اللجوء إلى الله يخلصك من أحزانك

الصبر.. والرضا بالقضاء والقدر.. والدعاء الصادق
03:29 صباحا
قراءة 7 دقائق
يغرس الإسلام‮ في‮ ‬نفوس المسلمين جميعاً الطمأنينة والرضا بكل ما‮ ‬يقدره الخالق‮ ‬سبحانه وتعالى‮ ‬للإنسان في‮ ‬هذه الدنيا،‮ ‬ويربيه على الصبر ومواجهة نوائب الدهر ومصاعب الحياة بقوة وصلابة،‮ ‬ويطالبه باللجوء إلى خالقه في‮ ‬كل الأوقات،‮ ‬خاصة أوقات الشدة‮، ‬يناجيه بصدق لكي‮ ‬يخرجه من أزماته ويخفف عنه أحزانه‮.‬
وبهذه الوسائل وغيرها من العبادات والطاعات‮ ‬يعيش المسلم هادئاً راضياً قانعاً صابراً متطلعاً لمستقبل أفضل، بعد أن‮ ‬يتخلص من كل مشكلاته وأزماته‮.‬
فكيف‮ ‬يتحلى المسلم الذي‮ ‬يعاني‮ الضيق النفسي‮ ‬نتيجة مشكلاته وأزماته بتعاليم وآداب دينه؟ ‬وكيف‮ ‬يحمي‮ ‬دينه وعقله من جريمة الانتحار التي‮ ‬يرتكبها بعض اليائسين نتيجة ابتعادهم عن هداية السماء؟ وما العقاب الشرعي‮ ‬الذي‮ ‬ينتظر من‮ ‬يتورطون في‮ ‬هذه الجريمة؟

هذه التساؤلات وغيرها مما‮ ‬يتعلق بكيفية التغلب على الهموم والأحزان، عرضناها على اثنين من علماء الإسلام،‮ ‬في‮ ‬محاولة لتلمس ما‮ ‬يعين المسلم على مواجهة ما‮ ‬يعاني‮ه من ضيق وأزمات نفسية قد تدفعه إلى قتل نفسه ليخرج من ضيق في‮ ‬الدنيا إلى ضيق أشد في‮ ‬الآخرة‮.‬
الداعية الأزهري‮ ‬الشيخ خالد الجندي‮ ‬يؤكد أن في‮ ‬القرآن الكريم وفي‮ ‬توجيهات رسول الله‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬ما‮ ‬يخلص المسلم من كل مشاعر الضيق الذي‮ ‬يعاني‮ه نتيجة مشكلاته وأزماته في‮ ‬الحياة،‮ ‬ويقول‮: ‬أطالب كل مسلم‮ ‬يعاني‮ الضيق والضجر أن‮ ‬يقرأ بعض آيات القرآن بتدبر، أو أن‮ ‬يقوم ليتوضأ ويصلي،‮ ‬أو‮ ‬يبحث في‮ ‬المصحف أو النت عن معنى قول الله سبحانه في‮ ‬سورة الحديد‮: «‬ما أصاب من مصيبة في‮ ‬الأرض ولا في‮ ‬أنفسكم إلا في‮ ‬كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله‮ ‬يسير.‮ ‬لكي‮‬لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا‮ ‬يحب كل مختال فخور‮».‬
فالمسلم‮، ‬وفق هذا النص القرآني‮، ‬عليه أن‮ ‬يعلم أن ما أصابه من مصيبة،‮ ‬في‮ ‬نفسه أو عياله أو ماله هي‮ ‬مكتوبة ومقدرة ومسجلة في‮ ‬كتاب لا‮ ‬يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها،‮ ‬وهذا التسجيل كائن من قبل أن‮ ‬يُخلق الإنسان،‮ ‬والتسليم بذلك هو ما‮ ‬يطلق عليه‮ «‬الإيمان بالقضاء والقدر‮»‬،‮ ‬وهو جزء من عقيدة المسلم‮، ‬يجب ألا‮ ‬يفارقه في‮ ‬كل أحواله،‮ ‬ومن كان راضياً قانعاً بما قدره الله له، خلّصه الله من كل مشكلاته وأزماته‮.. ‬وواجب كل مسلم أن‮ ‬يردد عندما تلحق به مصيبة من المصائب قول الله عز وجل‮: «‬قل لن‮ ‬يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون‮».‬

صبور.. وشكور

هذا الموقف الإيماني‮ ‬الذي‮ ‬يصاحب المسلم في‮ ‬الظروف الصعبة التي‮ ‬تمر به،‮ ‬هو ما علله القرآن في‮ ‬قول الله سبحانه‮: «‬لكي‮‬لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ‮».‬

أي‮: ‬ما دام الله قد قدر لكم كل ما‮ ‬يلمّ بكم من أمور تفرحكم أو تحزنكم،‮ ‬فلا تحزنوا على ما أصابكم من مصائب حزناً ‬يؤدي‮ ‬بكم إلى الجزع،‮ ‬وإلى عدم الرضا بقضاء الله وقدره،‮ ‬وأيضاً لا تفرحوا بما أعطاكم الله تعالى من نِعم عظمى وكثيرة فرحاً ‬يؤدي‮ ‬بكم إلى الطغيان،‮ ‬وإلى عدم استعمال نِعم الله تعالى فيما خلقت له،‮ ‬فإن من عَلِمَ ذلك علماً مصحوباً بالتدبر والاتعاظ،‮ ‬هانت عليه المصائب واطمأنت نفسه لما قضاه الله تعالى،‮ ‬وكان عند الشدائد صبوراً،‮ ‬وعند المسرات شكورا‮ً.‬
وقوله سبحانه في‮ ‬ختام الآية الكريمة‮: ‬معناه أنه‮ ‬عز وجل‮ ‬لا‮ ‬يحب أحداً من شأنه أن يختال بما أتاه الله سبحانه من نعم من دون أن‮ ‬يشكر خالقه ورازقه وصاحب الفضل عليه،‮ ‬فهذا الذي‮ ‬يتفاخر ويتباهى على الناس بما عنده من أموال وأولاد لا‮ ‬يحبه الله ولا‮ ‬ينعم عليه بنعمة الرضا النفسي،‮ ‬فالله‮ ‬يحب من عباده من كان متواضعاً حليماً شاكراً لخالقه عز وجل‮.‬

سلاح القناعة

وعن قيام بعض الشباب بالانتحار نتيجة تعرضهم لأزمات مادية‮ ‬يقول الشيخ الجندي‮: ‬هذا قنوط ويأس لا‮ ‬يليق بمسلم،‮ ‬ولو تسلح هؤلاء بالصبر والرضا والقناعة لما أقدموا على ذلك‮.‬

ويضيف‮: ‬من أعظم الأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة التي‮ ‬يجب أن‮ ‬يتحلى بها المسلم خُلق‮ «‬القناعة والرضا‮»‬،‮ ‬فواجب المسلم أن‮ ‬يرضى بما قسمه الله له،‮ ‬ولو كان قليلاً،‮ ‬ولا‮ ‬يتطلع إلى ما في‮ ‬أيدي‮ ‬الآخرين،‮ ‬والرسول‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬يقول في‮ ‬الحديث الصحيح‮: «‬قد أفلح من أسلم ورُزِق كفافاً،‮ ‬وقنعه الله بما آتاه‮».. ‬ولنا في‮ ‬رسول الله‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬الأسوة الحسنة والمثل الأعلى في‮ ‬القناعة والرضا،‮ ‬فقد عاش حياته الشريفة راضياً قانعاً بما رزقه الله،‮ ‬لا‮ ‬يسأل أحداً شيئاً،‮ ‬ولا‮ ‬يتطلع إلى ما عند‮ ‬غيره‮.‬
هذه القناعة تحمي‮ ‬الإنسان من مصائب كثيرة مما نراه ونسمع ونقرأ عنه الآن،‮ ‬فالذي‮ ‬لا‮ ‬يقنع قد‮ ‬يقتل‮ ‬غيره من أجل الحصول على ماله أو سيارته ويجلب لنفسه القتل قصاصاً أو السجن المؤبد،‮ ‬والذي‮ ‬لا‮ ‬يقنع قد‮ ‬يسرق أو‮ ‬يختلس ويدخل السجن،‮ ‬والذي‮ ‬لا‮ ‬يقنع قد‮ ‬يزين له الشيطان قتل نفسه ليلقى الله وهو على‮ ‬غير دين الإسلام‮.. ف‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يقنع هو خاسر في‮ ‬كل الأحوال‮.‬

ظلم للنفس

ويتحدث الفقيه الأزهري‮ ‬د‮. ‬سعدالدين هلالي‮ ‬عن موقف الشرع من المسلم الذي‮ ‬يستسلم لليأس والإحباط ويبادر بقتل نفسه بالانتحار نتيجة ظروف اجتماعية أو اقتصادية ألمَّت به فيقول: الانتحار عدوان صارخ على حياة الإنسان،‮ ‬والإنسان لا‮ ‬يملك روحه،‮ ‬والخالق‮ ‬عز وجل‮ يجرم العدوان على النفس البشرية، سواء أكان من إنسان على إنسان،‮ ‬أم من الإنسان على روحه‮.‬

والانتحار لا‮ ‬يجوز أن‮ ‬يكون وسيلة للهروب من مشكلات الحياة وأزماتها،‮ ‬ولا‮ ‬يليق بالمسلم أن‮ ‬يفعل ذلك،‮ ‬كما لا‮ ‬يجوز أن‮ ‬ينتحر شخص رفضاً لظلم وقع عليه،‮ ‬لأن الانتحار ظلم للنفس ولا‮ ‬يجوز دفع الظلم بظلم أقبح منه‮. ‬كما أن الانتحار هزيمة أمام النفس ولا‮ ‬يتصور أن‮ ‬يكون المهزوم بطلاً‮.. ‬وأيضاً فإن الانتحار فرار من المواجهة ولا‮ ‬يصح تكريم الفارين بصفة الشهادة‮.‬

إن مواجهة مشكلات الحياة تحتاج إلى إنسان قوي‮ ‬يواجه قدره، لا أن‮ ‬يفر منه‮. ‬وإذا كانت مصاعب الحياة أقوى من طاقة الإنسان فعليه أن‮ ‬يتحلى بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره،‮ ‬وإذا ما وقع على الإنسان ظلم فله أن‮ ‬يواجه من ظلموه بالأصول المتبعة والقوانين المنظمة حتى لا‮ ‬يتحول الدفاع عن الحق إلى عدوان‮. ‬وإذا فقد الإنسان المظلوم حياته وهو‮ ‬يدافع عن نفسه أو حقه فهو من الشهداء،‮ ‬فقد جاء في‮ ‬الحديث الصحيح أن رجلاً‮ ‬سأل النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮: ‬يا رسول الله‮. ‬أرأيت إن جاءني‮ ‬رجل‮ ‬يريد أن‮ ‬يأخذ مالي؟ قال‮: «‬لا تعطه مالك‮». ‬قال‮: ‬أرأيت إن قاتلني؟ قال صلى الله عليه وسلم‮: «‬قاتله‮». ‬قال‮: ‬أرأيت إن قتلني؟ قال صلى الله عليه وسلم‮: «‬فأنت شهيد‮». ‬قال‮: ‬أرأيت إن قتلته؟ فقال صلى الله عليه وسلم‮: «‬هو في‮ ‬النار‮».. ‬وقال‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬في‮ ‬حديث آخر‮: «‬من قُتِلَ دون ماله فهو شهيد‮، ‬ومن قتل دون دينه فهو شهيد‮، ‬ومن قتل دون دمه فهو شهيد‮، ‬ومن قتل دون أهله فهو شهيد‮».‬

اختبار دائم

وعن وسائل مقاومة المسلم لمشكلاته النفسية وأزماته الحياتية‮ ‬يقول د‮. ‬هلالي‮: ‬يجب على المسلم أن‮ ‬يتسلح بعقيدة القضاء والقدر التي ‬تحميه من كل ما‮ ‬يواجهه من مشكلات وأزمات،‮ ‬ولا بد أن‮ ‬يعمل الإنسان ويبذل جهده ويسعى على رزقه وتحصيل علومه ويترك بعد ذلك النتائج على الله‮.‬

وعلى المسلم أن‮ ‬يوقن بأن الهمَّ والحزن والمصيبة من عوارض الحياة التي‮ ‬لا تنفك عن الإنسان من أجل الابتلاء والاختبار الذي‮ ‬يميز الله به الخبيث من الطيب‮. ‬ومن‮ ‬يصبر على آلامه ويواجه مصاعب الحياة بالعمل والكفاح المخلص متسلحاً بالإيمان بأن كل ما‮ ‬يحدث له هو من قدر الله،‮ ‬يقدر الله له الخير،‮ ‬فالمسلم دائماً في‮ ‬اختبار،‮ ‬يقول الحق سبحانه‮: «‬ألم‮* ‬أحسب الناس أن‮ ‬يتركوا أن‮ ‬يقولوا آمنا وهم لا‮ ‬يفتنون‮* ‬ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين‮». ‬ويقول عز وجل‮: «‬ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين‮* ‬الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون‮* ‬أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون‮». ‬ويقول النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮: «‬ما‮ ‬يصيب المسلم من نَصَب ولا وَصَب ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ‬ولا‮ ‬غمٍّ حتى الشوكة‮ ‬يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه‮». ‬وإذا كان الصبر على الهمّ والحزن والمصيبة‮ ‬يقتضي‮ ‬الرضا بالقضاء وعدم الجزع من القدر، فإن هذا لا‮ ‬يمنع من وجوب الاستعانة بالله والأخذ بالأسباب حتى‮ ‬يكون الصبر جميلاً،‮ ‬وكان النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮‬‮ ‬يطلب اللجوء إلى الله،‮ ‬والاعتصام به سبحانه ليدفع عنه الهمّ والحزن‮. ‬ويعينه على الصبر في‮ ‬المصيبة‮. ‬فقد كان‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬يقول‮: «‬اللهم إني‮ ‬أعوذ بك من العجز والكسل،‮ ‬والجبن والهرم،‮ ‬وأعوذ بك من عذاب القبر،‮ ‬وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات‮». ‬والعجز الذي‮ ‬كان النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬يتعوذ منه‮: ‬هو عدم القدرة على فعل الواجبات‮.. ‬أما الكسل‮: ‬فهو التثاقل والفتور والتواني‮ ‬عن الواجبات‮.. ‬وأما الجبن‮: ‬فهو ضعف القلب أو الخوف مما سوى الله تعالى،‮ ‬وأما الهرم‮: ‬فهو أقصى الكبر من الشيخوخة المقعدة التي‮ ‬لا علاج لها‮. ‬وأما فتنة المحيا‮: ‬فهي‮ ‬كل ما‮ ‬يعرض للإنسان في‮ ‬مدة حياته من الركون إلى الدنيا وشهواتها وجهالاتها‮. ‬وأما فتنة الممات‮: ‬فهي‮ ‬ما‮ ‬يصرف الإنسان عن ربه في‮ ‬نهاية الأجل في‮ ‬الدنيا‮. ‬والعياذ بالله تعالى‮.‬

«جَهْدُ البلاء ودَرْكُ الشقاء»

ويضيف: كان رسول الله‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬يتعوذ من جهد البلاء‮. ‬ودرك الشقاء‮. ‬وسوء القضاء‮. ‬وشماتة الأعداء‮.. ‬ومعنى جهد البلاء‮: ‬حالة الذروة من الفتنة التي‮ ‬قد‮ ‬يتمنى فيها الموت‮. ‬وقال بعض العلماء‮: ‬جهد البلاء قلة المال وكثرة العيال‮.. ‬وأما درك الشقاء الذي‮ ‬كان النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬يتعوذ منه‮: ‬فهو بذل الجهد والطاقة ليس لتحصيل خير ومنفعة وإنما لتحصيل شر ومعصية‮. ‬وأما سوء القضاء الذي‮ ‬كان النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬يتعوذ منه فهو ما‮ ‬يسوء الإنسان ويوقعه في‮ ‬المكروه‮. ‬ولفظ السوء ليس صفة للقضاء‮. ‬فكل قضاء الله خير‮. ‬وإنما هو صفة للإنسان الذي‮ ‬نزل به القضاء‮. ‬فإن كنت راضياً بالقضاء فهو خير القضاء لك‮. ‬وإن كنت ساخطاً‮ ‬على القضاء فهو سوء القضاء لك‮. ‬وبهذا‮ ‬يمكنك أن تجعل كل ما‮ ‬ينزل بك مكروهاً‮ ‬أو‮ ‬غير مكروه‮. ‬وذلك بالرضا والصبر‮. ‬وصدق الله حيث‮ ‬يقول‮: «‬إنما‮ ‬يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‮».‬ لذلك ننصح كل مسلم‮ ‬يعاني‮ الكرب والهم والقلق والتوتر بأن‮ ‬يتسلح بالإيمان،‮ ‬وأن‮ ‬يلجأ إلى خالقه،‮ ‬يؤدي‮ ‬ما عليه من عبادات وواجبات دينية واجتماعية وإنسانية،‮ ‬وسوف‮ ‬يفرِّج الله همَّه ويفك كربه ويرزقه قلباً مطمئناً راضياً بكل ما قدره الله له‮.‬

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"