عادي
غابت أعلام دول مجلس التعاون وحضرت العزلة وادعاءات «القوة والمنعة والاستقلال»

«تنظيم الحمدين» يحتفل وحيداً ب «اليوم الوطني» لقطر

04:59 صباحا
قراءة 3 دقائق

حاول «تنظيم الحمدين»، إخراج إحياء اليوم الوطني لقطر، وكأنه يشكل حدثاً غير مسبوق، مستعيناً بذلك بما جمعه حوله من أجهزة إعلامية، وحديث لا ينفك عن «العز والخير»، بينما يؤكد الواقع وجود وضع متأزم اقتصادياً وسياسياً، إلى جانب الغضب الشعبي من سياسات مشينة، أهمها: فتح أبواب البلاد أمام الإيرانيين والأتراك، وسحب الجنسية من آلاف القطريين الأصيلين. وفي يوم الاحتفال، بدت عزلة «تنظيم الحمدين» واضحة، فقد غابت المشاركة الخليجية المعتادة. كما بدا العلم القطري وحيداً، بعد أن كان المشهد دوماً يتسم بإحاطة العلم القطري بأعلام دول مجلس التعاون الخليجي، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ولم تجب السيارات، التي اعتادت أن تحمل مشاركة رمزية من شباب دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة، وخاصة من دولة الإمارات والسعودية، وكان لافتاً في السنوات الماضية، مشاركة الشباب الخليجي في احتفالات «العيد الوطني» القطري كبادرة تعبر عن التآلف الخليجي؛ إذ كان من المألوف مشاهدة السيارات، التي تحمل أرقاماً من الإمارات والبحرين والسعودية، وبقية الدول الخليجية.
واختفت، هذا العام، كافة هذه المظاهر التضامنية في «اليوم الوطني» القطري؛ بسبب دعم الدوحة للتطرف والإرهاب؛ وعدم انصياعها لشروط الحل.
وفي أول تغريدة له، بعد تدشين حساب جديد على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، هنأ أمير قطر تميم بن حمد متابعيه ب«اليوم الوطني» لبلاده، مشيداً في الوقت نفسه بصلابة شعب قطر في الدفاع عما سماه «استقلال الوطن»، وهي أمنيات لا تتطابق إطلاقاً مع الواقع.
وعلى الرغم من أنها تغريدة محدودة لا تزيد على 280 حرفاً، إلا أنها لم تخل من أكاذيب «تنظيم الحمدين»، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الخطاب الذي يتبناه، النظام الحاكم في قطر، خاصة عندما يتحدث عن الاستقلال، لا سيما وأن «الحمدين» كان أول من انتهك استقلال قطر بسياساته المشينة.
ومن أولى علامات انتهاك السيادة، هو التوجه نحو الارتماء في أحضان إيران، وهي أبرز الانتهاكات، التي ارتكبها «تنظيم الحمدين» بحق بلاده؛ حيث أصبحت قطر بمثابة إحدى الولايات الإيرانية؛ في ضوء السياسات القطرية الموجهة من قبل قيادات النظام الحاكم في طهران؛ لتنفيذ الأجندة الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط سواء في اليمن أو لبنان أو غيرهما من دول المنطقة.
وبينما تتحدث الدوحة عن الاستقلال والكرامة، يستمر التوغل الإيراني في قطر، ولم يقتصر على الجانب السياسي فحسب؛ بل امتد إلى الجانب العسكري في ظل وجود عناصر عسكرية موالية للحرس الثوري الإيراني داخل قطر، إضافة إلى الاستغلال الإيراني للأزمة الاقتصادية القطرية جرّاء المقاطعة العربية للدوحة من أجل بسط سيطرتها على اقتصاد قطر في المرحلة الحالية.وخلال ستة أشهر من المقاطعة، رفضت قطر الاستجابة إلى دعوات الأشقاء، واستعاضت عن ذلك باستدعاء القوات التركية، وسلمتها قاعدة في الدوحة، الأمر الذي أثار غضباً كبيراً في الداخل القطري، في ظل ما يثار حول انتهاكات ترتكبها القوات التركية بحق سيادة قطر، بينما بدا النظام القطري أكثر حرصاً على الترويج للرئيس التركي رجب طيب أردوغان باعتباره المنقذ لهم، وهو الأمر الذي دفع «تنظيم الحمدين» لنشر صوره في شوارع الدوحة رأساً برأس مع عناصر «تنظيم الحمدين»، في إشارة ربما تعطي انطباعاً حول هوية الحاكم الفعلي للدوحة.
لعل أهم ما ورد في تغريدة تميم هو حديثه عن تضحيات الآباء والأجداد، إلا أنه في الواقع كان هو ونظامه أول المنتهكين لهذا الإرث، فقد تمكنت إمارة قطر من الانتصار على القوات العثمانية في المعركة، التي دارت بالقرب من قصر الوجبة في قطر، ليطردوهم بعد ذلك من البلاد، إلا أن لجوء الدوحة إلى أنقرة، واتجاهها نحو قبول التواجد العسكري التركي في الأراضي القطري يعد انتهاكاً للإرث، الذي يحاول أمير قطر أن يتغنى به.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد ارتكب النظام القطري أكبر الجرائم ضد أبناء شعبه؛ حين سحب الجنسية من الآلاف منهم، وهي حادثة ما زالت تثير الاستنكار، فقد قرر سحب الجنسية من الشيخ شافي ناصر حمود الهاجري، شيخ قبيلة شمل الهواجر ومعه مجموعة من عائلته.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"