عادي

«مهرجان طيران الإمارات للآداب» ينطلق «في حب الكلمات»

02:58 صباحا
قراءة 5 دقائق
دبي: عثمان حسن

انطلقت، صباح أمس، في ندوة الثقافة والعلوم في دبي فعاليات الدورة العاشرة ل«مهرجان طيران الإمارات للآداب» تحت شعار: «في حب الكلمات»، وحضر الافتتاح سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة الإمارات للآداب، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، والشيخ ماجد المعلا نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية، ومحمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة «مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم»، وبطرس بطرس نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة الاتصالات المشتركة والتسويق والعلامة التجارية، وسعيد النابودة المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون، والدكتورة رفيعة عبيد غباش مؤسِسة متحف المرأة، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة.
ألقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمة قال فيها: «إن شعار المهرجان يكتسب صفة الكمال، فمنذ عام 2009 وحب الكلمات يجذب الناس من مختلف دول العالم، إلى مهرجان طيران الإمارات للآداب».
وأضاف: «لا نستطيع أن نتخيل أنفسنا من دون هذا الحفل، الذي أصبح تقليداً، وسبيلنا للاحتفاء بقوة الكلمات»، ورحب وزير التسامح، بالكتّاب والمؤلفين، الذين يحلون ضيوفاً على المهرجان، الذين ستعزز مشاركتهم من تأثير الكتابة، كما ترضي فضول الناس ورغبتهم في القراءة.
ونوّهت كلمة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، بأسماء لكتاب عالميين كوالاس ستيفنز،
و ت. س. إليوت، وروبرت فروست بما حملته كتاباتهم من عمق وأفكار وعواطف أثرت في جمهور عريض من القرّاء حول العالم، كما أشار إلى القيادة الإماراتية، التي اعتمدت روح التسامح، التي شكلت أحد أهم مقومات نجاح الإمارات في فهم ثقافات الآخرين وأفكارهم وتاريخهم وقيمهم وعواطفهم، وخلق بيئة حاضنة لهم على أرض الوطن الحبيب.
وأعرب سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، عن تقديره لما حققه المهرجان عبر دوراته المتلاحقة من إنجازات رسخت قيم المعرفة والثقافة والعلم، وقال: «ننظر إلى أعوامنا السالفة، ونستذكر الأعمال العظيمة، التي قام بها الفريق المشرف على إدارة المهرجان بقيادة إيزابيل أبو الهول؛ لتعزيز ثقافة القراءة ونشر الوعي بأهميتها في بناء مجتمعات متنورة منفتحة».
وأضاف: «خلال عشر سنوات، واصل المهرجان تطوره وازدهاره، إلى أن غدا حدثاً عالمياً بامتياز، وإنه لمن دواعي اعتزازنا أن تصادف الذكرى العاشرة للمهرجان، مع عام باني نهضة الإمارات الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي كان في طليعة رعاة الأدب والأدباء والعلم والعلماء، وكان -رحمه الله- يؤمن أن الإنسان المتعلم والمثقف هو ثروة حقيقية لوطنه وأمته».
وقالت إيزابيل أبو الهول في كلمتها: «إن الفكرة التي تبنيناها قبل عشر سنوات، غدت اليوم تظاهرة أدبية عالمية نالت ثناء الجمهور من جميع أنحاء العالم، كما نالت ثناء الكتّاب العالميين، وحصدت العديد من الجوائز، وأصبحت برامجها وفعالياتها تمتد لعشرة أيام،
وها نحن اليوم على موعد مع أكثر من 180 كاتباً ومفكراً ومبدعاً من أكثر من 47 دولة، إلى جانب جمهور غفير يتزايد عاماً بعد عام، وأنا وفريق العمل نتأهب للحدث الكبير، الذي يجمع الشعوب والثقافات، ويوحد بينها في أجواء إنسانية خلّاقة».
وأكدت أبو الهول، أن المناسبة العاشرة للمهرجان، ستكون متميزة بكل المقاييس، ولا بد لها أن تحتفي بجمهور المهرجان الرائع، وبالكتّاب المشاركين، كما يليق بمكانتهم وبعطائهم، ضمن برنامج ثري يقدم طيفاً واسعاً من الخيارات، بدءاً من الروايات، والقصص المصورة، وسيناريوهات الأفلام المقتبسة من الروايات العالمية، والسير، والمذكرات، وأدب الرحلات وتقارير ومقالات الصحفيين، وكل ما يضيء دروب الثقافة والأدب العظيم.
ونوّهت أبو الهول بالتاريخ الحافل للمهرجان، وكذلك بالإنجازات التي حققها؛ من خلال الكتّاب المشاركين، سواء ممن رافقوا مسيرته، فأصبحوا نجوماً ساطعة في سماء الثقافة العربية والعالمية، أو الكتّاب والضيوف الجدد، الذين سيثرون هذه الدورة بفعاليات وأنشطة ثقافية وفكرية وفنية متنوعة.
استقبل راقصو العيالة من «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث»، الضيوف أثناء دخولهم للمسرح، واشتملت فقرات حفل افتتاح المهرجان على استعراض لفناني الأداء وعرض لراقصي الظل: سكوت مارشال من أكاديمية الرقص، والأداء المعاصر في دبي، وعرض آخر للؤلؤة الغواصين لأليس كابتاني، وعرض ثالث لغناء البحارة.
كما قدم مغنو التراث الإماراتي عرضاً رائعاً جسدوا من خلاله ملامح الثقافة الإماراتية والرسالة التي يتبناها المهرجان، وقد ألقى العرض الضوء على أبرز فعاليات برنامج المهرجان.
وشهد الحفل الإطلاق الرسمي لكتاب «في حب الكلمات»، الكتاب التذكاري للدورة العاشرة للمهرجان.
واستمتع الحضور بمشاهدة العرض الفني المبدع، «في حب الكلمات»، الذي أبرز تراث الإمارات، واستحضر كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس، وقد بث العرض في النفوس مشاعر الاعتزاز والفخر بالوطن ورموزه من خلال الأداء النابض بالحياة، أخرج العرض وأنتجته «شيلي فروست»، احتفالاً بالذكرى المئوية لميلاد الشيخ زايد وبالذكرى السنوية العاشرة ل«مهرجان طيران الإمارات للآداب».
شارك في قراءات «في حب الكلمات» الملهمة، ثلة من الكتّاب والشعراء، أبرزهم كاتبة الأطفال الإماراتية، ميثاء الخياط، شاكر خزعل، ومؤلفة بيتل بوي، ام.جي. ليونارد، والشعراء هاري بيكر، وزينة هاشم بيك، مريم محيوه، وليم سيساي، وسجون.

زكي نسيبة شخصية المهرجان

منحت مؤسسة الإمارات للآداب، جائزة شخصية العام، للدكتور زكي أنور نسيبة، وزير دولة؛ تقديراً لجهوده المتميزة في دعم الثقافة، ومسيرته الحافلة بالعطاء الفكري والمعرفي.
ود. نسيبة ولد في القدس، ثم قدم إلى الإمارات واستقر في (أبو ظبي)؛ حيث بدأ حياته المهنية في الصحافة، قبل انضمامه إلى وزارة الإعلام والسياحة الإماراتية؛ حيث قام بتحرير أول صحيفة إنجليزية تنشرها حكومة أبوظبي، وشارك في تأسيس أول صحيفة عربية تصدرها الحكومة.
وفي عام 1975، أصبح مديراً للمكتب الصحفي للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، إضافة لدوره كمترجم شخصي للشيخ زايد، كما شارك في تلك الفترة في الإعداد للزيارات الرسمية لحكومة الإمارات.
عمل د. نسيبة خلال حياته المهنية في العديد من الهيئات العامة والخاصة، التي تتعامل مع تطوير الاستراتيجيات الثقافية والتعليمية في أبوظبي، وترأس «اللجنة الدائمة التنفيذية العليا لجائزة الشيخ زايد للكتاب»، ومجلس أمناء «الجائزة العالمية للرواية العربية»، وتم تكريمه؛ لإنجازاته وعمله الثقافي في عدة دول عالمية؛ وحاز وسام الاستقلال الأردني (1969)، ووسام فرنسا للفنون والآداب (2008)، ووسام الإمبراطورية البريطانية (2013).
ولزكي نسيبة إرث أدبي كبير من المترجمات المنشورة عن الشعر العربي والخليجي للعديد من اللغات الأوروبية، وله الكثير من المقالات في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية والعالمية، وقد حازت كتاباته عدة جوائز عربية ودولية مرموقة؛ منها: «جائزة العويس الثقافية» (2013)، و«جائزة الثقافة العربية الأوروبية لمؤسسة برو- يوروب الثقافية» في لايبزيغ (2013)، و«الميدالية الذهبية للفنون» من مركز كينيدي- واشنطن (2014)، وحاز لقب الدبلوماسي الثقافي لعام 2017 في «قمة أبوظبي الثقافية»، وفي عام 2014، حصل نسيبة على درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من جامعة القدس؛ تقديراً لعطائه الكبير ومسيرته البناءة.
وفي تصريحه ل«الخليج» حول اختياره شخصية المهرجان، قال الدكتور زكي نسيبة: «هذا شرف كبير لي من قبل هذا المهرجان، الذي استطاع أن يفرض نفسه على الساحة الثقافية ليس فقط على مستوى الإمارات؛ بل وكذلك إقليمياً وعالمياً، فقد لعب دوراً كبيراً في الترويج لأهمية القراءة والكتابة، وللمؤلفين خاصة العالميين، كما تزداد أهميته في كل عام ويكتسب سمعة طيبة في الترويج للأدب العربي، وهو يحفز القارئ على القراءة وحضور المهرجانات الثقافية، سيما بعد انحسار عادة القراءة في العالم العربي».
وأشاد زكي نسيبة بالإمارات، التي تشهد اهتماماً خاصاً من قادة الدولة؛ حيث تم إطلاق عدد من المبادرات؛ لتشجيع القراءة، وهذا المهرجان يدعم مثل هذه المبادرات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"