إذا ما أوقفت الولايات المتحدة ضغوطها الاقتصادية على بلده عبر العقوبات المفروضة عليه. وأضاف أنه سيعد بدعم رئيس وزراء اليابان ومساندته للخطة المشتركة، واستماعه لتصريحات المسؤولين، خاصة أن هذا الاتفاق النووي يعود بالنفع على المنطقة والعالم كله. وأشار الرئيس الإيراني إلى أن رئيس وزراء اليابان أكد أن إيران تتطلع للاستمرار في هذا الاتفاق، وخطوات ستكون في هذا الموضوع، لافتاً إلى أنه طالب رئيس وزراء اليابان بأن يكون هناك نوع من التعاون بين البلدين.
ويعول النظام الإيراني المأزوم اقتصادياً وسياسياً، على زيارة آبي لطهران في طلب التوسط لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى يتم تخفيف العقوبات المفروضة على طهران. وقال مسؤولون إيرانيون، إن طهران ستعتبر أي تيسير أمريكي لصادرات إيران النفطية بادرة حسن نية لتهدئة التوترات، حسبما نقلت وكالة «رويترز» عن المسؤولين الذين لم تسمهم.
وقال مسؤول إيراني كبير ل«رويترز» إنه «بإمكان اليابان المساهمة في تخفيف التوتر الجاري بين إيران وأمريكا، كبادرة حسن نية، يجب على أمريكا إما رفع العقوبات النفطية غير العادلة أو تمديد الإعفاءات أو تعليقها (العقوبات)». وقال مسؤول آخر «آبي يمكن أن يكون وسيطاً مهماً لتيسير ذلك».
ولمح رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، أمس، إلى استعداد بلاده للتفاوض مع الإدارة الأمريكية، عقب استقبال رئيس الوزراء الياباني بعد ظهر أمس، وذلك في معرض حديث لاريجاني عن زيارة آبي إلى طهران.
من جانب آخر، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، أن الأزمة مع إيران تحت السيطرة.
وقال في خطاب توجه فيه إلى أنصاره في أيوا، منتقداً سياسة الإدارة السابقة في ملف إيران: «الإدارة السابقة منحت إيران 150 مليار دولار، كما نقلت ملايين الدولارات نقداً عبر الطائرات إليها، وكل ما حصلنا عليه في المقابل، اتفاق سيئ»، في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة أخرى.
وتابع قائلاً: بعد التوقيع هتف الإيرانيون الموت لأمريكا، متسائلاً: «كيف يوقع مسؤول أمريكي اتفاقاً مع أناس يهتفون الموت لأمريكا؟!».. وأضاف أن هذا الشعار لم يعد يسمع في الوقت الحالي، وقال: «من الأفضل ألا أسمعه». (وكالات)
