عادي
متظاهرو الجنوب يوقفون العمل في موانئ وحقول نفطية

«حرب الجسور والنفط» تتجدد في العراق

04:46 صباحا
قراءة 3 دقائق
بغداد:«الخليج»، وكالات

دخلت التظاهرات الشعبية الواسعة في بغداد وعدد من محافظات وسط وجنوب العراق، أمس الأربعاء، يومها السابع والعشرين، فيما عادت حرب الجسور لتشتعل مجدداً في وسط العاصمة، حيث تمكن المتظاهرون من استعادة السيطرة على جسر «الأحرار»، في حين واصل المتظاهرون قطع كافة الطرق المؤدية إلى الحقول والمواقع النفطية، في قضاء الزبير، غربي مدينة البصرة، احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي في البلاد رغم موارده النفطية الهائلة ورفضاً لمقاربات القوى السياسية المختلفة حول الأزمة.
وواصل المتظاهرون تواجدهم اليومي في ساحات التظاهر، بينما لايزال الإضراب عن الدوام في المدارس والمعاهد والجامعات مستمراً، في حين زاولت بعض دوائر مؤسسات الدولة عملها بشكل طبيعي. وجدد المتظاهرون رفضهم بكل قوة وصلابة مناورات ومقترحات بعض الكتل والأحزاب السياسية الهادفة لإنهاء تظاهراتهم. وفي ساحة التحرير وسط بغداد، تجمع الآلاف أمس الأربعاء غالبيتهم من طلاب المدارس والجامعات، وذلك غداة جلسة للبرلمان بحثت تعديلاً وزارياً محتملاً في حكومة عادل عبدالمهدي، ومشروع قانون جديداً للانتخابات، وعدداً من الخطوات الإصلاحية التي يصر المتظاهرون على أنها لا تلبي كامل مطالبهم. وأعاد المتظاهرون السيطرة على جسر الأحرار مجدداً، بعد أن كانت القوات الأمنية استعادت السيطرة عليه صباحاً، وأبعدت المتظاهرين إلى ساحة الخلاني وشارع الرشيد باتجاه جسر السنك وسط بغداد. وكانت القوات الأمنية قد فرقت في ساعات الفجر الأولى، المتظاهرين الموجودين على جسر الأحرار بقنابل الغاز المسيل للدموع مما تسبب بوقوع إصابات بين المتظاهرين. وأدت الاحتجاجات إلى قطع ثلاثة جسور رئيسية بين شطري بغداد، هي الجمهورية والأحرار والسنك. وقال مسؤولون أمنيون عراقيون إن ما لا يقل عن 27 متظاهراً أصيبوا في اشتباكات متجددة الليلة قبل الماضية وسط بغداد. وأضافوا أن الاشتباكات وقعت بين الساعة الرابعة والخامسة فجر الأربعاء قرب جسر الأحرار في وسط العاصمة. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من التقدم إلى المنطقة الخضراء المحصنة، حيث يقع مقر الحكومة. وذكر بيان لمديرية الدفاع المدني، أمس، أن «سلسلة حرائق طالت عمارات ومخازن في منطقة تجارية في شارع النهر وشارع الرشيد بعد أن أقدمت عناصر مشاغبة على حرق تلك الأبنية من خلال رميها بقنابل المولوتوف الحارقة»، مشيرة إلى أنه «تم منع فرق الدفاع المدني من عمليات إخماد الحرائق بالاعتداء عليها أيضاً بتلك القنابل الحارقة». وأضافت أن «فرق الدفاع المدني واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إلى موقع الحوادث بسبب الكتل الخرسانية، مما دفعها إلى رفع عدد من تلك الحواجز وتأمين إمداد المياه لعمليات الإخماد بشكل مباشر من نهر دجلة».
من جهة أخرى، منع المتظاهرون الموظفين من الوصول إلى المواقع النفطية التي تمثل صادراتها 70% من نفط العراق. ففي محافظة البصرة جنوب البلاد، واصل المتظاهرون قطع الطرق المؤدية إلى ميناءي خور الزبير وأم قصر، وحقول الرميلة النفطية، ما أدى إلى توقف العمل فيها. وأكد مصدر رسمي في دائرة موانئ البصرة أن ميناءي «أم قصر وخور الزبير توقفا بالكامل بسبب الاحتجاجات في البصرة»، قبل أن يتم إعادة العمل بعد ساعات في خور الزبير «بعد الاتفاق مع المتظاهرين». وأفاد مصدر رسمي آخر عن «توقف الاستيراد والتصدير بسبب عدم تمكن الشاحنات من الدخول إلى ميناءي خور الزبير وأم قصر»، وهما من الأبرز لتصدير المشتقات النفطية واستيرادها، إضافة إلى سلع مختلفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"