البديهيّات الإعلاميّة الحيويّة

03:29 صباحا
قراءة دقيقتين
عبد اللطيف الزبيدي

ما هي أبعاد: دبي عاصمةً للإعلام العربي 2020؟ عام كامل من المسؤولية، ثم لقب لا يزول. لا حاجة إلى طرح الموضوع لو كان يخطر بالبال أن المسألة لقب دوريّ تتناوب عليه مدن وعواصم. لكن دبي لا تعرف هذه اللغة، فالألقاب والمسؤوليات تعني الفعل والإنجاز. من هذا المنطلق على الإعلام العربي أن ينتظر أفعالاً من عاصمته.
السؤال: ما هي حدود الممكن؟ يقيناً، تسلّم راية «عاصمة الإعلام العربي» لا يعني تسلّم مقاليد المنظومة العربية. لا يوجد عمل عربي مشترك، ولا حتى أفكار مشتركة بين أكثر من خمسة بلدان في أحسن الأحوال. بالتالي فإنّ أكبر خطوة تحققها دبي كعاصمة إعلاميّة، هي وضع حجر الأساس الذهني لبنيان وعي إعلاميّ مشترك. إذا استطاعت تخليص أرخبيل الإعلام العربي من حالة التشتت والتشرذم، التي تجمعها المناسبات والمهرجانات وسرعان ما ترجع إلى التشظي، فذلك سيكون إنجازاً تاريخيّاً. إيجاد غاية تشكل جاذبية محورية للإعلاميين بالذات، قبل الوسائط التي يعملون لها وفيها، سيسجّل كأعظم نجاح تاريخيّ للعاصمة الإعلامية 2020.
القفازات هنا ضحك من الذقون وابتذال. من الضروري الاعتراف بأن جلّ الإعلاميين العرب، ليسوا مقتنعين بأنهم يضطلعون بعمل مهني احترافي سليم، أو يحملون أمانات هي صميم ما تمليه ضمائرهم. في بلدان عدّة، الإعلاميون ذوو النعمة المحسودون عليها هم أولئك الذين يعملون في الرياضة والمنوّعات بمنأى عن السياسة. الهدف الأسمى الذي على العاصمة الإعلامية السعي إلى تحقيقه، هو إيجاد وعي إعلامي جمعي يؤدّي إلى توعية إعلامية عامّة بأن العمل المشترك قضية حياة أو موت للعالم العربي. التفكّك سينسف الجميع. هذا لا يعني اللون الواحد وانعدام تنوّع الآراء والاختلاف في وجهات النظر. على عاصمة الإعلام أن تسعى بلا تردّد إلى إيجاد توزيع أركستراليّ توعوي بالضرورات الملحّة: التنمية هي أمّ الحلول العربية الكبرى. الإدارة الفائقة هي التي ستخرج البلدان من التخلّف. منذ مئات ملايين السنين أدركت المخلوقات من الحشرات إلى الثدييات العليا أن «في الاتحاد قوة»، فكيف لا يدرك العرب الحقيقة في عصر التكتلات، وأشكال من القوى متكتّلة ضدهم لتفريقهم؟
لزوم ما يلزم: النتيجة القطعيّة: هل من سبيل آخر لكي يكون للعرب إعلام عربي وعاصمة إعلامية؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"