ماركوس جولدمان.. مؤسس أكبر بنك في العالم

ولد جولدمان في التاسع من شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام 1821 في مدينة ترابستادت بمملكة «بافاريا»، وكان والده وولف جولدمان، مزارعاً وتاجر ماشية. وعندما كان في مدينة فورتسبورغ التقى ب جوزيف ساكس، الذي أصبح صديقه مدى الحياة.
في العام 1848، هاجر جولدمان إلى الولايات المتحدة من فرانكفورت، وعندما وصل إلى أمريكا غيّر اسمه من مارك إلى ماركوس. عمل جولدمان تاجراً لعربات الخيول، ومن ثم افتتح متجراً في فيلادلفيا. في العام 1869، انتقل جولدمان إلى مدينة نيويورك ليعمل وسيط ديون.
ومنذ أيامه الأولى في العمل، تمكن جولدمان من التعامل مع أوراق مالية تجارية بقيمة 5 ملايين دولار سنوياً. وعلى الرغم من نجاحه، إلا أن أعماله كانت ضئيلة بالمقارنة مع نظرائه الألمان مثل جوزيف سيلجمان الذي كان يدير أعمال برأسمال قدره 6 ملايين دولار في العام 1869 (أي ما يعادل 108 ملايين دولار في العام 2016).
في العام 1882، دعا جولدمان صهره صامويل ساكس ليشاركه في أعماله ويؤسسا شركة «إم جولدمان ساكس»، وبحلول العام 1880 ازدهرت الأعمال المصرفية للشركة والتي كانت تتعامل مع أوراق مالية تجارية بقيمة 30 مليون دولار سنوياً، وبلغ رأسمال الشركة 100 ألف دولار، أي ما يعادل 2.5 مليون دولار اليوم. تعاونت مؤسسة «جولدمان ساكس» مع المؤسسات المالية البريطانية في تحويل رؤوس الأموال الأوروبية للاستثمار في الولايات المتحدة وتمويل النمو الصناعي الكبير الذي كانت تشهده البلاد في نهاية القرن التاسع عشر، كما نجحت في تدبير رأس المال بكميات أكبر وبشكل أسرع نسبياً من غيرها من المؤسسات المالية الأمريكية، وذلك بفضل علاقاتها المتشعبة في أوروبا، وقد كان لجولدمان علاقات وثيقة بشركة «ليمان براذارز» حيث اشترك معها في تمويل إنتاج وتسويق السلع الاستهلاكية.
في العام 1885، تولى ابن جولدمان، هنري وصهره لودفيج دريفوس إدارة شركة «جولدمان ساكس». التحقت «جودلمان ساكس» بسوق نيويورك للأوراق المالية في العام 1896، واشتهر بتقديم الاستشارات المالية والتدبيرية للمؤسسات الاقتصادية والحكومات والعائلات الثرية في مختلف أنحاء العالم.
توفي جولدمان في العام 1904 بمدينة «إلبيرون» في ولاية نيو جيرسي عن عمر ناهز 82 عاماً.
يقع المقر الرئيس ل «جولدمان ساكس» في شارع 200 غرب ضاحية «مانهاتن» في مدينة نيويورك، وتعمل المؤسسة المصرفية في أكثر من 30 دولة ولديها 6 فروع إقليمية وأكثر من 100 مكتب وحوالي 35 ألف موظف، وتمتلك أصولاً تزيد قيمتها على 860 مليار دولار.
وتعمل في مجالات إدارة الثروات العالمية والخدمات المالية المؤسسية وإدارة الاستثمار، بالإضافة إلى خدمات عمليات الإندماج والاستحواذ وخدمات التأمين وإدارة الأصول، والوساطات المالية الكبرى لعملائها من الشركات والحكومات والأفراد.
وبعد الأزمة المالية العالمية، تم تحويل المؤسسة مع نظيراتها «مورجان ستانلي» و «جي بي مورغان شايس» و «بنك أوف أمريكا ميريل لينش» من مصارف استثمارية متخصصة إلى مصارف شاملة الأنشطة التجارية والاستثمارية.