عادي

حمد الحمادي: للأدب دور فعال في مواجهة الإرهاب

03:38 صباحا
قراءة 4 دقائق
حوار: نجاة الفارس

يشكل الكاتب والروائي الدكتور حمد الحمادي قلماً مضيئاً في الساحة الثقافية الإماراتية، بما قدمه ويقدمه من إنتاج فكري وأدبي إبداعي، فيه رسائل عميقة وهادفة للمتلقي، وفيه احتفاء خاص بالوطن الذي يحمله الحمادي في قلبه وبين جوانح كلماته، يشاركه الهموم والطموح والأحلام.
صدرت للحمادي خمسة أعمال أدبية منها كتاب «يساراً جهة القلب»، مقالات وقصص قصيرة، ثم روايات سياسية هي: «ريتاج»، «هل من مزيد»، «استشراف القلوب»، و«لأجل غيث».
«الخليج» التقت الحمادي وأجرت الحوار التالي معه.

كيف كانت بداية رحلتك مع الكتابة؟

- البداية كانت مع دخولي عالم التواصل الاجتماعي في «تويتر» كنت أحرص على أن تكون تغريداتي أدبية لا شخصية، ووجدت تفاعلاً مع بعض القراء والمتابعين، سواء كان تفاعلاً يدعم وجهة النظر التي أطرحها، أو يعارضها، وبعد مرور عامين على دخولي عالم «تويتر»، وجدت أن لديّ أفكاراً كثيرة حول التطوير الشخصي، فجمعتها في كتاب أسميته «يساراً جهة القلب» عام 2012 وهو أول إصداراتي، وكان الهدف ليس نقل التغريدات، ولكن تحويل كل تغريدة إلى مقال، أو قصة قصيرة تدور حول محور التطوير الشخصي، ومن خلالها يستطيع القارئ أن يحدد شخصيته هل هي شخصية عقلانية أم عاطفية.

ما المدرسة الأدبية الأقرب لنفسك؟

لا أتّبع مدرسة معينة، ولا أهتم بمدرسة بحد ذاتها، تركيزي على ما يمتعني كقارئ وككاتب في الوقت نفسه، فالكاتب حصيلته الكتابية تأتي من حصيلته القرائية، وبالنسبة لي أميل إلى الروايات السريعة ذات الحبكة المثيرة، ولا أميل للروايات ذات السرد الوصفي المطول، وهذا انعكس على أسلوبي في الكتابة، فالقراءة والكتابة مسألة ذوق، وتختلف من شخص لآخر، لا يوجد صح وخطأ في مسألة الأذواق.

حدثنا عن إصداراتك وما المحور الرئيسي في كل منها؟

عام 2014 أصدرت رواية «ريتاج» وتم تحويلها عام 2016 من قبل تلفزيون أبوظبي إلى مسلسل «خيانة وطن»، وكان المسلسل الأكثر مشاهدة حسب الإحصائيات في ذلك الوقت بالنسبة للقنوات المحلية، وبسبب هذه الرواية حصلت على جائزة أوائل الإمارات، وتم تكريمي من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».
الإصدار الثالث «لأجل غيث» رواية سياسية أمنية تتحدث عن التغرير بالشباب بشكل عام للانضمام إلى تنظيم «داعش»، ثم صدرت لي رواية «هل من مزيد» وهي تتحدث عن قضية شباب المنارة التي تم الحكم فيها عام 2016، ومؤخراً صدرت لي رواية «استشراف القلوب» وهي تتحدث عن الإمارات بعد 7 سنوات عام 2025، فكرتها الأساسية أن مثل ما الدول تتقدم في مجال التكنولوجيا والحكومات تتطور، الإرهابيون كذلك يتقدمون في هذا المجال، فالصراع بين الشر والخير، وبين الظلام والنور، في المستقبل سيتبنّى مفهوم التكنولوجيا.

كيف تنظر إلى دور الأدب في مواجهة الإرهاب والتطرف؟

- دور الأدب مهم، الآن الحكومات في العالم العربي تتجه إلى الإعلام الرسمي عن طريق البرامج التلفزيونية، والوثائقية والأخبار، والصحف، والقليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الوسائل غير متاحة للجميع، فالشباب والفئات الناشئة نسبة بسيطة منهم من يشاهد برنامجاً وثائقياً عن قضية إرهابية، وكذلك قليل منهم من يطّلع ويقرأ الأخبار في الصحف الرسمية، ونسبة بسيطة أيضاً تطّلع على التغريدات التي تصدر عن الأجهزة الرسمية، لكن عدداً كبيراً من الشباب يتأثرون بالأدب، والرواية إذا تم تحويلها إلى دراما تلفزيونية يزداد وعي الناس حول مخاطر هذه الأفكار الهدامة والخطيرة.

ماذا عن مشروعك الأدبي القادم؟

- أعمل حالياً على رواية أتمنّى أن تكون جاهزة أثناء معرض الشارقة للكتاب، وهي أيضاً سياسية أمنية تتمحور حول قضية جديدة.

ما الطقوس الخاصة بك أثناء القراءة والكتابة ؟

- ليس لديّ طقوس معينة، المهم أن يكون المكان هادئاً، لا أبحث عن أماكن معينة، كتاباتي دائماً بيتية، أندمج في الكتابة وسط المحيطين بي، ولا أبحث عن أحضان الطبيعة أو مقهى معين.

كيف تنظر إلى المشهد الثقافي في الإمارات؟

- أعتقد أن المشهد الثقافي حقق قفزات كبيرة خلال السنوات الخمس الأخيرة، لسبب رئيسي يعود إلى كثرة انتشار دور النشر الإماراتية مما شجع الكتّاب على الإصدار، بينما سابقاً كانت الدور قليلة، وكان الكتّاب يتجهون لدور نشر عربية وبعضهم يدفعون المال لنشر كتبهم، وآخرون يطبعونها بأنفسهم ويدخلون في مشكلة التوزيع، لقد كان الكاتب غير متفرغ للكتابة، لكن حالياً مع وجود دور نشر إماراتية أصبحت الأمور أسهل، وصار الكاتب متفرغاً للكتابة والإبداع الأدبي.

أنت متخصص في هندسة الذكاء الاصطناعي، ومجالك علمي بعيد عن الكتابة الأدبية ما تعليقك على ذلك؟

- الكتابة الأدبية هواية وموهبة أكثر من كونها تعليماً، فالأديب يستطيع أن يثقف نفسه بنفسه، وليس بحاجة لشهادة جامعية كي يصبح روائياً أو كاتباً أو شاعراً، فهي ممارسة شخصية بعيدة عن المجال الأكاديمي.

ما أهم التحديات التي تواجهك ككاتب وما طموحاتك المستقبلية؟

- أتمنى أن يكون هناك تفرغ في المجال الثقافي، كذاك الذي يحدث في عالم الرياضة، حيث يحصل الرياضي على تفرغ للمشاركات الخارجية، حيث يستطيع الكتاب والمبدعون الإماراتيون المشاركة في الفعاليات الثقافية العربية والعالمية بشكل دوري، يحقق الفائدة لهم بشكل خاص وللثقافة الإماراتية عموماً، أما على الصعيد الشخصي؛ فالتحدي زمني أحاول التوفيق بين الكتابة والعمل بسبب عدم وجود تفرغ، وخلال العام أحصل على مقتطفات من الوقت للكتابة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"