عادي
بعد فوزه بجائزة العام الثقافية من جائزة الشيخ زايد للكتاب

شيخ الأزهر الشخصية الإسلامية لجائزة دبي الدولية للقرآن

04:34 صباحا
قراءة 5 دقائق
اختارت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها السابعة عشرة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف شخصية العام الإسلامية . وقال المستشار إبراهيم محمد بوملحة رئيس اللجنة العليا المنظمة للجائزة إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بارك وأثنى على اختيار الجائزة لفضيلة الدكتور أحمد الطيب، وأبدى سموه ارتياحاً كبيراً واستحساناً لهذا الاختيار، مؤكداً أن الشيخ الطيب يعتبر رمزاً للوسطية الإسلامية، ويترأس مؤسسة من أعرق المؤسسات الدينية التي ساهمت في تخريج وتبني أعداد كبيرة من أبناء الأمة الإسلامية من أجل التعليم والدراسة على أيدي علماء أجلاء .

وأشار المستشار بوملحة إلى أن اختيار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ليكون شخصية العام الإسلامية جاء بعد دراسة متأنية لعدد من الشخصيات والمؤسسات الإسلامية المرشحة على مستوى العالم، لافتاً إلى أن هذا الاختيار تم منذ أكثر من ستة أشهر تقريباً، إلا أنه ظل طي الكتمان حتى حانت لحظة الإعلان، لافتاً إلى أن فضيلته يزخر بالعطاء في مجال العلوم الشرعية، وأنه تدرج في المناصب في الأزهر الشريف حتى أصبح مفتياً لجمهورية مصر العربية، ثم رئيساً لجامعة الأزهر، وعمل فترة مدرساً للعلوم الشرعية في جامعة الإمارات .

وأكد المستشار أن الأزهر الشريف كان ولا يزال المنهل للعلم والفكر الشرعي، وله خدمات جليلة على عموم المسلمين كافة في العالم، من خلال تبني وتعليم أبناء المسلمين على المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل، لافتاً إلى أن من خريجي جامعة الأزهر من أصبح رئيساً في دولته، كما أن للأزهر الشريف فضلاً على أبناء الإمارات، حيث قدمت أول بعثة من الأزهر لتعليم أبناء الإمارات .

وأضاف أن الشيخ الطيب هو الشخصية الإسلامية رقم ،17 التي يتم تكريمها عبر الجائزة، حيث كان على رأس المكرمين بها المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وكان أول المكرمين باختيارهم الشخصية الإسلامية في دورتها الأولى فضيلة الشيخ المرحوم بإذن الله، محمد متولي الشعرواي إلى جانب العديد من اعلام الشخصيات الإسلامية، بالإضافة إلى تكريم الأزهر الشريف كمؤسسة جامعة، وكان الشيخ الدكتور الطيب هو من قام أيضاً بتسلم الجائزة عندما كان رئيساً لجامعة الأزهر الشريف .

وأفاد المستشار بوملحة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في مقر الجائزة بحضور عدد من أعضاء اللجنة المنظمة أن الدكتور أحمد الطيب يعتبر من العلماء الأجلاء فقد قام بتأليف عدد من الاعمال العلمية في الفلسفة الإسلامية وغيرها وترجم العديد من الكتب الإسلامية إلى الفرنسية التي يجيدها بطلاقة .

وأشار المستشار بوملحة إلى أنه تم ابلاغ فضيلة الإمام الأكبر باختياره للشخصية الإسلامية للجائزة لهذا العام، حيث أبدى شكره وتقديره لدولة الإمارات بشكل عام، ولجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بشكل خاص، وأكد حضوره قبل موعد الاحتفال والتكريم في العشرين من شهر رمضان الكريم بيوم أو يومين، حيث تجري حالياً الترتيبات الخاصة بقدومه واستقباله على أرض مطار دبي .

وحول تكريم الإمارات له مرتين خلال شهرين، قال المستشار بوملحة إن التكريم الأول الذي ناله فضيلة الإمام الأكبر كان من أبوظبي عبر اختيار جائزة الشيخ زايد للكتاب، حيث فاز بجائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية، أما في دبي فهو يفوز بجائزة شخصية العام الإسلامية، لافتاً إلى أن اختيار الطيب لتلك الجائزة كان منذ عدة أشهر، ولكن كعادة الجائزة لا يعلن عن اسم الفائز إلا في الوقت المناسب وقبل تكريمه بأيام .

وفيما يتعلق بالحفل الختامي قال المستشار بوملحة إنه من المقرر أن يقام حتى الآن في غرفة تجارة وصناعة دبي في العشرين من شهر رمضان الفضيل، تحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله .

من جانبه، قال سامي قرقاش عضو اللجنة المنظمة للجائزة ان حفل هذا العام يقام تحت شعار السلام عليك يا رسول الله، مؤكداً أن جميع الآيات القرآنية التي سيقوم بتلاوتها بعض المتسابقين في الحفل الختامي سيتم اختيارها من تلك التي تتحدث عن الرسول الكريم وصفاته، وأيضاً الكلمات التي تلقيها اللجنة المنظمة، أو لجنة التحكيم ستدور في المعنى ذاته، مشيراً إلى أن فقرات الحفل هي كالمعتاد كلمات، وآيات قرآنية، وتكريم المتسابقين، والشخصية الإسلامية بحضور راعي الحفل، بالإضافة إلى فيلم تسجيلي عن الجائزة منذ انطلاقتها حتى اليوم .

ولد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في قرية القرنة التابعة لمحافظة الأقصر المصرية عام 1365 هجرية الموافق 6 يناير ،1946 في أسرة دينية، ووالده كان من أهل العلم والصلاح، وتعلم فضيلته في المدارس الأزهرية، ثم جامعة الأزهر، وحفظ القرآن وقرأ المتون العلمية على الطريقة الأزهرية الأصيلة ثم التحق بشعبة العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة حتى تخرج فيها بتفوق عام 1969 .

أما المؤهلات العلمية التي حصل عليها فقد حصل فضيلته علي درجة الدكتوراه شعبة العقيدة والفلسفة عام ،1977 وسافر إلى فرنسا لمدة ستة اشهر في مهمة علمية إلى جامعة باريس حيث درس الفرنسية واجادها إجادة تامة .

وكان فضيلته قد عين معيداً في كلية أصول الدين عام ،1969 ثم مدرساً مساعداً، وتدرج حتي عين استاذاً عام ،1988 وانتدب عميداً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة المنيا عام ،1990 ثم عميداً لكلية الدراسات الإسلامية للبنين في أسوان عام ،1995 وعين عميداً لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان عام 1999 حتى عام 2000 ثم رئيساً لجامعة الأزهر عام ،2003 وأسس فضيلته الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، كما عمل فضيلته في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، وجامعة قطر، وجامعة الإمارات .

وشارك فضيلته في العديد من المؤتمرات واللقاءات الإسلامية والدولية منها المؤتمر الدولي التاسع من أجل السلام في فرنسا، ومؤتمر القمة المتبادل بين الأديان في نيويورك، ومؤتمر الثقافة والأديان في منطقة البحر المتوسط في روما، والمؤتمر العالمي لعلماء المسلمين في إندونيسيا، كما إنه عضو في العديد من المجالس الإسلامية والأكاديميات .

وحصل فضيلة الإمام الأكبر على عدد من الأوسمة والتكريم منها منحه الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، وشهادة عضوية في أكاديمية آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، تقديراً لجهوده في شرح جوانب الدين الإسلامي الحنيف بوسطيته، وتسلم جائزة الشخصية الإسلامية لجامعة الأزهر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2003 .

وقدم فضيلته عدداً من المؤلفات في فلسفة ابي البركات البغدادي، ومباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف، ومفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والماركسية، ومباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف، إضافة إلى قيامه بعدد من الأبحاث المنشورة في مجلات علمية محكمة، كما قام بترجمة العديد من الكتب المكتوبة بالفرنسية إلى العربية .

وعين شيخ الأزهر مفتياً للديار المصرية عام ،2002 وهو في عمر ال56 عاماً، وأصدر ما يقرب من 2835 فتوى مسجلة في دار الافتاء المصرية، ثم رئيساً لجامعة الأزهر، ثم شيخاً للأزهر الشريف عام 2010 خلفاً للإمام الراحل محمد سيد طنطاوي، ولا يزال يشغل هذا المنصب .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"