عادي

كيف عاد محمد البشير إلى الحياة بعد 45 يوماً من المعاناة؟

20:04 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي:«الخليج»

أشرف مستشفى «برايم» في دبي على مريض عانى جلطات دماغية ورئوية على مدار 45 يوماً. المريض محمد عبد البشير، البالغ من العمر 52 عاماً، ويعمل في مطار دبي الدولي، عانى جلطات دماغية ورئوية عدّة خلال رحلة علاجية من فيروس «كورونا». حيث كان في غيبوبة كاملة، وكان أمله بالبقاء على قيد الحياة أشبه بالمعجزة.
يعاني المريض محمد داء السكري، مع ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وتطورت إصابته بفيروس «كورونا» إلى مرض شديد يسمى «عاصفة السيتوكين» في رئتيه والجلطات في رئتيه و دماغه.
وهي من بين أسباب كثيرة للوفيات بين مرضى «كورونا» ومن الحالات الشديدة، ولكن ما هي؟ وهل رد فعل جهاز المناعة الشديد يمكن أن يقتل الإنسان؟
«عاصفة السيتوكين»، يمكن أن تكون نتيجة رد فعل مناعي مفرط، و«السيتوكينات» هي بروتينات توجه استجابة مناعية صحية لإخبار الخلايا المناعية لمهاجمة الفيروسات في الجسم. ولكن عند بعض الأشخاص، تؤدي هذه الاستجابة إلى حالة فرط إفراز السوائل، وعندها تبدأ الخلايا المناعية بمهاجمة الأنسجة السليمة أيضاً، وهذا ما يعرف باسم عاصفة السيتوكين. عندما تتلف الأوعية الدموية، يمكن أن تتسرب منها السوائل، وهو ما يتسبب في انخفاض ضغط الدم، وزيادة فرصة تشكل الجلطات الرئوية. يمكن أن يؤدي التهاب الرئة الناتج، وتراكم السوائل، إلى ضيق في التنفس، وعندها يمكن أن يحدث التهاب رئوي بكتيري ثانوي، وهذا يزيد خطر الوفاة.
وقال محمد «أنا ممتن للغاية، وأحمد الله على رحمته الواسعة، بخروجي من النفق المظلم لأكثر من شهر ونصف. ليس لديّ أي ذكرى عن تلك الأيام عندما كنت مخدراً. كلما شعرت بذلك، اعتقدت أنني لن أعيش وأقابل زوجتي وأطفالي مرة أخرى في بلدي. أنا ممتن للأطباء والممرضات في وحدة العناية المركزة الذين أخرجوني من بين فكي الموت برعاية الله، ورعايتهم التي كانت على مدار الساعة».
وقال الدكتور ضرار عبدالله، رئيس وحدة العناية المركزة والاستشاري في الطب الباطني: «طبّقنا البروتوكول الطبي الموصى به من هيئة الصحة بدبي، لم نكن ندرك حقاً الطريقة الأنجع لإنقاذ محمد، عندما وصل في 8 إبريل. كان يعاني مع أمراضه، حالة تنفسية تسمى توقف التنفس أثناء النوم، حيث كان يحتاج إلى مساعدة خاصة. في اليوم التالي، ساءت حالته، واضطررنا إلى نقله إلى وحدة العناية المركزة، ووضعه تحت التهوية الميكانيكية وتزويده ببعض الأدوية المضادة للفيروسات. ولكن نعتقد أن ما أنقذه حقاً هو الحقن المثبطة للمناعة أثناء تعرضه لعاصفة سيتوكين».
وأضاف أن التوليفة العلاجية والتغذية الوريدية المقدمة للمريض وإدارة حالاته الحادة على مدار الساعة كانت مفاتيح شفائه. وقد أزلنا عنه أجهزة التنفس الصناعي، ولكن بعد ذلك أصيب بنوبات تشنج في الدماغ بعد 12 يوماً، وكشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن جلطة كبيرة في دماغه، وهذا من مضاعفات COVID-19. بحلول 10 مايو، تحسنت حالة المريض بشكل ملحوظ. كما كانت نتائج اختباراته سلبية لفيروس «كورونا»، ولكنه كان على طريق طويل نحو التعافي. وضعفت عضلاته، لكن الفريق الطبي اعتنى بتوفير إعادة التأهيل البدني والدعم العاطفي والتغذية السليمة. وخرج محمد من المستشفى في 22 مايو، في رحلة علاج استغرقت 45 يوماً، وكان من دواعي سرورنا أن نراه يخرج على قدميه. وزار العيادة بعد الخروج للمتابعة الطبية في تاريخ 28 مايو، وعلى الرغم من ضعفه، فإن وضعه مستقر وعلى طريق التعافي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"