عادي
يضمن متعة المشاهدة العائلية بلا ملل

«ليلة هنا وسرور».. كوميديا غير مبتذلة وأكشن مثير

04:27 صباحا
قراءة 4 دقائق
مارلين سلوم

حين تقدم لك السينما العربية الكوميديا بلا ابتذال أو سذاجة، مدعومة ب«خفة الدم» والأكشن بلا اشمئزاز ومشاهد عنيفة مقززة، تضحك من القلب وتستمتع، وتحقق في الوقت نفسه أمنيتك بمشاهدة «آمنة» تجمع كل أفراد الأسرة. هذا ما يتحقق لك وأنت تشاهد فيلم «ليلة هنا وسرور»، المعروض حالياً في الصالات في الإمارات.
لا يشترط الجمهور أن تكون كل الأفلام بمستوى الأعمال التي تنال الجوائز في المهرجانات، فهو يحب أن يستمتع بالمشاهدة للاسترخاء أحياناً، ويسامح ويغض الطرف عن بعض الأخطاء والهفوات البسيطة، شرط أن يكون العمل مكتمل العناصر، جيد الصنع، ويقدم له الكوميديا الراقية بلا بذاءة وسوقية وشتائم.. والثلاثي كريم يوسف، ومصطفى صقر، ومحمد عز الدين، أجادوا كتابة «ليلة هنا وسرور» ضمن هذه المواصفات، وحوّله المخرج حسين المنباوي إلى فيلم يجمع بين الأكشن والكوميدي ويمكنك مشاهدته أكثر من مرة، مع ضمان الضحك المستمر في كل مرة.
القصة بسيطة عن شاب يدعى سرور أبوالدهب (محمد عادل إمام)، يقع في حب هَنا الطويل (ياسمين صبري)، فيتزوجان سريعاً لتبدأ العروس في اكتشاف حقيقة زوجها الذي تطارده أكثر من عصابة. ويمكنك القول إن البطولة جماعية في هذا الفيلم، وإن كان إمام هو العصب ومحرّك الأحداث، إلا أن كل الشخصيات الأخرى لعبت أدواراً مميزة، وكل ممثل برز ونال حصته في لفت أنظار الجمهور ويضع لمسته الخاصة، ليكون كل واحد منهم بطلاً. فاروق الفيشاوي (الحج الضوي) ومنحه سرور اسم «يديعوت أحرونوت»، بيومي فؤاد (قشطة)، رحاب الجمل (حلاوة)، أحمد فهمي (منصوري)، محمد عبدالرحمن (سعيد) شقيق سرور، أحمد السعدني (سلطان) ابن عمه، عماد رشاد (والد هنا) مها أبوعوف (والدتها)، ومحمد سلام ابن خالها ضابط الشرطة..
أحمد السعدني قدم دوراً صغيراً، لكنه أثبت أنه قادر على أداء البطولة لأفلام الكوميديا والأكشن، ويجب أن يُمنح الفرصة لأداء هذه النوعية. ومثله أحمد فهمي، الذي منح شخصية منصوري طابعاً خاصاً ومميزاً جداً.
محمد عادل إمام خرج من عباءة أبيه، علماً أنه لا يقلل من شأنه أن يتم تشبيهه بوالده، فكثر يتمنون أن يكونوا «خليفة عادل إمام» في السينما وفي الكوميديا. والفرق بين التشبيه والتقليد كبير، ومحاولة الوصول إلى مكانة «الزعيم» ونجاحه لن يتحقق بين ليلة وضحاها، ولن يستطيع أحد أن يكون النسخة الثانية منه مهما حاول واجتهد؛ لذا فلنضع محمد عادل إمام في مكانه الصحيح بين النجوم الشباب المتنافسين على كسب ودّ الجمهور، ونبعده عن المقارنة بينه وبين أبيه كي لا نظلمه، وإن كان قد اكتسب الكثير من ملامحه وحركاته بحكم الوراثة والتأثر به؛ كونه المثل الأعلى والقدوة.
يستحق محمد إمام أن ينال فرصته ليثبت ذاته كفنان مستقل عن أبيه وأخيه (المخرج والمنتج رامي إمام)، وهو حقق حتى الآن نجاحات عدة، ويملك مؤهلات الممثل والنجم المحبوب، ويستطيع تحمل مسؤولية فيلم كما يفعل كثير من النجوم الشباب الحاليين.
وبعد نجاحه عام 2016 بفيلم «جحيم في الهند»، مع ياسمين صبري، والمؤلفين مصطفى صقر، ومحمد عز الدين، يعيد معهم التجربة ب«ليلة هنا وسرور» ليؤكد سلوكه خطاً خاصاً به. إمام بدا أكثر نضجاً، متمكناً، وقد اشتغل أيضاً على بنيانه الجسدي تماشياً مع صورة «الفتى الأول في السينما العربية» العصرية، والتي تفرض أن يكون رياضياً، مفتول العضلات، مستعداً للقتال في أي وقت.
المخرج حسين المنباوي قدم صورة جميلة ومقنعة، واستعان بشخصيات أجنبية لأدوار أفراد العصابة الإيطالية، كما تحدّث معهم البطل سرور بالإيطالية، ما يعكس تطور الأفلام لتتناسب مع العصر الحالي، وأن يجيد البطل التحدث بلغات أجنبية.
من إيجابيات العمل أيضاً، أنه يوازن بين اللونين فجاء الأكشن مثيراً والكوميديا مشوِّقة، كما حافظ على خط تصاعدي في الأحداث دون أن يسقط في فخ «التتفيه» أو الملل، لذا استطاع أن يحقق إيرادات عالية في بداية عرضه في مختلف الصالات والدول العربية خلال أيام العيد، تجاوزت ال11 مليون جنيه، وهو نجاح يُحسب أيضاً لشركة «سينرجي للإنتاج الفني» للمنتج تامر مرسي، باعتباره باكورة إنتاجها السينمائي.

السينما العربية على خطى «هوليوود»

السينما العربية تسير على خطى «هوليوود»، سالكة خط الأكشن، وباحثة عن الإثارة والحركة في جميع أفلامها. لذا أصبحت مواصفات الفتى الأول بمعايير مختلفة، تفرض العضلات والقوة وتتراجع الرومانسية الحالمة والأمير الآتي على صهوة فرسه بشعره الناعم.. فالبطل حليق الشعر غالباً، مفتول العضلات، يحمل مسدساً ويجيد كل أنواع القتال بكافة أنواع الأسلحة، ويواجه جيوشاً دون أن يُهزم أو يُقتل. ولو وضعت نجوم الزمن الجميل في ميزان البطولة اليوم لانقلبت المعايير، وجاء أحمد رمزي بطلاً أول وعبد الحليم حافظ مسانداً له.
محمد عادل إمام أصبح من نجوم الصف الأول الشباب الذين يتجهون نحو النمط الجديد، وينجحون بأفلام الحركة بعدما كانت تعتمد على عدد قليل جداً من الممثلين، على رأسهم أحمد السقا، يليه كريم عبد العزيز.
أفلام الأكشن «الصريح» كثيرة، منها الجديد الذي يعرض حالياً مثل «حرب كرموز» ويحقق إيرادات عالية جداً في مصر، في منافسة مع «ليلة هنا وسرور» وغيره.. وهناك الأكشن المطعّم بالتراجيدية والكوميديا.. و«الحركة» لم تعد محصورة بالسينما، بل انتقلت إلى الدراما التلفزيونية، بنفس المعايير والبطولات الخارقة والأجواء البوليسية التي طغت على كثير من أعمال رمضان مع أبطال الأكشن هذا الموسم في التلفزيون: أمير كرارة، ياسر جلال، محمد رمضان، أحمد عز، عمرو يوسف، هاني سلامة..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"