حماية النساء من العنف

03:53 صباحا
قراءة دقيقتين
د. حسن مدن

نساء ورجال أتوا من مختلف البلدان العربية، مغرباً ومشرقاً، إلى رأس الخيمة لمناقشة موضوع يحظى بعناية دولية، هو العنف ضد النساء والأطفال، حيث افتتح صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أمس الأول، «المؤتمر الإقليمي الثاني لمناهضة العنف ضد المرأة والطفل - الواقع والاستراتيجيات»، الذي نظمه مركز أمان لإيواء النساء والأطفال برأس الخيمة.
كانت تجربة دولة الإمارات في تأمين الحماية القانونية للمرأة والطفل من أشكال العنف محط اهتمام في المؤتمر، حيث حرصت الدولة على وضع التشريعات والضوابط الضرورية وفق المعايير الدولية لتأمين مثل هذه الحماية.
في كلمته قال صاحب السمو حاكم رأس الخيمة: «لقد تعلمنا من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن إنسانية الإنسان هي هدف أعلى في بناء حضارة الدول والأمم، وأن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الأمثل للنجاح والحياة الكريمة والتفوق والازدهار، وعكست التنمية في الإمارات توجهات متميزة من أجل الإنسان فحققت الدولة نظرياً وتطبيقياً مراتب متقدمة في العالم».
من واقع أوراق العمل والمناقشات التي شهدها المؤتمر الذي استمر يومين يمكن التعرف إلى تجارب البلدان العربية في هذا المجال. وإن كانت هناك إنجازات تحققت، فإن الكثير مما هو مطلوب لم يتحقق بعد، بما في ذلك تأمين البنية القانونية ومنظومة التشريعات الضرورية لحماية المرأة والطفل، التي يجب أن تتضمن عقوبات رادعة للمتسببين في إيقاع العنف والأذى على المرأة والطفل.
لقد كانت الجريمة المؤلمة التي وقعت في فلسطين المحتلة بقتل الشابة إسراء غريب مثالاً على ما يمكن أن يؤدي إليه الخلل القانوني في هذا المجال، وإذا كان الإعلام الإلكتروني في فلسطين نجح في جعل هذه الجريمة قضية رأي عام، فإن مئات الجرائم مثلها تقع في أماكن مختلفة من عالمنا العربي يجري التستر عليها.
التجربة تؤكد، أيضاً، أن وجود التشريعات وحده، على أهميته، غير كاف لتفادي العنف ضد المرأة والطفل، إن لم تعضد هذه التشريعات بمنظومة تربوية وثقافية متقدمة، تعيد النظر في الكثير من المفاهيم الخاطئة المتوارثة في النظرة للمرأة ودورها وتؤكد كينونتها الإنسانية كشريك متكافئ للرجل في الحقوق والواجبات، والتأسيس لقيم متحضرة تستفظع العنف الممارس ضدها سواء كان داخل الأسرة أو في المجتمع.
حقلان مهمان يتعين أن ينهضا، إلى جانب بقية الحقول، بمثل هذا الدور هما التعليم والإعلام، عبر تصحيح الصورة النمطية الخاطئة عن المرأة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"