«إكسبو 2020».. الأكثر ذكاءً والأضخم مشاركة

قبل عامين على انطلاق أول إكسبو عالمي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، تتوجه الأنظار إلى المدينة التي صنعت من اسمها علامة تجارية عالمية، إذ يترقب العالم انطلاق فعاليات إكسبو 2020 دبي، الحدث العالمي المرتقب والمتوقع أن يكون الأكثر عالمية من حيث المشاركين والحضور والمتوقع وصولهم إلى 200 مشارك دولي وأكثر من 25 مليون زائر، إلى جانب كونه الحدث الأكثر ذكاء منذ انطلاق أول معرض عالمي في لندن عام 1851.
مع تسارع الأيام نحو التاريخ المنتظر لانطلاق الحدث، تتكشف تباعاً معالم المعرض العالمي الأكثر ذكاء على الإطلاق، وذلك من خلال حجم الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في رحلة التحضير والاستعداد لساعة الصفر، وذلك على مختلف الصعد، من أبنية المعرض، إلى أجنحة الدول المشاركة، مروراً إلى التعاملات الرقمية التي ستقدمها دبي لكافة المشاركين والتي ستضمن إنجاز كل معاملاتهم على نحو رقمي.
وسيكون إكسبو 2020 دبي أول عميل تجاري في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا يحصل على خدمات الجيل الخامس لشبكات الاتصالات، وذلك بفضل شراكته مع مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» الأمر الذي يؤكد ريادة دولة الإمارات وتحديداً دبي في مجال الابتكار والبنى التحتية الرقمية، ويدعم هدف إكسبو 2020 دبي في أن يكون أحد أكثر المواقع اتصالاً في العالم.
كما ستكون الأجهزة والتطبيقات والمنصات الإلكترونية عاملاً أساسياً في تعزيز تجربة كل زائر لإكسبو 2020 دبي، بالإضافة إلى الدور الرئيسي الذي تقوم به حالياً في مرحلة التجهيز لإكسبو، مما يجعل الأمن الإلكتروني عنصراً حاسماً لنجاح الحدث الأكبر في العالم، ولهذا أبرم إكسبو 2020 دبي اتفاق تعاون مع «دارك ماتر» الشركة الإماراتية العالمية المتخصصة في الأمن الإلكتروني والدفاع الرقمي، لتوظيف حلول الأمن التي تضمن حماية التجربة الرقمية لملايين الزوار ونحو 200 مشارك في الوجهة العالمية المقبلة.

وأطلق إكسبو لايف التابع لإكسبو 2020 دبي حتى الآن دورتين من برنامج الابتكار للجامعات الذي يمنح طلاب الجامعات في دولة الإمارات فرصة للمشاركة في تشكيل المستقبل، من خلال تمكين الشباب من تطوير حلول مبتكرة للتحديات العالمية التي تؤثر في المنطقة، ويدعو برنامج الابتكار للجامعات الطلاب لتشكيل فرق وإطلاق العنان لأفكارهم المبدعة، والخروج بحلول مبتكرة أو نماذج أولية يمكن أن تفيد المجتمعات أو تساهم في الحفاظ على البيئة، أو كليهما معاً، وستتاح للطلاب المستفيدين من المنح فرصة عرض مشاريعهم أمام ملايين الأشخاص في إكسبو 2020 دبي.

كما أطلق إكسبو 2020 دبي رحلة بحث عالمية عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال حملة رقمية، داعياً أفضل المبتكرين والعقول المبدعة في العالم لتقديم منتجات مبتكرة جديدة تلبي احتياجات المستقبل ويمكن أن تحدث صدى عالمياً واسعاً، وأعلن إكسبو 2020 دبي عن فتح الأبواب أمام الشركات من مختلف الأحجام في دولة الإمارات وخارجها لتقديم مفاهيم مبتكرة من الأجهزة والأدوات والألعاب التقليدية والإلكترونية وذلك في إطار التحضيرات المستمرة لتنظيم إكسبو 2020 دبي.

بالإضافة إلى ذلك فقد كشف إكسبو 2020 دبي أيضاً النقاب عن تصميم «دستركت 2020» المجتمع الحضري المتكامل الذي سيشكل جزءاً محورياً من إرث إكسبو بعد إسدال الستار على فعالياته في العام 2021، وسيكون هذا الموقع عالمي المستوى جزءاً لا يتجزأ من إرث إكسبو 2020 دبي اعتباراً من الربع الرابع من العام 2021، وسيدعم التنمية في دبي، وسيكون محركاً اقتصادياً طويل الأمد لدولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، وحاضنة للمبتكرين والرواد المبدعين ومركزاً جاذباً للاستثمار وخلق فرص العمل.
من جهة أخرى سيكون أول إكسبو دولي يقام في المنطقة وأحد أكثر الأماكن سرعةً وذكاءً وأفضلها اتصالاً وترابطاً في العالم، إذ ستتعاون «أكسنتشر» مع «اتصالات ديجيتال» لتحقيق ذلك، وستتركز مهامهم على ضمان تكامل الأنظمة لأكثر من 70 تطبيقاً من تطبيقات إكسبو، وتنسيق إدارة وهندسة البرامج والاختبار بين مختلف الشركاء التقنيين له، وستتولى الشركة أيضاً مسؤولية تصميم الحلول وبنائها وتطبيقها في مجالات متنوعة مثل المساعدة الافتراضية وذكاء الأعمال والتحليلات وتطبيقات الهاتف المحمول وتقنيات مناسبة للعلاقات مع الضيوف.

إلى جانب ذلك فإن أجنحة الموضوعات الثلاثة الرئيسية في إكسبو 2020، تعتمد كلياً على التكنولوجيا الحديثة، سواء من حيث التصميم أو من حيث الخدمات التفاعلية التي ستقدمها للزوار، وقد كشف مؤخراً عن جناح الفرص، الذي سيكون أحد أبرز معالم الحدث الدولي المرتقب وسيصحب الزوار في رحلة شيّقة، تضم تجارب تفاعلية، تشجعهم على استكشاف دورهم في المساهمة في القضايا العالمية التي تهم الجميع، ويعتبر الجناح مساحة مبتكرة ترحب بزوارها لتصطحبهم في رحلة تفاعلية ممتعة يتحولون فيها إلى مشاركين فاعلين في تجربة فكرية ملهمة كي يتحولوا إلى قوة دافعة للتغيير، تسهم في جعل العالم مكاناً أفضل للعيش.

جاء الاهتمام الكبير والملموس من قبل القائمين على الحدث العالمي الأول في المنطقة، إدراكا منهم في كونه الحدث الأضخم على مستوى العالم من حيث المشاركة والحضور، حيث من المتوقع أن تصل الجهات المشاركة في إكسبو 2020 دبي إلى أكثر من 200 جهة ما بين دول ومؤسسات وجهات عالمية، إضافة إلى أن أكثر من 25 مليون زائر سيرافقون رحلة الحدث على مدار 6 أشهر، 70% منهم سيأتون من خارج الإمارات، الأمر الذي سيشكل تلاقيا ثقافيا وحضاريا وابداعيا على كافة المستويات. وسيتطلب ذلك توفير أكثر من أربع وعشرين ألف غرفة فندقية، وذلك لسد الفجوة في العرض مقابل الطلب، وسيعطي المعرض الدولي، الذي يُنظم من 20 أكتوبر إلى 10 أبريل، الانطلاقة للاحتفالات بالعيد الوطني الخمسين لدولة الإمارات، ويشكل منصة لوضع رؤية مستقبلية مستدامة لعقود مقبلة.
خلال مسيرتها التنموية الاستثنائية على مدى الخمسين سنة الماضية أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم كل ما يمكن تحقيقه من إنجازات إذا ما اجتمعت الرؤية والعزيمة، وتسعى في إكسبو 2020 دبي إلى ممارسة دورها في إلهام الأجيال القادمة، لتطلق شرارة الإبداع والابتكارات التي سترسم ملامح مسيرة التقدم البشري خلال الخمسين سنة المقبلة.