دعم عالمي للبنان

03:43 صباحا
قراءة دقيقتين

لبّى العالم سريعاً دعوة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لمساعدة لبنان على الخروج من محنته، بعد الكارثة التي لحقت به، يوم الثلاثاء الماضي، إثر الانفجار الذي دمر مرفأ بيروت، وقضى على نحو 160 إنساناً، وإصابة أكثر من 5000 جريح، إضافة إلى عشرات المفقودين، وتشرد الآف العائلات نتيجة انهيار، أو تضرر منازلهم.
وفي المؤتمر الذي ترأسه ماكرون، بمشاركة الأمم المتحدة، وضمّ قادة عشرات الدول عبر دائرة تلفزيونية، تبدت أجمل المظاهر الإنسانية في الوقوف إلى جانب شعب قهرته الأزمات الحياتية، والاقتصادية، وجاء الانفجار الهائل ليكمل مأساته، ويعمق جروحه، ويترك اللبنانيين فريسة للموت، والفساد، وللأحزاب السياسية، والطبقة الحاكمة التي فقدت شرعيتها الشعبية، والأخلاقية، لأنها تعاملت مع لبنان كمزرعة، ومع شعبه كقطيع.
الرئيس الفرنسي الذي زار بيروت واطلع على الكارثة عن كثب، كان واضحاً في تأكيده أنْ لا ثقة بالسلطة اللبنانية، والهدف الفوري من المؤتمر هو «التمكن من تأمين الاحتياجات العاجلة للبنان، بشروط تسمح بأن تذهب المساعدة إلى السكان مباشرة»، موضحاً أن «الأولويات هي تدعيم المباني المتضررة، والمساعدات الطبية والغذائية، وترميم المستشفيات والمدارس»، خصوصاً أن عدداً من مستشفيات بيروت خرجت من الخدمة بفعل الانفجار، ما أدى إلى عدم قدرة بقية المستشفيات على استيعاب المصابين، إذ قدّرت الأمم المتحدة احتياجات القطاع الصحي وحده ب85 مليون دولار، فيما قدرت بعض الإحصاءات أن الخسائر الناجمة عن الانفحار تصل إلى 15 مليار دولار.
ماكرون أشار إلى أن مستقبل لبنان «على المحك»، وأن «العالم مدين للشعب اللبناني بالدعم بعد الانفجار الهائل الذي دمر عاصمته»، وبالفعل هبّ العالم، خصوصاً الدول العربية، وعلى رأسها دولة الإمارات لمساعدة الشعب اللبناني الشقيق لتجاوز محنته، حيث قامت بإرسال أكثر من 80 طناً من المساعدات من خلال ثلاث رحلات جوية، وأكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، خلال مشاركتها في مؤتمر المانحين «إن دولة الإمارات تؤكد أن تجاوز الأزمة الراهنة وتداعياتها يتطلب أن تكون كل المنافذ، والموانئ، والمطارات، تحت الإشراف المنفرد للدولة، وتفعيل قرار مجلس الأمن 1701 الهادف إلى نزع الأسلحة لتكون مقتصرة في يد القوات المسلحة اللبنانية».
مؤتمر المانحين الذي عقد، أمس الأحد، لم يخذل لبنان، وكان سريعاً في تلبية النداء. وقد أعلنت الدول المشاركة عن تقديم مساعدات إنسانية، وغذائية، وطبية، ومادية، بملايين الدولارات لإنقاذ لبنان من الغرق، حيث وصل إلى القاع، وهذه المساعدات يمكنها إعادته إلى السطح.
الشعب اللبناني يستحق كل الدعم، بمعزل عن كل القوى السياسية القابضة على خناقه، والتي تستحق المحاسبة والعقاب على ما فعلته طوال السنوات الماضية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"