عادي
خالد عيسى و«العارضة» ينقذان «الأبيض»

منتخب الإمارات يحقق الأهم من دون إقناع

00:27 صباحا
قراءة 5 دقائق
متابعة:علي نجم

خطا منتخب الإمارات الوطني خطوة كبيرة نحو التأهل إلى الدور الثاني من كأس آسيا 2019، بعد فوزه الصعب على نظيره الهندي بهدفين دون مقابل في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى.
وحقق «الأبيض» فوزاً ثميناً كان بأمس الحاجة إليه من أجل تعزيز فرصته في الاستمرار في حلبة المنافسة بالمسابقة القارية، بعدما كان قد تعثر في المباراة الأولى بالتعادل الإيجابي أمام المنتخب البحريني.
وكان فوز منتخبنا هو الأول منذ أن تغلب على نظيره العماني بهدف دون مقابل في الجولة الأولى من بطولة خليجي 23، والتي لعبت في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2017.
وامتدت الفترة الفاصلة ما بين الانتصار الرسمي الأول في حقبة المدرب الإيطالي خليجياً، والفوز الأول آسيوياً، 383 يوماً بالتمام والكمال، لتكون الفترة الأطول التي لم يعرف فيها الأبيض طعم الانتصار.
لم يكن الفوز على المنتخب الهندي المتواضع قبل بداية البطولة الآسيوية، والمكافح والصعب بعد بدايتها، سهل المنال، بل إن الفوز جاء من رحم المعاناة، حين لعب المنتخب الهندي مواجهة «الند للند» مع الأبيض، وكان الخصم القريب جداً من هز شباك خالد عيسى مرات عدة.
وتقمص خالد عيسى دور البطولة في الشوط الأول من زمن المباراة، حين حرم المنافس من 3 فرص محققة كان أبرزها الكرة الانفرادية التي تكفل بإبعادها في ربع الساعة الأولى.
ولم يكن خالد وحده نجم المباراة، بل إن العارضة قد تستحق كلمات الثناء أيضاً، حين حرمت المنتخب الهندي من هدفين محققين، لو سجل أي منهما لكان ربما في المباراة كلام آخر.
خاض منتخبنا الوطني اللقاء بتشكيل ثابت، بعدما اعتمد المدير الفني الإيطالي البرتو زاكيروني على نفس عناصر التشكيل الذي زج به في المباراة الافتتاحية، مع إجراء تغيير واحد تمثل في إشراك إسماعيل أحمد بدلاً من فارس جمعة.
وواصل المدرب زاكيروني اللعب بمثلث مقلوب في وسط الميدان، مع اعتقاد إيطالي بأن تغيير الأسلوب قد يؤدي إلى كشف خط الدفاع، ليجدد ثقته باللاعب عامر عبدالرحمن ومن أمامه الثنائي خميس إسماعيل وعلي سالمين.
ووضحت العيوب الفنية في أداء منتخبنا الوطني في الشوط الأول، حين وجد صعوبة في التحكم بمجريات المباراة، وصناعة الخطر على المرمى الهندي، بعدما فشل ثلاثي الارتكاز في فرض السيطرة على وسط الميدان، وسط اعتماد المنافس الضغط على حامل الكرة، دون أن يجد لاعبونا الحلول الهجومية التي تساعدهم على تهديد مرمى المنافس.
ووسط الأخطاء في بناء الهجمة، وتعدد الكرات المقطوعة، وجد المنتخب الهندي نفسه أمام فرص لتهديد مرمى خالد عيسى، الذي ذاد عن مرماه ببسالة.
ولجأ لاعبو منتخبنا إلى السعي لتهديد مرمى المنافس بكرات من خارج المربع لم تشكل أي إزعاج للحارس الهندي، حتى جاء الفرج الإماراتي من هجمة سريعة على الجانب الأيمن، حيث تبادل علي مبخوت الكرة مع خلفان مبارك الذي دخل المربع وسدد كرة رائعة سكنت الشباك، منحت منتخبنا التقدم الذي أراح الجماهير. ويعتبر هدف خلفان هو الهدف الدولي الأول للاعب في أول 7 مباريات دولية يخوضها مع منتخبنا، كما أنه الهدف الأول من كرة ملعوبة في مباراة رسمية للأبيض في حقبة المدرب الإيطالي زاكيروني.
ولم يتبدل المشهد في الشوط الثاني، حيث واصل منتخبنا اللعب بتحفظ وسط اندفاع هندي من أجل البحث عن هدف التعادل الذي قد يساعده على صنع المفاجأة الكبرى بالتأهل إلى الدور الثاني.
وسنحت للمنتخب المنافس فرصتان بارزتان، كانت الأولى بتسديدة ارتدت من العارضة، وكرة ثانية خاطئة من البديل محمد أحمد أصابت عارضة خالد عيسى مرة ثانية.
ولم يتنفس منتخبنا الصعداء في الشوط الثاني، رغم التغييرات التي قام بها، بعدما زج بكل من ماجد حسن بدلاً من خميس اسماعيل، ومحمد أحمد مكان عامر عبدالرحمن، وإسماعيل مطر العائد بعد فترة طويلة من الغياب والإصابة بديلا للاعب خلفان مبارك.
وكان إشراك محمد أحمد، قد أسهم في تعديل واضح على مراكز اللاعبين، حيث تحول بندر الأحبابي للعب كجناح أيمن، بينما شارك خلفان مبارك كلاعب وسط، مما أوجد العنصر الذي يجيد التحكم في الكرة وبناء اللعب وصناعة الهجمات، مما ترك أثرا إيجابيا على أداء المنتخب في الحصة الثانية من الشوط الثاني.
وقدم علي سالمين تمريرة حاسمة وقاتلة خلف الدفاع الهندي، ليهرب علي مبخوت من الرقابة، وليتلاعب بالمدافع بحركة مهارية قبل أن يسدد كرة سكنت الشباك.
وجاء هدف علي مبخوت ليكون الأول للاعب في هذه النسخة، والسادس في تاريخ مشاركته في كأس الأمم الآسيوية، وليعادل رقم الهداف الأسترالي التاريخي تيم كاهيل الذي أعلن اعتزاله، بعدما تساويا برصيد 6 أهداف في المسابقة.
قلق وخوف
لا شك أن الفوز كان «ستاراً» لبعض العيوب الفنية التي وضحت على الأداء، وهو ما يدركه المدرب الإيطالي جيدا، والقائمون على المنتخب، لكن تبقى رؤية المدرب هي الثابتة، بأن هذا الأسلوب رغم وابل الانتقادات هو الأفضل والأنسب للاعبين ومن أجل مصلحة المنتخب في البحث عن الانتصارات، وإن كان ذلك على حساب الأداء الممتع.
وقد لا تتفق رؤية النقاد والمحللين الفنيين مع خيارات المدرب، وقد لا يكون الأسلوب الحالي هو الذي يقنع ويمتع الجماهير التي تمني النفس برؤية فريق يتحكم بالأداء، ويصنع ويهدد مرمى المنافسين ويسجل، غير أن المدرب يمتلك مقولة ثابتة أن الجود من الموجود، وأنه هو الأقرب للاعبين والأعلم بقدراتهم الجماعية والفردية، وهو ما يجبره على التمسك بخطته وأسلوبه، وإن بدا وكأن المنتخب يخوض المباريات بهدف «قتل» الوقت، والبحث عن فرصة نادرة .

«الأبيض» إلى العين

خاض منتخبنا الوطني صباح أمس حصة تدريبية خفيفة اقتصر فيها العمل على فك عضلات اللاعبين بعد مشاركة الأساسيين في مباراة الأمس أمام الهند.
وتوجه اللاعبون عقب الغداء إلى مقر إقامتهم في العين، حيث سيؤدي الفريق التدريبات اليومية حتى موعد المباراة الأخيرة في دور المجموعات أمام المنتخب التايلاندي على أرض ملعب هزاع بن زايد.
وسيحاول المدير الفني زاكيروني في الأيام القادمة الاطمئنان على سلامة اللاعبين، والوقوف على جاهزية إسماعيل أحمد بعد الإصابة القوية التي تعرض لها في الرأس، وإن تمسك اللاعب بقدرته على الاستمرار والمشاركة في الشوط الثاني بعد تدخل الكادر الطبي لعلاج الجرح الذي تعرض له بعد كرة مشتركة مع المدافع الهندي.

استمرار غياب سيف راشد

علم «الخليج الرياضي» أن سيف راشد سيتواصل غيابه عن المباريات الرسمية، حيث يتوقع أن يستمر ابتعاده عن المستطيل الأخضر، حتى خلال المباراة القادمة أمام المنتخب التايلاندي يوم الاثنين المقبل. وكان اللاعب قد تعرض للإصابة في مباراة البحرين الأولى في المسابقة الآسيوية.
ويأمل المدرب الإيطالي تعافي اللاعب من الإصابة في أقرب وقت، على أن يكون جاهزاً للمشاركة في مباراة الدور الثاني لو تسنى للمنتخب التأهل بعد انتهاء مباريات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"