نقص بروتين .. خطر على الصحة

00:48 صباحا
قراءة 6 دقائق
يحدث تجلط الدم خارج الجسم كردة فعل طبيعية من الجسم عندما يتعرض للجرح لمنع تدفق الدم إلى خارجه، وهي عملية يشاهدها الكثيرون عند تعرضهم للجروح ولكن من دون إدراك للخطوات الكيميائية التي تحدث أثناء تلك العملية، أما عملية تجلط الدم داخل الجسم وتكوين الجلطات فإنه يؤدي إلى حالات صحية مهددة للحياة وهو نوع من التجلط أو «التخثر» تجب مكافحته بجميع الطرق.
عندما يتعرض جزء من الجسم إلى الجرح ويكون بموضع به وريد أو شريان تعرض للتلف فإن الدم يتخثر سريعاً لمنع النزيف ثم بعد شفاء الجرح يعود الشريان أو الوريد إلى طبيعته، ولكن تتطلب تلك العملية مقداراً كافياً من بعض المكونات الطبيعية بالدم كبعض أنواع البروتينات بالإضافة إلى خلايا الدم المعروفة بالصفائح الدموية؛ ومن البروتينات المرتبطة بتلك العملية بروتين C وبروتين S وهي بروتينات ربما يجهلها الكثيرون بالرغم من أهميتها في الوقاية من الأمراض الناتجة عن تخثر الدم.
يمنع الجلطات

يتم إنتاج بروتين C داخل الكبد التي تفرزه داخل الدورة الدموية، وتأتي أهميته في أنه يمنع تكوّن الجلطات داخل الجسم وذلك بوقفه للبروتينات الأخرى المعززة لتخثر الدم ما يقي الجسم من الحالات المرضية الخطرة الناتجة عن تكون الجلطات كالسكتة الدماغية وغيرها؛ ولكن بعض الأشخاص يكون لديهم نقص أو ضعف بإنتاج ذلك البروتين بحيث لا يفي باحتياجات الجسم وهو ما يعرف بـ«نقص بروتين C» والذي يعرض الشخص إلى خطر تكون الجلطات داخل الجسم بالأوعية الدموية ويكون نقص البروتين إما متوسطاً أو حاداً ومن يعانون نقصه بدرجة متوسطة في الغالب لا يتعرضون لتكون الجلطات، ويمكن أن يكون عوز البروتين حالة مكتسبة أو حالة وراثية بسبب طفرة وراثية بجينات معينة تعرف اختصاراً «PROC».

البروتين الوراثي

وذكرت دراسة من جامعة نورث كارولينا أن معدل نقص البروتين الوراثي ربما يشكل نسبة شخص واحد من بين كل 500 شخص أما نقصه الحاد فيعتبر أمراً نادراً حيث يكون بمعدل شخص واحد من بين كل 4 ملايين مولود، ومن العوامل التي تؤدي إلى نقصه استخدام العلاجات المميعة للدم، وفشل الكبد، ونقص فيتامين K، وتكوّن الجلطات، واستخدام المضادات الحيوية لعدة أيام من دون التغذية الجيدة، ونمو الأورام بالجسم، والعدوى البكتيرية لدى الأطفال وبعض الأسباب الأخرى، أما العوامل التي تتدخل بتعرض الشخص لتكون الجلطة عموماً فهي تقدم العمر، والعمليات الجراحية، وقلة النشاط البدني، والحمل، والاضطرابات الأخرى المرتبطة بالجلطة.
تتضح حالة الاحتياج الحاد لبروتين C بعد فترة قصيرة من الولادة عندما يتعرض الطفل لحالة «الفرفرية الصاعقة» وهي حالة من حالات تكوّن الجلطة الدموية، أما من لديهم نقص كبير بمعدلات البروتين ربما لا تظهر لديهم أعراض إلا في سن البلوغ، وتظهر مضاعفات عوز بروتين C في الآتي:
الجلطة التي تحدث في أحد الأوردة والتي يمكن أن يتعرض لها حتى الذين يعانون نقصاً متوسطاً بالبروتين، وهي جلطة تحدث تحت سطح الجلد غالباً بالساق أو الذراع وربما حول الدماغ، ومن العوامل التي تهيئ لحدوثها رحلات السفر الطويلة، وتصبح خطرة إذا انتقلت من ذلك الموضع إلى الرئة حيث تسبب انسدادها.
مشاكل الحمل: يزيد عوز البروتين من احتمالية تعرض المرأة لتكوّن الجلطة أثناء الحمل وبعد الولادة، وتشير الإحصائيات إلى أن امرأة حامل من بين كل 100 ممن يعانون عوز بروتين C الوراثي تتعرض للجلطة الدموية ما لم تخضع للعلاج بالمميعات لذلك يجب متابعة المرأة الحامل في ذلك الجانب.
الفرفرية الصاعقة: حالة مهددة للحياة يتعرض لها حديثو الولادة الذين يولدون بعوز حاد في البروتين، وهي حالة تحدث مباشرة بعد الولادة وتنتج عن تكون جلطة دموية بالأوعية الدموية الصغيرة بالجسم فيعوق ذلك الدورة الدموية ما يؤدي إلى موت الخلايا وتظهر أعراض كتغير لون الجلد.

علاجات السيولة

النخر الناجم عن استخدام علاجات السيولة: حالة نادرة يتعرض لها شخص واحد من بين كل 10.000 من المرضى الخاضعين لعلاجات السيولة لأنها علاجات تزيد من تخثر الدم وتستبدل في هذه الحالة بعلاجات تخثر الدم التي تؤدي إلى تمييع الدم لمنع تكون الجلطات مع تركيز فيتامين K وبروتين C وأحياناً يتطلب الأمر تدخلاً جراحياً، ولا يمكن التعرف إلى حالة عوز البروتين C إلا عن طريق فحص الدم ولكن يجب الانتباه إلى أن بعض العوامل الخارجية يمكن أن تتسبب في تراجع معدلاته بصورة مؤقتة كأن يكون الشخص خاضعاً للعلاج بأحد مميعات الدم وفي هذه الحالة يجب إجراء الفحص بعد 14 يوماً على الأقل من بداية العلاج حتى تكون النتائج دقيقة كما يفضل أن يخضع أفراد العائلة للفحص للتحقق من عدم وجود العامل الوراثي.
بالرغم من أن الجلطة الدموية داخل الشرايين ارتبط تكوّنها بالبروتين وبعض العوامل الداخلية بالجسم إلا أن القيام بالعادات الصحية يمكن أن يمنع وبالتالي يقي الإصابة بالأمراض المرتبطة بها، ومن تلك العادات الحفاظ على الوزن الطبيعي وخسارة الزائد منه، والقيام بالأنشطة البدنية وعدم الخمول والجلوس لساعات طويلة، والإقلاع الفوري عن التدخين، ويزداد الحرص على الالتزام بتلك العادات لمن يعانون عوز بروتين C، كما أن على المرأة تجنب العلاج بهرمون الأستروجين التعويضي وكذلك عدم استخدام موانع الحمل التي يدخل في تركيبها هرمون الأستروجين والبروجستيرون، ومن ناحية أخرى فإن على من يعاني عوز ذلك البروتين أن يخبر بحالته قبل الخضوع للعمليات الجراحية أو القيام بالرحلات الجوية لمسافات طويلة أو عند التواجد بأماكن الحركة فيها مقيدة وعلى المرأة الحامل إطلاع الطبيب على حالتها قبل حدوث الحمل.
ينصح لمن يعانون عوز الفيتامين C وغيره من البروتينات الأخرى المانعة لتخثر الدم أن يكون نشاطهم البدني بعيداً عن ممارسة الرياضة التي تتطلب احتكاكاً بدنياً مثل كرة القدم وغيرها حتى يتجنب الاصطدام ما يتسبب في حدوث الجلطة بمنطقة الاصطدام، كما لا يوجد نظام غذائي معين لمن يعانون نقص تلك البروتينات أما المستخدمين للعلاجات المميعة للدم فلهم نظام غذائي متوازن ولكن يجب عدم الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين K.

هشاشة العظام

يوصف فيتامينK1 في حالة هشاشة العظام لعلاج ضعفها، ولتخفيف الحكة التي تسببها أمراض الكبد المعروفة بـ «التشمع الصفراوي»، من الاستخدامات الأخرى للفيتامين، الاستخدامات الجلدية لتخفيف دوالي الساقين، والكدمات، والندب، وعلامات التمدد بالجلد، والحروق الجلدية، والوردية (احمرار الوجه). أدى الإدراك المتنامي لدور ذلك الفيتامين في وقاية الجسم من الجلطة الدموية إلى خروج نتائج بعض الدراسات بأن تزاد الكمية الموصى بها للفيتامين من خلال النظام الغذائي ولكن من ناحية أخرى فقد أوصت بعض الجهات الصحية المختصة بأن تزداد الكمية قليلاً وليس كثيراً لعدم وجود أدلة علمية كافية تنادي بذلك، وتوصي بعض الجهات الصحية بأن الكمية اليومية الموصى بها للذكور هي 80 ميكروجراماً وللإناث 70 ميكروجراماً، ولا يؤدي التناول الزائد للفيتامين للتسمم عندما يكون ذلك عن طريق الأطعمة الطبيعية وإنما تحدث تلك الحالة عندما يكون المصدر هو العلاج بالفيتامين وخصوصاً فيتامين K3 . ومن الأطعمة الغنية بفيتامين K:
الخضراوات الورقية الخضراء: مثل الكرنب الأجعد ويحتوي ½ كوب منه على 444 ميكروجرام من الفيتامين أي 10% من الموصى به يومياً
الصويا المخمرة: تحتوي 57 جراماً منها على 500 ميكروجرام من الفيتامين- أكثر من 100% من الموصى به يومياً
البصل الأخضر: ½ كوب يحتوي على 103 ميكروجرامات - أكثر من 100% من الموصى به يومياً
الملفوف: يحتوي ½ كوب منه على 82 ميكروجراماً- أكثر من 100% من الموصى به يومياً
البروكولي: يحتوي ½ كوب منه على 46 ميكروجراماً- 58% من الموصى به يومياً
منتجات الحليب المخمرة: يحتوي ½ كوب على 10 ميكروجرامات- 10% من الموصى به يومياً
البرقوق المجفف: يحتوي ½ كوب منه على 52 ميكروجراماً- 65% من الموصى به يومياً
الخيار: خيارة متوسطة تحتوي على 49 ميكروجراماً- 61% من الموصى به يومياً
الريحان(الحبق): تحتوي 1 ملعقة منه على 36 ميكروجراماً- 45% من الموصى به يومياً

فيتامين K1

تصنف فيتامينات C وS بأنها بروتينات بلازما معتمدة على فيتامين K، وهو فيتامين يوجد طبيعياً بكثير من الخضراوات الورقية والبروكولي وغيرها، وله استخدامات طبية متعددة ويكون في أشكال مختلفة أما أفضل أشكاله فهو فيتامين K1 لأنه أقل سمية وقوي ويعمل بسرعة ويكون أكثر فعالية لبعض الحالات المرضية. ويلعب فيتامين K داخل الجسم دوراً مهماً فيما يتعلق بالجلطة الدموية فهو يعطى للأطفال حديثي الولادة الذين يعانون نقصه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"