عادي
أحد أبرز الراصدين الفلكيين شهرة في كل العصور

تشارلز ميسييه صائد السدم والمجرات

01:42 صباحا
قراءة 7 دقائق
إعداد: عثمان حسن

من غيره سيدون اسمه بجانب كل مجرة، أو سديم، أو تجمع نجوم، وحتى مذنب من غيره الفلكي الفرنسي الأشهر تشارلز ميسييه، الذي وضع مصنفاً، أو فهرساً، أسماه «دليل ميسييه»، وهو أول كتالوج نظامي للسدم، ومجموعات أو أشباه النجوم، ويمكن رؤيتها من نصف الكرة الشمالي. ما زال «دليل ميسييه» إلى اليوم، يمثل مرشداً لهواة الفلك حول العالم، كما يعيد «تشارلز ميسييه» اسماً سيخلده علم الفلك، بوصفه الأشهر على مر العصور.. كان عام 1758 بداية اكتشافه لأول سديم، وهو سديم السرطان، أطلق عليه ميسييه 1، أو M1 وهكذا توالت اكتشافاته لتصل إلى 103 كما تضمنت 21 مذنباً.
ولد تشارلز ميسييه في 26 يونيو 1730، هو الابن العاشر لعائلة ثرية تضم 12 طفلاً من لورين، فرنسا، كانت الأوقات صعبة للغاية في ذلك الوقت، حتى بالنسبة للأثرياء.
توفي نصف أشقائه في حين كان تشارلز، لا يزال صغيراً جداً، حين بلغ 11 عاماً، كان والده قد مات أيضاً، لكنه ترك في رعاية شقيقه البالغ من العمر 24 عاماً، وكان يعمل إدارياً في البحرية، وكما لو أن الحظ سيقف بجانبه، وبينما كان تشارلي الصغير يلعب، سقط من النافذة في فناء المنزل، فكسر عظم فخذه، ولأن العناية الطبية لم تكن كحالها اليوم، فقد أخذه أحد المزارعين واعتنى به بأفضل ما يستطيع، وكتب لأخيه الأكبر، أن الفتى تشارلز، سيكتب له الشفاء التام، ومع ذلك، عندما عاد أخوه الأكبر، ولاحظ الإصابات التي لحقت به، أخرجه على الفور من المدرسة المحلية، وتولى تعليمه وتدريبه بنفسه لمدة ثماني سنوات، في العمل الإداري والتنظيمي.
عانى تشارلز من الضيق، وشعر بأنه مقيد تماماً خلال تلك الفترة، إلا أن ما تعلمه، سيفيده لاحقاً في كيفية اتباع أسلوب يساعده في المراقبة الدقيقة الغنية بالتفاصيل.
تعرض تشارلز ميسيه للعض من قبل حشرة، أثناء ظهور المذنب الضخم ذي الأذيال الستة، وكان عمره 14 عاماً، كما سنحت له فرصة مشاهدة كسوف حلقي شمسي بجوار مسقط رأسه في 25 يوليو 1748.
بعد مرور عام تقريباً، أوشكت السنة الدراسية على الانتهاء، ومثل معظم الشباب في عصره، تاه هنا وهناك، على غير هدى، غير قادر على تحديد مصيره، وصار ليس متأكداً من الاتجاه الذي ستأخذه إليه الحياة.. في عام 1751، تمت إعادة تنظيم هذا الجزء من فرنسا حينذاك، فآثر شقيقه الأكبر أن يظل في عمله، كان ميسييه قد بلغ 21 عاماً، ولزم عليه تحديد مستقبله، في ذلك الوقت، توفرت فرصتان للعمل أمامه، إحداهما في الإدارة الملكية والثانية في مجال علم الفلك، وهنا، اختار ميسييه العمل في القسم الفلكي البحري؛ حيث غادر إلى باريس في 23 سبتمبر 1751، وباشر العمل في قاعة باردة بالكلية البحرية، ساعدته موهبته في إتقان الكتابة اليدوية، على نسخ الخرائط، إلى جانب مدير المرصد البحري «ديليسيل كيندا» الذي أحبه، وقام بتعليمه كيفية استخدام الأدوات البحرية في الرصد، فضلاً عن تدوين الملاحظات، كما عينه مساعداً له، وكانت أول ملاحظة موثقة لتشارلز ميسييه، لها صلة بمرور عطارد في 6 مايو 1753. وقد قام ديليسل نفسه بتعريف ميسييه على بدايات علم الفلك، وكيفية حساب المواضع الدقيقة للنجوم وتدوين الملاحظات وتوثيقها. منحت هذه الفرصة ميسييه مهارة كبيرة في مجال الفلك من شأنها أن تخلد في إنجازاته في نهاية المطاف، وفي عام 1754، تم تعيينه رسمياً كموظف في مخزن البحرية.
انتخب ميسييه في الجمعية الملكية في لندن عام 1764 والأكاديمية الفرنسية للعلوم في عام 1770، وتوفي في عام 1817 عن عمر يناهز 86.

إضافة جديدة

في 19 أكتوبر/‏‏تشرين الأول 2017، كتب «جيك باركس» تحت عنوان: «ناسا تضيف صوراً جديدة إلى كتالوج «هابل ميسييه».. جاء فيه استخدمت «ناسا» صوراً من تلسكوب هابل الفضائي، لإنشاء نسختها الخاصة من «فهرس ميسييه» التي أصبحت أكبر قليلاً.. كانت الصورة الملتقطة واحدة من 12 إضافة جديدة من «هابل ميسييه» وتضمنت 64 (من 109) من أجسام ميسييه، وهي عبارة عن مجرة حلزونية مذهلة، تقع على بعد حوالي 33 مليون سنة ضوئية في كوكبة ليو.. تحتوي المجرة على حوالي 40 مليار نجمة، وقد اكتشفها بيير ميكتشن، زميل تشارلز ميسييه في عام 1781.. وفي 16 مارس 2018، كان علماء الفلك الهواة من جميع أنحاء العالم يستعدون لماراثون ميسييه السنوي.. يحاولون اكتشاف أكبر عدد ممكن من الأجسام الموجودة في كتالوج ميسييه الشهير في ليلة واحدة بلا قمر.

ما زال يحلم بالنجوم

في عام 2009 وبمناسبة مرور 239 عاماً على ولادة «تشارل ميسييه»، كتبت الأمريكية «تامي بلوتنر» المؤلفة المتخصصة في علوم الفلك، توفيت في «فبراير 2015» تحت عنوان: «عيد ميلاد سعيد، تشارلز ميسييه»: معظمنا يعرف اسم تشارلز ميسييه، عالم الفلك الفرنسي وصائد المذنبات الذي نشر واحداً من أكثر الفهارس شهرة في مجال الفلك حتى اليوم. ولكن، كم نعرف حقاً عن الرجل؟ اليوم هي الذكرى السنوية لميلاده، فلماذا لا نخطو إلى الداخل لنلقي نظرة على ما يجعل هذه الشخصية الفلكية الغريبة، واحدة من أكثر الراصدين شهرة في كل العصور.
في مكان ما في عام 1757، بدأ تشارلز ميسييه بالبحث عن المذنب هالي؛ حيث كان متوقعاً عودته في عام 1758، لكن حساباته المدارية كانت أكثر بقليل من توقعاته، تلا ذلك قيام مدير المرصد «ديليسل» بحساب مسار واضح؛ حيث توقع ظهور المذنب هالي، أما ميسييه الشاب، فرسم مخططاً للنجم وقدمه ل ديلسيل ليساعده، وفي هذه المرة، كان هناك خطأ في حسابات دليسيل، وبغض النظر عن مدى حماسة ميسييه، فقد كان خائب الحظ في العثور على المذنب، الذي لم يكن موجوداً أبداً- على الأقل- حتى ليلة 14 أغسطس 1758 عندما تعثر عن طريق الخطأ بمذنب آخر، وثق تشارلز ملاحظاته بعناية، تابعها تلسكوبياً حتى 2 نوفمبر 1758، وبعد مقارنة الملاحظات مع الاستنتاجات الجديدة التي كانت مكتشفة من قبل، أدرك أن هذا المذنب قد اكتشف في 26 مايو 1758، من قبل «دي لا نو». وحتى لو لم يكن المذنب هالي، أو كان اكتشافاً جديداً، فإن زمنه في الرصد والاكتشاف لم يضع، بل أرخ لبداية عهد جديد.

في الكتب

أطلس لأعمال ميسييه هو دليل ميسر لأعمال تشارلز ميسييه، وهو الأكثر شمولاً حول عمله، يجمع الكتاب بين المعلومة التاريخية والفلكية والإحصائية، وهو يرصد كل جسم عن كثب مع مجموعة من الصور الفلكية المذهلة والرسومات التلسكوبية.. كما يشتمل الكتاب على سيرة لتشارلز ميسييه بين معاصريه، ويقارن بين المعلومات الحديثة مع الرسومات التاريخية التي وثقها اللورد روس، وجون هيرشل وشخصيات لامعة أخرى.
واجه صائد المذنبات تشارلز ميسييه في القرن الثامن عشر، مشكلة، حين كانت اكتشافاته تتضمن أشكالاً غريبة، أعاقت عليه اكتشاف المذنبات، وفي عام 1774 نشر الطبعة الأولى من دليله. أما الإصدار النهائي من هذا الدليل فتم في عام 1781، وتضمن نحو 103 أجسام بين السدم والمجرات، ويعتبر هذا الدليل من أهم ما أنجز في علوم الفلك، فهو يحدد موقع الجسم وأبعاده؛ بحيث يتيح لكل هاو عنده منظار متواضع أن يراقب هذه الأجسام والمجرات.
«إنجاز ميسييه» لستيفن جيمس أوميرا، بدأ الكتاب بتصدير جاء فيه: إذا كانت هناك لائحة منظمة لمشاهدة سماء الليل، فإن تشارلز ميسييه، سيكون مؤلفها. لا تزال المجرات والمجموعات النجمية والسدم التي صنفها صياد المذنبات الشهير في أواخر القرن الثامن عشر من أكثر العجائب السماوية التي لوحظت على نطاق واسع في السماء. إنها أهداف مفضلة لعلماء الفلك الهواة، والكتاب يشتمل على مجموعة متنوعة وغنية بالتفاصيل التي لا تتوقف عن الإبهار؛ حيث يوفر للفلكيين الهواة وكذلك ذوي الخبرة، فرصة التعرف إلى مجوعة متنوعة من السدم والأجسام التي صنفها «ستيفن جيمس أوميرا» والتي تشكل متعة بصرية للهواة، فهو يحدد مكان وموقع الجسم، والكتاب يتضمن رسوماً توضيحية ومخططات وبيانات فلكية جديدة عن كل جسم، كما يشرح النتائج التي توصل إليها تلسكوب هابل الفضائي..وسع عالمك واختبر متعة المشاهدة، إنه أمر لا مفر منه لمراقبي الليل من الهواة.
وستيفن أوميرا، هو مصور وكاتب البارز، وعالم فلك مرموق معروف عالمياً ببراعة ما يرصده ببصره وكان شديد الملاحظة، من بين إنجازاته الفلكية العديدة، كان ستيفن أول من شاهد مذنب هالي عند عودته عام 1985 وكان أول شخص يحدد فترة دوران الكوكب البعيد أورانوس. كان أحد أكثر إبداعاته تميزاً هو رصده للمتحدث الغامض في حلقة ب - ساتورن، وهي الأشعة المظلمة قبل قيام مركبة الفضاء فوياجر بتصويرها.
وكرم بالعديد من الجوائز، بينها جائزة لون ستار جازر المرموقة «لوضع معايير التميز في مجال المراقبة البصرية، وجائزة أوميغا سنتوري» لتقدم علم الفلك من خلال الملاحظة والكتابة والترويج.. وغيرها.
«أطلس لأعمال ميسييه».. هو دليل ميسر لأعمال تشارلز ميسييه، وهو الأكثر شمولاً حول عمله، يجمع الكتاب بين المعلومة التاريخية والفلكية والإحصائية، وهو يرصد كل جسم عن كثب مع مجموعة من الصور الفلكية المذهلة والرسومات التلسكوبية.. كما يشتمل الكتاب على سيرة لتشارلز ميسييه بين معاصريه، ويقارن بين المعلومات الحديثة مع الرسومات التاريخية التي وثقها اللورد روس، وجون هيرشل وشخصيات لامعة أخرى.
تعد المجموعات التي يبلغ عددها 110 من النجوم والسدم والمجرات الموجودة في كتالوج ميسييه الأكثر شهرة من بين جميع الأجسام السماوية العميقة وهي أهداف جميلة لمراقبي الهواة من جميع المستويات.. يقدم هذا الأطلس الجديد المذهل سرداً كاملاً وحيوياً لجميع الأجسام التي تم رصدها من قبل ميسييه ومعاونيه. تتضمن تفاصيل تاريخية لكل جسم متضمناً أحدث الملاحظات والبيانات العلمية والفلكية عن هذه الأجسام كما يتضمن أوصاف الراصدين لهذه المكتشفات الفلكية سواء كان ذلك بالعين المجردة أو من خلال المناظير الكبيرة. يحتوي الأطلس على بعض من أرقى صور النجوم الملونة في العالم، وصور تحمل علامات تشير إلى تفاصيل لم تكن معروفة للقارئ معززة بالرسومات الجديدة لهذه السماء البعيدة.
باختصار يمثل هذا العمل مرجعاً مهماً عن تلك الأجسام البعيدة والجميلة الجائلة في السماء المتناهية والتي يعود الفضل باكتشافها للفلكي الشهير تشارلز ميسييه.

السديم ومجموعات النجوم

هو كتاب من تحرير كينيث جلين جونز.. كان فهرس تشارلز ميسييه للسدم ومجموعات النجوم، الذي نشر في عام 1784، بمثابة بداية لعصر جديد من علم فلك السماء البعيدة، اليوم، يحافظ على هذا التقليد المتمثل في مراقبة المجرات والمجموعات من قبل علماء فلك هواة. تصبح جميع الأشياء مرئية في تلسكوب صغير، والكثير منها، كسديم سرطان البحر ومجرة أندروميدا، من بين أكثر الأشياء روعة في الكون. قام كينيث جلين جونز بمراجعة نسخته النهائية من كتالوج ميسييه. إن ملاحظاته ورسوماته الخاصة، إلى جانب الخرائط والرسوم البيانية، تجعل الكتاب فاتحة لما هو قيم في رصد أعماق السماء، إن علم السدم في ضوء ما هو تاريخي وفيزيائي فلكي يعتبر علماً مستحدثاً، وهذا الكتاب الفريد من نوعه يدين بالفضل في اكتماله لمالك التلسكوب نفسه الفلكي الكبير تشارلز ميسيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"